لا يزال التلفزيون الفرنسي شبه مغلق على من هم من غير ذوي البشرة البيضاء، كما جزم الملف الأخير في مجلة "بوليتيس" الفرنسيّة الأسبوعية، حمل عنوان "تلفزيون أبيض". وفي آخر تقرير أصدره المجلس الأعلى للسمعي البصري في فرنسا، الذي يحرص على أن تعكس البرامج التلفزيونية تنوع المجتمع الفرنسي، فإن نسبة غير البيض في كل البرامج التلفزيونية، مجتمعة (من الأخبار إلى السينما إلى برامج توك شو)، لا يتعدى نسبة 14 في المائة.
وهذه الحقيقة تتناقض مع إعلانات القنوات التي تُشهر "خطابات عامة ومتفتحة". ولعلّ مقدم الأخبار الفرنسي السابق، من أصول جزائرية، رشيد أرحب مثال واضح على انغلاق القنوات الفرنسية أمام غير البيض. وهو ما يفسره، في لقاء مع مجلة بوليتيس الفرنسية، منذ يومين بأنه "انغلاق يعكس الجمود الذي يعرفه مجتمعنا (الفرنسي)".
وترى المجلة الفرنسية أن الشاشة الصغيرة، حينما يتعلق الأمر بتقديم الأخبار، في فرنسا تشبه "حديقة خاصة"، لولا بعض الاستثناءات في" تي في 5 موند" والقناة الثالثة و"آرتي". ونفس الشيء نجده، في الإذاعات الفرنسية، وهو ما تكشف عنه كادي أدوم دوّاس، من أصول تشادية ومارتنيكية، حين تعترف أنها كانت "الوحيدة من غير البيض من العاملين في أوروبا1 (وهي الآن مقدّمة أخبار في قناة آرتي الفرنسية-الألمانية)، إذا استثنينا عاملات النظافة".
إن الشخصيات العاملة في التلفزيون الفرنسي، كما يكتب فانسونت ميزلي، الذي صاغ أول دراسة عن التنوع، مع رشيد أرحب: "تعكس عالم الطبقات الحضرية العليا". ولهذا فإن مسألة الإكراه أو المحاصصة تفرض نفسها، ولكنها لا تروق لكثير من المنحدرين من الأقليات العرقية أو الإثنية. فالفرق واسع، كما تقول كادي أدوم دواس، "بين أن يقال عن مقدم الأخبار إنه موجود هنا لأنه أسود، وبين أن يقال إنه صحافي جيد".
وإذا كانت الدولة الفرنسية كثيرا ما تعمد إلى إشهار سلاح "التمييز الإيجابي" وتطبيقه، من أجل السماح للمنحدرين من التنوع الفرنسي بولوج فضاءات كانت حكرا على البيض، كما فعلت مع المدارس العليا حين سمحت لطلاب منحدرين من الضواحي والأحياء الشعبية (من عرب وسود وآسيويين) بالتسجيل في المدارس العليا، فإن هذا السلاح يثير نفور الكثيرين في وسائل الإعلام.
وهو ما يدفع عالم الاجتماع الفرنسي إيريك ماسي للقول: "لا يمكن أن نلجأ إلى التمييز الإيجابي لأنه، في حدّ ذاته، تمييزٌ. ولكن السؤال الجوهري هو سؤال طاقات الناس القادرين على الوصول إلى هذه المسؤولية أو تلك. لأنه إذا لم يتمّ تنويع هذه الطاقات، فلن يكون هناك تجديدٌ ولا تنوع. يجب العمل في هذا الاتجاه. وهنا لا يتعلق الأمرُ بالمحاصصة ولا بالتمييز الإيجابي، ولكن بالعمل الإيجابي. أي إرغام معاهد الصحافة على استثمار أموال من أجل اتفاقات تدريب، حتى يحصل هؤلاء المتدربون على عقود عمل في القنوات التلفزيونية الكبرى في فرنسا".
