ألغى ناشطون في مدينة السويداء جنوب شرقي سورية، مظاهرة ضد النظام السوري اليوم الثلاثاء، وذلك بهدف التفاوض مع النظام حول إطلاق سراح معتقلين ألقي القبض عليهم يوم أمس في هجوم على مظاهرة مناوئة لحكم بشار الأسد.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إنه كان من المقرر اليوم خروج مظاهرة ضد النظام السوري إلا أنه تم إلغاؤها بناء على طلب من وجهاء في المدينة، حيث يقوم الوجهاء بالتفاوض مع قوات أمن النظام من أجل إطلاق سراح معتقلين.
وكان النظام السوري قد اعتقل يوم أمس سبعة ناشطين مشاركين في مظاهرة ضده، وذلك بعيد أيام من اعتقال ناشط أيضا يدعو للتظاهر ضد النظام السوري.
وذكرت المصادر أن "أمن النظام" طلب يوم أمس إلغاء الشعارات التي تطاول رئيس النظام بشار الأسد، كما طالب بعدم رفع علم الثورة السورية، مقابل إطلاق سراح كافة المعتقلين.
وبحسب المصادر يحاول النظام السوري إخماد جذوة المظاهرات ضده في السويداء وتحويرها عن مسارها المطالب بإسقاطه، وإظهار أنها مظاهرات ضد الغلاء وانهيار الليرة، الذي يرجع النظام أسبابه إلى العقوبات الاقتصادية وليس إلى ممارساته بحق السوريين.
وتعاني السويداء في ظل سيطرة النظام من حالة اقتصادية وأمنية متردية، كما يعاني معظم شبابها من التضييق والملاحقة والطرد من الوظائف بسبب عدم التحاقهم بقوات النظام السوري، التي تقاتل ضد المعارضين للنظام في بقية المناطق.
وهاجمت قوات النظام السوري أمس لأول مرة المظاهرات في مدينة السويداء منذ اندلاعها ضده خلال الأسابيع الأخيرة على خلفية الواقع الاقتصادي المتردي المتزامن مع هبوط قيمة الليرة السورية واقتراب قانون العقوبات الأميركية "قيصر" من التطبيق.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات أمن النظام هاجمت المتظاهرين في ساحة السير وسط مدينة السويداء بعد دفعها بمظاهرة مؤيدة للنظام إلى المنطقة، مضيفة أن قوات الأمن اعتدت بالضرب على المتظاهرين.
وتأتي المظاهرات في السويداء بعد دعوة من ناشطين جاءت تزامنا مع استمرار انهيار قيمة الليرة السورية وتداعيات ذلك الانهيار على السوريين في ظل العقوبات المفروضة على النظام واقتراب تطبيق قانون قيصر ضده وضد حلفائه.