قالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من المقرر أن يجري زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة "قريبا"، دون أن تفصح عن تاريخ محدد، مرجحة أن تتم في مطلع شهر إبريل/نيسان المقبل، قبيل الاستفتاء المرتقب على التعديلات الدستورية.
ومن المنتظر أن يُجرى الاستفتاء في النصف الثاني من شهر إبريل/ نيسان المقبل، وذلك بعد أيام معدودة من نهاية فترة تداول التعديلات في البرلمان، حيث من المقرر أن تنتهي فترة الدراسة والحوارات المجتمعية منتصف الشهر المقبل، وأن يحدد رئيس مجلس النواب علي عبد العال جلسة "عاجلة" لأخذ موافقة النواب على محتوى التعديلات مادة مادة، نداء بالاسم، دون مناقشة موسعة، وهو ما يُتصور أن يستغرق يوما أو اثنين بحد أقصى، تكون بعده التعديلات في صيغتها النهائية، ثم سيصدر قرار بدعوة الناخبين للاستفتاء قبل بداية شهر رمضان في الأسبوع الأول من مايو/أيار.
وذكرت المصادر أن زيارة السيسي ستكون لها أهداف عديدة، أهمها تأكيد حصوله على دعم ترامب المبدئي لبقائه في الحكم فترة أطول، بغض النظر عن الخلافات التفصيلية والملاحظات التي تسجلها الإدارة الأميركية على سجل حقوق الإنسان في مصر، والتي تجلت أخيرا في التقرير القياسي لحجم السلبيات الذي صدر عن وزارة الخارجية الأميركية الشهر الجاري.
ويجري حاليا وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة إلى واشنطن تبدو تمهيدية وإعدادية لزيارة السيسي، التقى خلالها بنظيره مايك بومبيو، وناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين وإقامة الحوار الاستراتيجي المشترك المقبل في القاهرة، كما التقى شكري ممثلين للدوائر اليهودية، وبعض أعضاء الكونغرس الجمهوريين، في توقيت استضافة نواب ديمقراطيين وحقوقيين في واشنطن لعدد من المعارضين المصريين، أبرزهم الممثلان خالد أبو النجا وعمرو واكد، اللذان عوقبا لحضورهما بالشطب من نقابة الممثلين المصرية، والحقوقي بهي الدين حسن مؤسس مركز القاهرة لحقوق الإنسان، والإعلامي يوسف حسين، مقدم برنامج "جو تيوب" الساخر على قناة "العربي".
وفي مظهر آخر للاستعداد لقمة ترامب والسيسي، استضافت واشنطن من 20 إلى 22 من الشهر الجاري اجتماعات الدورة 31 للجنة التعاون العسكري بين البلدين، وترأس الوفد المصري اللواء محمد الكشكي مساعد وزير الدفاع للعلاقات الدولية، وترأس الوفد الأميركي كاثرين ويلبرجر مساعدة وزير الدفاع بالإنابة لشؤون الأمن الدولي.
وفي وقت سابق هذا العام، أطلق ترامب تغريدة للإشادة بالسيسي لافتتاحه كاتدرائية ومسجداً بالعاصمة الإدارية الجديدة، واعتبر تجربته في تحقيق الحريات الدينية جديرة بالاهتمام.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي أجرى السيسي اتصالا بترامب ركز، حسب البيان المصري، على تبادل التهاني بمناسبة العام الجديد، وبحث تطورات الأوضاع بالشرق الأوسط، خاصة في ليبيا وسورية واليمن، وتطوير العلاقات العسكرية وملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، إلّا أن مصادر حكومية مصرية كشفت حينها لـ"العربي الجديد"، أن الاتصال ارتبط بملفين: أولهما التنسيق حول فرص نشر قوات عربية في سورية بدلاً من القوات الأميركية التي ستنسحب من سورية خلال أشهر، بحسب المصادر الأميركية، وذلك بناء على مبادرة طرحها ترامب، والثاني هو البحث في "عدم ممانعة واشنطن" لتعديل الدستور.