السيسي في لقاء مع لوفيغارو: يستعرض إنجازاته ويهاجم الإخوان المسلمين

24 أكتوبر 2017
السيسي: قام المصريون بثورتين وأطاحوا برئيسين(فرانس برس)
+ الخط -
خصّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عشية زيارته الرسمية إلى فرنسا، صحيفة لوفيغارو اليمينية بلقاء طويل، على صفحة كاملة، كرر فيه ما قاله في أكثر من مناسبة.

وفي البداية، وردا على سؤال تطرَّق لـ"الربيع العربي"، قال السيسي: "هل تنظر إليه سورية واليمن وليبيا على أنه كذلك؟"، أما عن "الربيع العربي" في مصر، فلخصّه السيسي بجملة واحدة: "قام المصريون بثورتين وأطاحوا برئيسين".

ولكن الصحافي رونو جيرار واجهه بأن الجيش هو من أطاح بالرئيس مرسي، عام 2013، فرد السيسي: "لا يجب الاستهانة بقوة إرادة الشعوب. فلكل بلد خصوصياته ومميزاته. الوضع في مصر فريدٌ. والشعب المصري كان مستعدا لكل التضحيات لحماية الوطن والحفاظ على هويته الألفية".

وأضاف في قراءته لما جرى في مصر: "ومن أجل أن يحول دون قيام الإخوان المسلمين، المنظمة الإرهابية، بإنشاء خلايا في الدولة، نزل أكثر من 30 مليون مصري إلى الشارع في بداية صيف 2013، مطالبين باستقالة مرسي".

ثم عاد إلى العموميات، التي يكررها دوما: "إن مصر تمتلك مؤسسات قديمة وقوية ومستقلة في وظيفتها. بلدنا صلبٌ، وقادر على عبور ثورات هي تعبير عن إرادة شعب سيّد مطلق. جيشنا الوطني له هدف وحيد هو حماية الشعب والبلد، بعيدا عن الاعتبارات الحزبية".

وردا على سؤال: هل الإخوان المسلمون إرهابيون؟ أجاب السيسي: "إن أيديولوجيتهم خطيرة. وليس لديهم أدنى تسامح ديني أو سياسي. إنهم يستندون إلى الإسلام من أجل الاستيلاء على السلطتين السياسية والاقتصادية".

وكعادته في الاجتهاد، توصّل الجنرال السيسي إلى أنّ "الجهادي هو الأخ المسلم في مرحلته النهائية. وهم يحملون أسماء مختلفة، القاعدة، داعش، بوكو حرام.. إلخ. ولا يريدون تدمير العالَم العربي فقط، بل العالم بأسره".

وعن الضربة الكبرى التي تلقتها الشرطة المصرية قبل أيام، وهل يتهيأ لحرب طويلة، أجاب السيسي: "كل الجهاديين الذين أفلتوا من سورية والعراق، سيحاولون المرور إلى ليبيا، لكي يتخذوا منها ملاذهم. ومن هناك يهيئون ضربات ضد مصر وضد دول أفريقية أخرى وضد الدول الأوروبية".

وردا على سؤال حول الفصل بين الدين والسياسة، قال السيسي: "أعتقد أن من الأفضل الفصل بين الجانبين الديني والسياسي، بما أن الناس لا ينجحون في قراءة النصوص المقدسة وتأويلها من أجل جعلها تتأقلم مع واقع العالم المعاصر". وأضاف: "في كل العالم الإسلامي، حيث لم يتمّ الفصل بينهما، ثمة فشل: انظروا إلى أفغانستان والصومال".

وعن حقوق الإنسان والانتقادات التي وجهتها منظمات غير حكومية لنظامه، يقول السيسي: "إن حقوق الإنسان شاملة، واحترامها أساسي، لأنها تتيح مكافحة الإرهاب بشكل أفضل. ولكن الأولوية لديّ هي أن يعيش المصريون حياة أفضل. الحقوق الاقتصادية والاجتماعية هي أساس حياة كريمة، وهدفي الأول هو وصول المصريين إلى سكن لائق، وتلقي الإسعاف والاستفادة من تربية نوعية".

وفي نوع من الرضا الذاتي يواصل: "وإن التقدم في هذه الميادين دائم في مصر رغم التحديات الأمنية والاقتصادية في الوقت الحاضر. ومصر تأمُل في الوصول إلى توازن ضروري بين حقوق وواجبات المواطن، من جهة، والتحديات الأمنية في مكافحة الإرهاب من جهة ثانية. إنها معادلة صعبة، أحيانا، حين تكون مسؤوليتك هي تأمين 100 مليون مواطن".

 وحول الاعتداءات التي تعرض لها شباب مصريون لا علاقة لهم بالإخوان المسلمين، رأى السيسي أن "العدالة لها مهامّ وواجب متابعة وإدانة المسؤولين عن هذه الاعتداءات".

وبشأن تقييم العلاقات المصرية الفرنسية، قال السيسي: "إنها قديمة وعميقة. وفرنسا شريك أساسي ومفضل لدى مصر. وقد تعززت خلال السنوات الثلاث الأخيرة علاقاتنا الثنائية على كل الأصعدة: السياسية والعسكرية والاقتصادية"، قبل أن يصل إلى أن "الفرنكوفونية هي ورقة رابحة بالنسبة لمصر".

وفي ما يخص سورية، اعتبر السيسي أن "مصر وفرنسا تتقاسمان مقاربة واقعية وبراغماتية، فهما لا تجعلان من رحيل بشار الأسد شرطاً مسبقا لبداية مسار سياسي حر ومنصف يؤدي إلى حل الأزمة".

وحول القضية الليبية، قال السيسي: "إن المسألة الليبية مركزية بالنسبة لمصر"، و"يوجد، اليوم، اتفاق سياسي بين الأطراف الليبية. وهو يشكل الأساس المقبول لحل شامل في ليبيا"، وإن "التنسيق مع فرنسا حول هذا الملف، يتموضع على مستوى عال، وأنا مقتنع أن جهودنا المتفق عليها، تحت رعاية الأمم المتحدة، ستتيح إرساء إطار سياسي شامل يضع حدا لنزيف الدم ويمنح الشعب الليبي إمكانية التحكم في ثرواته وبناء دولة قوية وصلبة". 
    

وفي الأخير لا يخفي السيسي أمله في "رؤية العديد من الشركات والمجموعات الفرنسية تأتي للاستثمار والازدهار في مصر".  ​