وإذا كان المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي يجاهد، من أجل إصلاح الضرر، فقد تعهدت القناة الفرنسية الخاصة الأولى تي إف 1، على أن تفرض التعددية في نحو 30 في المائة من برامجها. وهو ما سيجعل القنوات الأخرى، وخاصة قنوات الدولة، في حَرج شديد إن لم تقم بإجراء مشابه، وقد وعدت بذلك.
اقرأ أيضاً: زكريا عبد الكافي: الإعلام فضح جرائم النظام
وهذه الحقيقة تتناقض مع إعلانات القنوات التي تُشهر "خطابات عامة ومتفتحة". ولعلّ مقدم الأخبار الفرنسي السابق، من أصول جزائرية، رشيد أرحب مثال واضح على انغلاق القنوات الفرنسية أمام غير البيض. وهو ما يفسره، في لقاء مع مجلة بوليتيس الفرنسية، منذ يومين بأنه "انغلاق يعكس الجمود الذي يعرفه مجتمعنا (الفرنسي)".
وترى المجلة الفرنسية أن الشاشة الصغيرة، حينما يتعلق الأمر بتقديم الأخبار، في فرنسا تشبه "حديقة خاصة"، لولا بعض الاستثناءات في" تي في 5 موند" والقناة الثالثة و"آرتي". ونفس الشيء نجده، في الإذاعات الفرنسية، وهو ما تكشف عنه كادي أدوم دوّاس، من أصول تشادية ومارتنيكية، حين تعترف أنها كانت "الوحيدة من غير البيض من العاملين في أوروبا1 (وهي الآن مقدّمة أخبار في قناة آرتي الفرنسية-الألمانية)، إذا استثنينا عاملات النظافة".
إن الشخصيات العاملة في التلفزيون الفرنسي، كما يكتب فانسونت ميزلي، الذي صاغ أول دراسة عن التنوع، مع رشيد أرحب: "تعكس عالم الطبقات الحضرية العليا". ولهذا فإن مسألة الإكراه أو المحاصصة تفرض نفسها، ولكنها لا تروق لكثير من المنحدرين من الأقليات العرقية أو الإثنية. فالفرق واسع، كما تقول كادي أدوم دواس، "بين أن يقال عن مقدم الأخبار إنه موجود هنا لأنه أسود، وبين أن يقال إنه صحافي جيد".
وإذا كانت الدولة الفرنسية كثيرا ما تعمد إلى إشهار سلاح "التمييز الإيجابي" وتطبيقه، من أجل السماح للمنحدرين من التنوع الفرنسي بولوج فضاءات كانت حكرا على البيض، كما فعلت مع المدارس العليا حين سمحت لطلاب منحدرين من الضواحي والأحياء الشعبية (من عرب وسود وآسيويين) بالتسجيل في المدارس العليا، فإن هذا السلاح يثير نفور الكثيرين في وسائل الإعلام.
وهو ما يدفع عالم الاجتماع الفرنسي إيريك ماسي للقول: "لا يمكن أن نلجأ إلى التمييز الإيجابي لأنه، في حدّ ذاته، تمييزٌ. ولكن السؤال الجوهري هو سؤال طاقات الناس القادرين على الوصول إلى هذه المسؤولية أو تلك. لأنه إذا لم يتمّ تنويع هذه الطاقات، فلن يكون هناك تجديدٌ ولا تنوع. يجب العمل في هذا الاتجاه. وهنا لا يتعلق الأمرُ بالمحاصصة ولا بالتمييز الإيجابي، ولكن بالعمل الإيجابي. أي إرغام معاهد الصحافة على استثمار أموال من أجل اتفاقات تدريب، حتى يحصل هؤلاء المتدربون على عقود عمل في القنوات التلفزيونية الكبرى في فرنسا".
وإذا كان المجلس الأعلى للسمعي البصري الفرنسي يجاهد، من أجل إصلاح الضرر، فقد تعهدت القناة الفرنسية الخاصة الأولى تي إف 1، على أن تفرض التعددية في نحو 30 في المائة من برامجها. وهو ما سيجعل القنوات الأخرى، وخاصة قنوات الدولة، في حَرج شديد إن لم تقم بإجراء مشابه، وقد وعدت بذلك.
اقرأ أيضاً: زكريا عبد الكافي: الإعلام فضح جرائم النظام