السيول تغرق أهالي حلايب والحشرات الضارة تحاصرهم

15 نوفمبر 2019
طقس سيئ مصحوب بأمطار غزيرة في مصر (Getty)
+ الخط -
كشفت موجة السيول التى ضربت مدينة "حلايب" التابعة لمحافظة البحر الأحمر فى مصر، الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى يعيشها الأهالي، رغم كلام الحكومة المصرية عن الخدمات والمشاريع التى تقدمها لأبناء تلك المدينة، وهي المنطقة المتنازع عليها منذ سنوات بين مصر والسودان والمعروفة باسم مثلث "حلايب وشلاتين وأبو رماد"، فكل دولة ترى أحقيتها في السيطرة عليها.

ويعيش أهالي مدينة "حلايب" حالة من الرعب الشديد والخوف، بعدما جرفت السيول المباني الخشبية والأكشاك التى يقيم بها المواطنون، والتى أدت إلى تصدع 250 منزلاً وتشريد سكانها من الأسر الفقيرة، كما تسببت في خسائر اقتصادية بسبب نفوق عدد من الثروة الحيوانية والدواجن التى يعتمد عليها الأهالي، ووقوع أضرار كثيرة داخل المنازل.

وتسببت الأمطار في انقطاع التيار الكهربائي، نظرا لكون التوصيلات في المنطقة، أرضية، ولم يجد الأطفال وكبار السن والسيدات أي ملجأ يأويهم من برودة الطقس، من دون تحرك فعلي من  الجهات المسؤولة.
وطالب الأهالي بسرعة بالتدخل الفوري لحصر المتضررين من السيول، واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لحمايتهم من أخطار الأمطار الغزيرة والتي من المتوقع هطولها خلال الأيام المقبلة.

وأصيبت المدينة بحالة من الشلل التام بعدما حاصرت برك المياه الأهالي، ومنعت الدخول والخروج، وحولت الشوارع إلى برك طينية وبحيرات، ويخشى الأهالي حدوث أي مكروه لهم حال التجول، أقلها الوقوع فى تلك البرك الطينية والإصابة بكسور، فى الوقت الذى انتشرت فيه الثعابين السامة والأفاعي لكون"حلايب" منطقة جبلية، وقام الأهالي من خلال عدد من الشباب بمطاردة الثعابين بأنفسهم خوفاً من اللدغات التي يمكن أن تودي بحياتهم، في ظل بعد الوحدات الصحية عن بعض الأهالي، والمعاناة من عدم وجود أمصال طبية.

واتّهمت محافظة البحر الأحمر أهالي المدينة، بأنهم السبب فى حدوث الأضرار التى لحقت بهم، نتيجة إقامة مبانٍ مخالفة فى مواجهة مخرات (مجاري) السيول، وفي المقابل أكد الأهالي أن تلك المباني هي الخاصة بهم، مطالبين المحافظة بتدبير أماكن تأويهم وذويهم من السيول، بينما اعترف مسؤولون بالمحافظة، ببطء الأجهزة التنفيذية في التعامل مع المشكلة، وفى تقديم أي مساعدات للأسر المنكوبة، وبعدم تطهير وصيانة مجرى مخر السيل الموجود بالمدينة مما أدى إلى انسداده وردمه، بالإضافة إلى الزحف العمراني للمنازل على المخر الطبيعي للسيل.

وانتقد عبد الغني بدر، أحد سكان مدينة "حلايب"، ما أكده عدد من مسؤولي محافظة البحر الأحمر، هو أن غالبية منازل المدينة مخالفة، متسائلاً: أين المسؤولين من تلك المباني المخالفة وتوصيل كافة المرافق إليها عن طريق الحي بأوراق رسمية؟ قائلاً: "نعيش وسط برك من المياه، وانتشار الذباب والحشرات الضارة"، مطالباً بتسليم المتضررين وحدات سكنية جديدة تم الانتهاء منها، بعدما أصبحوا بلا مأوى يحميهم، مشدداً على أن ما حدث كارثة كبيرة، ورغم ذلك لم تتحرك الجهات المسؤولة لكون الأهالي من الفقراء والمعدومين، وذنبهم فى رقبة المسؤولين.

وكانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية قد حذرت من تعرض محافظة البحر الأحمر وعدد من مدنها، خاصة "حلايب"، لموجة من الطقس السيئ، المصحوب بأمطار غزيرة ورعدية تصل إلى حد السيول، في المقابل رفعت محافظات مصر حالة الطوارئ استعدادا للتغير في الأحوال الجوية، بعد توقعات خبراء الهيئة بعدم استقرار حالة الطقس على أغلب المحافظات خلال الـ48 ساعة المقبلة، إذ من المتوقع أن يكون هناك انخفاض ملحوظ فى درجات الحرارة وسقوط أمطار غزيرة ورعدية.
وناشد مدير إدارة التنبؤات الجوية في الهيئة العامة للأرصاد الجوية، الدكتور محمود شاهين، اليوم الجمعة، كل المسؤولين بالمحافظات باتخاذ التدابير المناسبة لمثل هذه الحالات.

دلالات
المساهمون