السيستاني يتصل بعيسى قاسم لـ"التضامن" بعد سحب جنسيته البحرينية

23 يونيو 2016
تصعيد بالعراق ضد البحرين بعد سحب جنسية قاسم(فرانس برس)
+ الخط -
أجرى المرجع الديني في العراق علي السيستاني مكالمة هاتفية مع رجل الدين البحريني عيسى قاسم، أعلن فيها "تضامنه معه واستنكاره لقرار سحب الجنسية منه" من قبل السلطات البحرينية، بحسب ما قال التلفزيون الحكومي العراقي، اليوم الخميس.

يأتي اتصال السيستاني في ظل تصعيد طائفي من مليشيات "الحشد الشعبي"، الممولة إيرانياً، عقب قرار قضائي بحريني بسحب الجنسية من قاسم، الذي اتهم بـ"الإرهاب وإثارة الفوضى في البلاد"، فيما دعت زعامات دينية مختلفة في النجف وكربلاء إلى الخروج في ما وصفتها بـ"مظاهرات مليونية" تأييداً له.

وبثت قناة العراقية مقتطفات من حديث السيستاني مع قاسم، من ضمنها قوله: "أنتم مكانكم في القلب، وما حصل لن يضركم".

ووفقاً لما بثته القناة، فإن السيستاني "قدم شكره لعيسى قاسم لجهوده الكبيرة في الدفاع عن حقوق الشعب البحريني بالمنهج السلمي"، مضيفاً أنه "سيقدم لقضية البحرين ما يستطيع من أجل خدمتها والدفاع عنها"، في إشارة إلى قرب إصداره لعدة إجراءات ذات صلة بقضية قاسم، مستخدماً سلطته الدينية في التأثير على الحكومة العراقية وسياستها الخارجية تجاه البحرين بشكل خاص، ودول الخليج العربي بشكل عام.


وقد أثار قرار السلطات البحرينية سحب الجنسية البحرينية عن رجل الدين الشيعي تنديداً بدوافع طائفية واضحة من الأحزاب الشيعية الحاكمة في العراق، والمرجعية الدينية في النجف، ومليشيات "الحشد الشعبي"، تراوحت ما بين الدعوة إلى اتخاذ إجراءات سياسية، والتهديد بالتدخل العسكري المباشر ضد مملكة البحرين، بينما لم يصدر، حتى الآن، موقف رسمي من رئيس الحكومة، حيدر العبادي، رغم دعوات عديدة صدرت من بعض نواب البرلمان العراقي تطالب حكومته بإصدار موقف قوي حيال قضية قاسم.

إلى ذلك، أصدر رئيس الوزراء العراقي السابق، والذي يشغل منصب نائب الرئيس العراقي حالياً، والأمين العام لحزب "الدعوة"، نوري المالكي، بيان إدانة، حثّ فيه المملكة على اتخاذ خطوات تهدئة والاستجابة لطلبات التظاهرات السلمية، "كون الشعب البحريني يمارس حقه الطبيعي في التظاهر"، بينما ما يزال الشعب العراقي يتذكر المجازر التي اقترفها المالكي بحق اعتصامَي الحويجة والفلوجة السلميين عام 2014، خلال فترة رئاسته للحكومة، والتي أودت بحياة أكثر من 36 متظاهراً سلمياً.

واختتم المالكي بيانه بالقول: "إننا في حزب "الدعوة الإسلامية" نطالب حكومة البحرين بالتراجع عن هذا القرار الظالم، والعدول عن هذه السياسة، حفاظاً على وحدة الشعب وكرامة العلماء واحترام القوى السياسية الوطنية".

وقد شهدت العاصمة العراقية بغداد خروج تظاهرة ليلية في منطقة الكرادة، شارك فيها العشرات من عناصر مليشيات "الحشد الشعبي"، تحت حماية أجهزة الأمن العراقية، حيث جالت عشرات المركبات منطقة الكرادة وهي تحمل ملصقات وأعلاماً كتبت عليها عبارات طائفية، وتحمل اسم المليشيات، حيث هتف المشاركون فيها بشعارات منددة بالبحرين، وكذلك بالمملكة العربية السعودية، كما أقدموا على حرق صورة السفير السعودي ببغداد، ثامر السبهان، مطالبين بطرده من العراق.

وكان زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، قد وجّه دعوة لأنصاره للخروج في تظاهرة كبيرة غداً الجمعة، احتجاجاً على قرار السلطات البحرينية إسقاط الجنسية عن عيسى قاسم، رغم إعلانه الاعتزال وتجنب الحديث في السياسة منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي، لمدة شهرين، تعبيراً عن رفضه لـ"الفساد المستشري في جسد الحكومة العراقية".


المساهمون