السياح يهجرون مصر

06 نوفمبر 2015
سياح بريطانيون يغادرون مطار شرم الشيخ (العربي الجديد)
+ الخط -
اتسعت دائرة التحذيرات الدولية من الوجود في مدينة شرم الشيخ السياحية شمال شرق مصر، إذ دخلت دول أوروبية وآسيوية جديدة على قائمة المغادرين، لتزيد من قوة الضربة التي تلقاها قطاع السياحة، منذ سقوط طائرة ركاب روسية في سيناء يوم السبت الماضي، يرجح تفجيرها من قبل جماعة مسلحة.
وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة المصرية، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن الإشغالات في شرم الشيخ تراجعت أمس إلى نحو 30%، مقابل 70% قبل حادث الطائرة.
وألغت شركتان هولنديتان لتنظيم الرحلات السياحية أمس جميع الرحلات المتجهة إلى شرم الشيخ، كما ذكرت وسائل الإعلام الهولندية أن شركتي "تي يو أي" و"نيكرمان" سترسلان طائرات غداً الأحد والثلاثاء المقبل لإعادة السياح الهولنديين.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي تعد بلاده من أكبر مصدري السياحة لمصر، بوقف الرحلات إلى المناطق المصرية، كما نصحت فرنسا رعاياها بعدم السفر إلى شرم الشيخ إلى جانب عدة مناطق في أنحاء مصر.
وحثت بلجيكا وكوريا الجنوبية وألمانيا أيضاً مواطنيها على المغادرة في أسرع وقت ممكن، في حين ألغت الخطوط الجوية التركية، رحلاتها المقررة ليلة الخميس والجمعة، بين إسطنبول وشرم الشيخ، ذهاباً وإياباً، في حين بدأت بريطانيا أمس في إجلاء رعاياها.
كما قالت شركة الخطوط الجوية التركية إنها ألغت رحلات إلى شرم الشيخ بمصر ليلتي الجمعة والسبت بسبب مخاوف أمنية، مؤكدة أنها أرسلت فريقا أمنيا إلى مطار شرم الشيخ لتقييم الإجراءات الأمنية في وقت سابق اليوم.
ومع مغادرة السياح لشرم الشيخ تتسع دائرة المناطق المصرية المحظور على الأجانب زيارتها وفقاً لتحذيرات سابقة من عدة دول أوربية وآسيوية على خلفية الاضطرابات التي شتهدها مصر منذ نهاية 2013، وهو ما دفع القائمين على صناعة السياحة المصرية منذ ذلك الحين إلى الترويج بشكل مكثف للمناطق السياحية في شرم الشيخ شمال شرق البلاد والبحر الأحمر (شرق)، باعتبارها بعيدة عن مناطق الاضطرابات الداخلية.
وقال المسؤول فى وزارة السياحة "لم يتبق لنا سوى منطقة البحر الأحمر في التسويق لمصر سياحياً في الخارج، وهي الأخرى ستواجه صعوبات كبيرة في ظل المخاوف الأوروبية من إجراءات الأمن في المطارات المصرية".
وتعد المنتجعات المطلة على البحر الأحمر سواء في جنوب سيناء شمال شرق مصر أو في محافظة البحر الأحمر هي المناطق الوحيدة التي لم تصدر بشأنها تحذيرات سفر على مدار السنوات الأخيرة، مقابل المناطق الداخلية في القاهرة وسط مصر والأقصر وأسوان (جنوب).
وتستحوذ مناطق شرم الشيخ والبحر الأحمر على نحو 90% من الدخل السياحي لمصر، وفق المسؤول في وزارة السياحة، إذ يتواجد بهما نحو 135 ألف غرفة فندقية عاملة من إجمالي 225 ألف غرفة.
وبحسب رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء فإن هذه المنطقة تدرّ نحو 40% من إجمالي الدخل السياحي للبلاد.
وجاء التدافع الأوروبي نحو إجلاء السياح والتحذير من السفر إلى سيناء بعد أن قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأميركي بارك أوباما، إن هناك ترجيحات بإسقاط الطائرة عبر تفجير.
وكانت جماعة ولاية سيناء المسلحة، الموالية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، قد أعلنت مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة، بينما تقول السلطات المصرية إن التحقيق ما يزال جارياً، منتقدة تصريحات المسؤولين الغربيين.

اقرأ أيضا: الأوروبيون يوجّهون ضربة قوية لسياحة مصر
المساهمون