السيسي في المولد النبوي: لا أخون ولا أتآمر

08 ديسمبر 2016
الخطاب لم يتضمن وعوداً اقتصادية (بريندن سميالوفسكي/getty)
+ الخط -

في حديث تقليدي مكرر للمرة الثالثة، تناول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في احتفالية المولد النبوي الشريف، صباح اليوم الخميس، بقاعة المؤتمرات الكبرى، شرق القاهرة، تناول دور الأزهر والمؤسسات الدينية في الإصلاح الديني ومواجهة التطرف والإرهاب.

وجاءت كلماته مترابطة خلال نقله عن الخطاب المدون أمامه، فيما تزايدت "الأهازيج والقفشات والإيمان خلال ارتجاله للحديث"، وهو ما يعتبر بعض المعلقين، أنه كان مخططاً، من أجل توصيل رسائل ممجوجة تكرر ذكرها سابقاً.

وجاءت في مقدمة رسائل السيسي، أن "هناك من يسعى منذ 30 يونيو/حزيران إلى هدم الدولة، ولديهم استعداد أن تضيع الـ90 مليون مصر من أجل أفكار ليس لها مكان حقيقي، وتدمر وتروع أطفال ونساء وشيوخ وتجعل المواطنين مفزعين في بيوتهم"، وهو ما يتنافى تماماً مع سياسات نظام السيسي على أرض الواقع، من أعمال عنف ممنهج ضدّ معارضيه باستخدام القتل خارج إطار القانون، وكان آخرهم "قتلى أسيوط"، والشاب العشريني في منطقة أبو زعبل بالقليوبية، أمس، إضافة إلى معاناة أهالي سيناء الذين تتم تصفيتهم يوميا، لمجرد الاشتباه.

وأضاف السيسي في كلمته بذكرى المولد النبوي، منذ قليل، أن "هؤلاء الأشخاص يسعون إلى هدم الدولة وألا تعود مرة أخرى من أجل تنفيذ أفكارهم، قائلاً إن "الشهر اللي فات كانوا بيراهنوا على إن الدولة خلاص راحت.. وأنفقوا أموالا على هدم البشر وخراب الأمم".

وهو استخدام لتظاهرات ما يعرف بـ"ثورة الغلابة" في 11 نوفمبر/تشرين الأول الماضي، والتي يتشكك كثيرون في أن من يقف وراءها جهات استخباراتية، لقمع المصريين باليأس من جدوى التظاهرات، لتفويت أية مناسبات ثورية في 25 يناير/كانون الثاني المقبل.

وبدون مناسبة، أقسم السيسي أنه "لا يخون ولا يتآمر على أحد"، هذا القسم المكرر يؤكد أن السيسي يريد الفرار من وصمه بالخيانة والتآمر، وهي تهم تثار ضده منذ انقلابه على الرئيس محمد مرسي، وتعاونه مع النظام السوري والحوثيين باليمن، على حساب الإجماع العربي.

كما وجه السيسي، تحية لـ"هيئة الرقابة الإدارية"، التي يعمل بها نجله محمود، على جهدها خلال الفترة الحالية، مشيراً إلى أن الدولة المصرية تواجه الفساد ولا يوجد مجاملة في هذا الأمر، وهو ما يشير إلى بحث السيسي عن أي انتصار محلي أو خارجي، مستدعياً واقعة القبض على شبكة تجارة الأعضاء البشرية، أخيراً.

لا أجامل!

وأشار الرئيس، إلى أنه يخرج كل شهر خطاب للوزراء بأنه لا مجاملات، مضيفا: "والله العظيم أنا لم أحاب أحدا ولا حتى أبنائي في شغلهم"، وكان آخر قرارات السيسي فيما يخص أقاربه، تشكيل لجنة لمكافحة غسيل الأموال وأسند رئاستها لشقيقه المستشار أحمد السيسي.

الأسعار والدولار والإصلاح

وحول أزمة الدولار وارتفاعاته المتواصلة في السوق المصري، قال السيسي إن "موضوع الدولار مش هيستمر كده كثير لأن ده مش سعره العادل، إنه يكون 17 أو 18، ولكن علشان يحصل التوازن هناخد كام شهر".

ليعيد إلى الأذهان تصريحاته السابقة، التي أقسم فيها أيضاً أن "الأسعار لن تزيد جنيها واحدًا"، فيما استمر ارتفاع الأسعار بنسب غير مسبوقة.

وبدلاً من اتخاذ قرارات تغيّر الواقع المرير للمواطنين بتخفيض أسعار السلع الأساسية، اكتفى السيسي بتوجيه الشكر للشعب، قائلًا: "أوجه تحية للشعب المصري على تحمله الإجراءات الاقتصادية الصعبة الأخيرة".

وأضاف "فعلاً الظروف صعبة والأسعار غالية.. ولكن عايز أوضح حاجة، إحنا تأخرنا كثير قوي في الإصلاح لدرجة إننا اضطرينا واختيارنا دلوقتي للعبور".

وتحدى السيسي خصومه، قائلاً: "إذا كان حد هيقدر على ربنا، هيقدر علينا"، في إشارة منه إلى أنه يعمل ملتزما بأوامر الله، وهو ما يتنافى تماما مع الواقع، الذي يعايشه الشعب المصري من قرارات تنحاز للأغنياء ولا تراعي الفقراء، وقمع يطاول الجميع وإهدار للحقوق والحريات.

دلالات