السويد: الحرائق مشتعلة وجهود أوروبية لمحاصرتها

23 يوليو 2018
إنقاذ رجال إطفاء بالطائرات المروحية(تويتر)
+ الخط -


ما تزال السويد تعيش على وقع انتشار الحرائق الناجمة عن الجفاف وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة في الدول الاسكندنافية. وما يفاقم الوضع أكثر أنها تشهد انحباسا في الأمطار لأسابيع عدة وهبوب رياح جافة تساهم في اتساع نطاق الحرائق.

واضطرت السلطات السويدية، اليوم الاثنين، إلى إنقاذ رجال إطفاء بالطائرات المروحية، بعد أن حاصرتهم النيران في منطقة "ألفدالن"، وسط البلد. فبعد أن ظن هؤلاء أنهم أخمدوا نار غابة اشتعلت النيران في قمم الأشجار وحاصرتهم بحيث لم يستطيعوا المغادرة دون تدخل الطائرات المروحية. 

وأعلن مدير الإنقاذ السويدي، يوهان سامنسكي، في موقعه على تويتر أن " النيران تغيرت خلال 5 دقائق من هادئة إلى نشطة بقوة".

وبحسب ما تذكر المصادر الرسمية السويدية، فإن عدداً من دول أوروبا، بما فيها إيطاليا وبولندا، وجاراتها في الشمال، تشارك إلى جانب القوات العسكرية السويدية، وعشرات المواطنين المتطوعين من داخل وخارج البلد، بمن فيهم عرب مقيمون في السويد، في محاولة تطويق النيران. هذا إلى جانب اعترافها بأن العمل على إخماد الحرائق صعب وخطير وأن "خراطيم المياه تبدو عديمة الفائدة من الجو، لذا تم الاستعانة بطائرات تحمل حاويات مياه لرشها على الغابات المشتعلة".

وأكثر المناطق تضررا، وفقا لخريطة نشرتها الطوارئ السويدية، تقع في وسط السويد وشمال استوكهولم، وأعنفها اليوم في منطقة غافلبورغ، شمال العاصمة "فهنا النيران عنيفة جدا لا يمكن إخمادها، والصخور تجعل المهمة مستحيلة، فالأشجار ليست بجذور عميقة، ما يعني أنها تنهار أرضا وتنشر المزيد من النيران"، وفقا لما يقول للتلفزيون السويدي، اس في تي، مدير قسم الإطفاء في المنطقة، مارتن فيندلبو.

وأعلنت استوكهولم أنه برغم مشاركة ألف إطفائي، بينهم من بلاد أخرى، ومن جاراتها الاسكندنافية، إلا أنهم ما زالوا عاجزين عن إخماد الحرائق في عدد من مناطق البلد.

وتتعرض السويد منذ أيام لحرائق في غاباتها، وبعض المناطق الحضرية، إذ تقدر الخسائر بمئات ملايين الكرونات السويدية، إضافة إلى خسارة كبيرة في قطاع السياحة الذي توقف عن استقبال السياح من دول الجوار المهتمين بالطبيعة والصيد.

وأتى أحد الحرائق في السويد على 25 ألف هكتار، أو ما يقارب 250 كيلومترا مربعا من الغابات.

وفي بعض المناطق تؤكد السلطات أنها ستجري "تحقيقات في أسباب الحرائق"، إذ تعتقد أن بعضها "اندلع بفعل فاعل". ومنعت السويد، شأنها في ذلك شأن جارتها الدنمارك، التي تحولت مروجها الخضراء إلى اللون الأصفر، نتيجة الجفاف وانحباس المطر، إشعال نار الشواء في كل البلد، وبدأت الشرطة بتطبيق المنع من خلال الغرامات المالية لمن يخالف.

وحتى مساء أمس الأحد، سجّلت الطوارئ السويدية 53 حريقا نشطا، وبعد جهود مضنية استطاعت بمعاونة أوروبية تخفيض العدد إلى 49 حريقا نشطا. وتشعر الطوارئ السويدية بأن"الجهود تتشتت، حينما تعود ألسنة النيران خلال النهار، وحتى إن أمطرت فلن تخمد تلك الحرائق بسرعة".

وتحذر الأرصاد الجوية من أن درجات الحرارة وانحباس المطر مستمران خلال الأيام القادمة، وهو ما ينطبق على الجارة الدنمارك التي تقول الأرصاد الجوية فيها، إن "درجات الحرارة ستصل الثلاثاء إلى 33 درجة، مع رطوبة وجفاف وأجواء استوائية ليلا".


وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشهد فيها الدول الاسكندنافية مثل هذا التغير المناخي منذ حوالي 160 سنة، إذ إن درجات الحرارة صيفا لا تصل في أقصاها إلى 25 مئوية في المتوسط، ولأيام معدودة فقط. ويعتقد كثيرون ممن يهتمون بشؤون البيئة بأن ما يجري "دليل على التغيرات المناخية العالمية"، وهو جدل يندلع بشكل جدي منذ أيام في هذه الدول.

المساهمون