استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، في القاهرة، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكبير مستشاريه جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جايسون غرينبلات، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري ومدير الاستخبارات العامة عباس كامل.
وتأتي زيارة كوشنر بعد لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، للتباحث حول الخطوات التنفيذية للاتفاق على ما يسمى بـ"صفقة القرن" لإنهاء القضية الفلسطينية، والتي لم تعلن أي من الأطراف الإقليمية محاورها رسمياً.
وعن لقاء السيسي، ذكر بيان الرئاسة المصرية، أنّ "الرئيس أكد حرص مصر على استمرار تعزيز وتنمية علاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، على نحو يخدم المصالح المشتركة للبلدين في ظل حالة عدم استقرار التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط وما تمر به من أزمات، مستعرضاً الجهود التي تقوم بها مصر حالياً لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، وذلك بالتوازي مع مساعيها لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ذكر البيان أن "كوشنر استعرض جهود الإدارة الأميركية واتصالاتها الحالية للدفع قدماً بجهود إعادة مسار المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن تحسين الوضع الإنساني في غزة".
ومن جهته، أكد السيسي دعم مصر للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة، وذلك طبقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، تكون فيه القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، مستعرضاً في هذا الإطار الجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان.
وأشار إلى الاتصالات المستمرة التي تجريها مصر مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدماً بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مشدداً على أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية سيوفر واقعاً جديداً يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة.
وفي نهاية اللقاء أعرب كوشنر، بحسب البيان المصري، عن تقدير الإدارة الأميركية ودعمها للجهود التي تبذلها مصر على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف، فضلاً عن دورها في دعم جهود التوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن "السيسي بحث مع الرجلين زيادة التعاون بين الولايات المتحدة ومصر، والحاجة إلى تيسير تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلاً عن جهود إدارة ترامب لتسهيل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وكشفت مصادر "العربي الجديد"، في وقت سابق، أنّ الوفد الأميركي سيلتقي عدداً من المسؤولين في وزارة الخارجية وجهاز المخابرات العامة.
وزار كوشنر وغرينبلات، الثلاثاء الماضي، الأردن، في مستهل جولة بحث خلالها الرجلان مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مسار السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، في إطار "صفقة القرن".
وجاء لقاء كوشنر وغرينبلات مع الملك عبد الله بعد أقل من 24 ساعة على استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكر البيت الأبيض، في بيان، أن كوشنر وغرينبلات تناولا في مباحثاتهما في الأردن "زيادة مجالات التعاون بين الولايات المتحدة والأردن، والقضايا الإقليمية، والوضع الإنساني في غزة، وجهود إدارة ترامب لتسهيل التوصل إلى سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
من جهته، أفاد الديوان الملكي الأردني، في بيان، بأن الملك أكّد خلال مباحثاته مع كوشنر وغرينبلات "ضرورة التوصل إلى السلام العادل والشامل في المنطقة". وتابع أن ذلك يجب أن "يمكّن الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد الملك عبد الله الثاني على ضرورة "كسْر الجمود في عملية السلام بما يُفضي إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين استناداً إلى حل الدولتين"، مؤكداً أن "مسألة القدس يجب تسويتها ضمن قضايا الوضع النهائي، باعتبارها مفتاح تحقيق السلام في المنطقة".
وجاء ذلك وسط تأكيدات من جانب رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، خلال مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء، معلقاً على زيارة نتنياهو وكوشنر، بأن "موقف الأردن ثابت لم يتغير في أي من هذه الزيارات".
وأشار إلى أن "اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ركز على أن الأردن لا يعتقد أن هناك حلاً للأزمة خارج حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية"، مشدداً على أن "هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار الدائم في المنطقة".
كما لفت إلى أن لقاء كوشنر وغرينبلات "تطرّق إلى المواضيع ذاتها"، مع التركيز على أن "القدس هي مفتاح السلام في المنطقة، وأن الأردن لن يتخلى عن دوره في هذ الموضوع".