السيسي يبتز رجال الأعمال لتمويل حملات تهدف لرفع شعبيته

29 يناير 2019
مبادرات السيسي جاءت بتوصيات من أجهزة سيادية(خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
تسيطر حالة من الاستياء على أوساط المستثمرين ورجال الأعمال المصريين، أخيراً، في ظل تصاعُد الضغوط التي تمارس عليهم لإجبارهم على التبرع لصندوق تحيا مصر، وتمويل مجموعة من المبادرات التي أعلنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أخيراً، والتي كان في مقدمتها " 100 مليون صحة"، و"حياة كريمة"، و"نور حياة".

وكشفت مصادر سياسية اقتصادية مصرية، في أحاديث مع "العربي الجديد" أن عدداً من رجال الأعمال البارزين تعرضوا لابتزاز من جانب جهاز سيادي رفضت تسميته، لإجبارهم على التبرع لتمويل المبادرات المجتمعية للسيسي، عبْر التهديد بسحب استثمارات ومشروعات خاصة بهم.

وقالت المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد" إن عمليات الابتزاز التي تعرض لها رجال الأعمال الممتنعون عن دفع "إتاوات"، على حد وصفها، تنوّعت ما بين التهديد بتعطيل أنشطة استثمارية وسحب قطع أراضٍ ومساحات واسعة ممنوحة لكثير منهم لإقامة مشروعات سكنية وخدمية عليها بعدد من المدن الجديدة.

وأضافت المصادر أن الغالبية العظمى من رجال الأعمال الذين طُلب منهم التبرع بمبالغ كبيرة بعضهم رفض الفكرة من الأساس، والبعض الآخر أكد تبرعه بمبالغ أقل كثيراً من التي طلبت منهم، مرجعين ذلك إلى قيامهم بدفع مبالغ طائلة طوال الفترة الماضية تنوعت ما بين تبرعات لصندوق تحيا مصر، وتمويل حملة السيسي الانتخابية في انتخابات الرئاسة الماضية، وتمويل أنشطة وتحركات سياسية أخرى.
وأوضحت المصادر أن بعض رجال الأعمال البارزين طلب منهم التبرع بقرابة 50 مليون جنيه (نحو 2.8 مليون دولار) بشكل عاجل، وآخرين تم تحديدهم بالاسم طلب منهم التبرع بمبالغ تجاوزت الـ100 مليون جنيه.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات الضغط وصلت حد التلويح بتحريك قضايا جنائية بحق عدد من رجال الأعمال بعضها متعلقة بالاتجار في الآثار، وأخرى بمخالفات قانونية متعلقة بتغيير أنشطة أراضٍ حصلوا عليها وتحويلها من أنشطة زراعية إلى أنشطة أخرى، غضّت الدولة الطرف عنها في وقت سابق.
وبحسب المصادر فإن المبادرات الأخيرة التي أطلقها السيسي، رغم الظروف الاقتصادية المتراجعة، جاءت بتوصيات من أجهزة سيادية لمعالجة حالة الاستياء التي تضرب الشارع المصري نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والغلاء، وعدم وجود أية آثار إيجابية للمشروعات التي يتم الإعلان عن تنفيذها.

ووفقاً للمصادر فإن "كافة التقارير الدورية التي تعدّها أجهزة المعلومات، التي توضَع على مكتب السيسي، تؤكد تراجعاً حادّاً في شعبية السيسي، وعدم جدوى الحملات الإعلامية الخاصة بترويج المشروعات القومية".
وكشفت المصادر عن لقاء ضم عدداً من أكبر رجال الأعمال مع مسؤول رفيع المستوى بمؤسسة الرئاسة حمل تهديداً أكثر من الترغيب بشأن التبرعات، مؤكداً لهم أن الجمعيات الخيرية الكبرى مثل مصر الخير والأورمان، لم يعد بإمكانها تمويل جانب كبير من حملات الرئيس المجتمعية بعد تراجع حجم التبرعات.
وأطلق السيسي السبت الماضي مبادرة تحت عنوان "نور حياة"، تستهدف المكافحة والعلاج المبكر لأمراض ضعف وفقدان الإبصار.
وترمي المبادرة للكشف على 5 ملايين طالب بالمرحلة الابتدائية، ومليونين من الفئات الأولى بالرعاية، وتوفير مليون نظارة طبية، وإجراء 250 ألف عملية جراحية في العيون. وجاء ذلك خلال الاحتفالية الضخمة التي نظمها صندوق "تحيا مصر"، مساء السبت، إذ قرر السيسي تخصيص مليار جنيه من صندوق "تحيا مصر" لدعم المبادرة.
كما أطلق السيسي أخيراً مبادرة أخرى بعنوان "حياة كريمة" والتي تستهدف النهوض بالفئات المجتمعية الأكثر احتياجاً خلال العام الجديد 2019.
ووجّه السيسي عبر الصفحة الرسمية له على فايسبوك، الدعوة لمؤسسات وأجهزة الدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني لتوحيد الجهود بينهما والتنسيق المُشترك لاستنهاض عزيمة الأمة المصرية العريقة شباباً وشيوخاً ورجالاً ونساءً، معلناً رعايته المباشرة لهذه المبادرة الوطنية.
كما سبق للسيسي إطلاق حملة بعنوان "100 مليون صحة" في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بهدف إجراء فحوصات ومسح طبي شامل ومجاني لفيروس سي للمواطنين، واكتشاف الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والسمنة، من خلال ثلاث مراحل من المقرر لها أن تستغرق عامين.
كما شملت المبادرات المجتمعية التي أعلن عنها السيسي، مبادرة إنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية في يوليو/تموز 2018، لإنهاء قوائم الانتظار للعمليات الجراحية نتيجة تكدس قوائم انتظار المستشفيات بالمرضى، والتي كلفت المرحلة الأولى منها بحسب وزارة الصحة 900 مليون جنيه.

المساهمون