السيارات القديمة مصدر رزق ووسيلة تعبير في الجزائر

21 ديسمبر 2017
جزائري يتضامن بسيارته مع النضال الفلسطيني (العربي الجديد)
+ الخط -
بينما يتباهى البعض بالسيارات، جعلها جزائريون مصدر رزقهم في مواجهة الفقر أو البطالة، في حين حولها بعضهم إلى رمز معبر عن المناسبات الوطنية والعربية والإسلامية، وآخرها قضية القدس.
في ولاية وهران، عاصمة الغرب الجزائري، حول المواطن حشماوي عبد العزيز (64 سنة)، سيارته القديمة إلى محل لبيع الكتب القديمة. يتنقل بها من شارع إلى شارع ومن حي إلى حي ومن ساحة إلى أخرى، يقول لـ"العربي الجديد"، إن "قراءة الكتب هوايتي منذ الصغر، وخاصة القصص والروايات البوليسية، وبيع الكتب صار مهنتي منذ تركت عملي كموظف في إحدى إدارات بلدية عين تيموشنت، وجدت نفسي أتنقل ببن منطقة وأخرى بالسيارة القديمة ومعي عشرات الكتب التي جمعتها طوال حياتي".

ويضيف "بينما أعرض الكتب في شارع الأمير عبد القادر، وسط وهران، أستمتع بقراءة بعض الكتب التي لم يسبق لي مطالعتها، فهي ملاذي اليومي لقضاء وقت مفيد والاطلاع على المعلومات".
زبائن عبد العزيز من طلبة الجامعات والثانويات ومحبي القراءة. يقصده العشرات من عدة مناطق في وهران، وحتى السياح الذين يجدون في العلاقة بين سيارته وكتبه جاذبية خاصة، لكنه يعتبر السيارة مصدر قوته اليومي منذ 16 سنة.

جزائري حول سيارته إلى محل لبيع الكتب (العربي الجديد) 


على غرار بائع الكتب الجزائري، يستخدم البعض سيارته القديمة لبيع المنتجات عبر الأحياء، مثل الفواكه الموسمية والملابس والأغطية، بعد أن وجدها البعض مخرجا للبطالة وكسب الرزق، مثلما يفعل ياسين (39 سنة)، والذي امتهن التجارة منذ تخرجه، يقول: "أذهب إلى الزبائن في أماكنهم. أختار المناطق النائية التي تفتقر للمحلات. أضع السلعة داخل صندوق السيارة القديمة وأعرضها على المارة والسكان. في الشتاء تلقى المفروشات والبرتقال رواجا كبيرا".

بعض أرباب الأسر يستعمل سيارته بعد أوقات الشغل للنقل الخاص، وخصوصا في المناطق والجهات التي تفتقر إلى وسائل النقل. يقول نور الدين (45 سنة)، وهو معلم ابتدائي: "لا يكفي راتبي الشهري لاقتناء لوازم البيت ودفع المصاريف وفواتير الكهرباء والغاز ومستلزمات تعليم أولادي، بعد العمل أحول سيارتي إلى سيارة أجرة لكسب بعض المال".

وباتت بعض الأحداث مناسبات استعراضية في الشارع الجزائري، كما حدث في قضية القدس الأخيرة، والتي اهتم بها كل الجزائريين، حيث أقدم أحد أصحاب السيارات القديمة على رسم العلمين الجزائري والفلسطيني على سيارته تعبيرا عن تضامنه، وهو يتنقل بها بين شوارع وأحياء المدن للتعريف بالقضية.

يقول صاحب السيارة، ويدعى عبد الكريم، لـ"العربي الجديد"، إن "ما فعلته أمر بسيط مقارنة بالتضامن الشعبي والدولي مع الشعب الفلسطيني المظلوم. إنه نوع من التفاعل لإيصال صوت الحق".





المساهمون