كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، مقربة من اللجنة المعنية بمتابعة الملف الليبي، التي يترأسها رئيس الأركان المصري، الفريق محمود حجازي، أن قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في طبرق، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، اتفقا خلال لقائهما في الإمارات على عقد لقاء جديد بينهما في القاهرة في النصف الثاني من مايو/أيار الحالي، بحضور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لوضع التصورات النهائية الخاصة بعدد من الملفات العالقة، والمقترحات التي طرحت خلال لقاء الإمارات.
وأشارت مصادر، تحدثت إلى "العربي الجديد"، إلى أن اللقاء تناول مجموعة من المقترحات والبنود التي طُرحت في لقاءات القاهرة بين ممثلي حفتر ومجلس النواب الذي يترأسه عقيلة صالح، وممثلين عن القبائل والقوى الليبية المؤثرة على مدار 4 أشهر ماضية. وأوضحت أن لقاء القاهرة المرتقب سيناقش فكرة تشكيل مجلس رئاسي مكون من ثلاثة أشخاص هم رئيس الحكومة، ورئيس البرلمان، وقائد الجيش، في إشارة إلى حفتر، على أن يتم فصل رئاسة الوزراء، عن المجلس الرئاسي. وأوضحت المصادر أن اللقاء المرتقب بين الجانبين هدفه حسم كافة النقاط الشائكة، قبل توجه الطرفين للقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في يونيو/حزيران المقبل، لافتة إلى أن دوائر أميركية رسمية شددت للحكومتين المصرية والإماراتية على أن ترامب لن يلتقي حفتر إلا بعد تصفية الخلافات مع السراج، والتوصل إلى نقاط اتفاق مشتركة من شأنها تهدئة الأوضاع في ليبيا.
ولفتت المصادر النظر إلى أنه سيتم خلال لقاء القاهرة المرتقب طرح نقاط الخلاف بشأن الاتفاق السياسي الموقع في مدينة الصخيرات، وإمكانية أن تكون فكرة تشكيل مجلس رئاسي من ثلاث شخصيات بداية لإجراء انتخابات شاملة في ليبيا في الربع الأول من العام المقبل، موضحة أن حجازي أجرى اتصالات بالجانبين أثنى خلالها على اللقاء الذي عُقد في الإمارات. وأوضحت أن كلاً من مصر والإمارات تدفعان باتجاه تشكيل المجلس الرئاسي، نظراً لكونه سيؤدي إلى غلبة ممثلي معسكر طبرق، في إشارة إلى عقيلة وحفتر، ما سيقلل من تأثير جماعات الإسلام السياسي في الغرب الليبي. وأعلنت الأمم المتحدة، أخيراً، ترحيبها بلقاء حفتر والسراج، الذي يعد أول لقاء يجمع بينهما منذ أكثر من عام، فيما تحدثت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، عن "تقدم ملموس في الوساطة والتوفيق بين أقطاب الأزمة الليبية"، مشيدة "بالأجواء الإيجابية" التي سادت المحادثات.