وتقف تونس على نفس المسافة من جميع أطراف الصراع وكل الفرقاء السياسين بليبيا، كما أعلن في مناسبات عديدة. كما يتلخص الموقف الدبلوماسي الموحد في تونس بأن الحوار هو الحل وأن الحل يجب أن يكون داخل ليبيا وبين أبناء الشعب الواحد.
وجمع السويحلي لقاء بقصر الرئاسة بقرطاج حيث استقبله رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، والوفد المرافق له. وحسب البيان الرسمي أوضح قائد السبسي أنّ: "المبادرة التونسية التي تمّ التوافق عليها ودعمها من قبل كلّ من الجزائر ومصر من خلال وثيقة "إعلان تونس الوزاري لدعم التسوية السياسية الشاملة" الموقعة يوم 20 فبراير/ شباط الجاري بقصر قرطاج، تهدف إلى تسهيل وتشجيع الحوار بين مختلف الأطراف الليبية وتكثيف التشاور معها لتقريب وجهات النظر وإقناعها بأهمية تجاوز الخلافات للوصول إلى توافق ليبي- ليبي، يُفضي إلى الخروج من حالة الانسداد وإيجاد حلّ سياسي شامل قابل للنجاح يُمهّد الطريق لبناء دولة ليبية على أسس صلبة، وذلك بمساعدة دول الجوار الثلاث وتحت رعاية منظمة الأمم المتحدة".
وخلال اللقاء مع رئيس البرلمان، محمد الناصر، ورؤساء الكتل البرلمانية، بيّن مصدر رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" أن السويحلي شدد على أن أكبر تحد أمام ليبيا هو تجميع السلاح المنتشر في كامل التراب الليبي، وهو ما يمثل خطرا جسيما على وحدة البلاد وسلامة أبنائها.
وأشار إلى أنه يوجد ما يفوق 11 مليون قطعة سلاح موزعة بين المليشيات والمتطرفين وأكثر من 4 آلاف سيارة مسلحة، ولو كان هذا الكم من الأسلحة بيد جيش نظامي لتم تصنيف ليبيا من بين أقوى الدول من حيث التسلح.
وأضاف نفس المصدر تأكيد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي أنه من بين أهداف المجلس ضرورة توحيد الجيش في حكومة موحدة وفي دولة متحدة، وأن يكون السلاح حكرا على الدولة دون غيرها، مشيرا الى أن الوضع الأمني الراهن مستقر، وذلك يعود إلى العقلاء في ليبيا، الذين يمنعون قيام حرب أهلية وهذه الهدنة السياسية جاءت بعد ماراتون من الحوارات واللقاءات.
وتابع أن الليبيين يستطيعون حل مشاكلهم بمفردهم بعيدا عن أي تدخل أجنبي، وخاصة من القوى الكبرى الراغبة في بناء سلطة نفوذ داخل التراب الليبي، أو التي تحركها مصالح اقتصادية توسعية، معربا عن أسفه لتدخل أطراف عربية وانحيازها للمليشيات ولبعض الأطراف غير الشرعية.
وأبرز في السياق أن مجلس الدولة الليبي يطمح إلى أن تكف مبادرة تونس الإقليمية جميع الأيادي الأجنبية دون استثناء، فجميع الخيارات مرفوضة إلا خيار الوفاق والسلام، ولا بديل عن هذا الخيار المشترك الذي جاءت به مبادرة تونس مشيرا الى أن ليبيا جربت خيار الحرب وقد دفعت ثمنا باهظا.
وأكد أنه على جميع الأطراف القبول بمبادرة تونس الإقليمية التي تعد الأمل الأخير أمام الليبيين، وعليه يجب أن يتنكر الجميع لرغبات الانفراد والاستفراد فالهدف بناء حكومة توافق تجمع كل الأطراف، على حد قوله.
كما بيّن في سياق متصل عن أمله في أن تحظى مبادرة تونس بموافقة بقية الفرقاء الليبيين، مشيرا الى أن موقف المجلس الأعلى للدولة الليبي، مساند لهذه المبادرة التي ستعبر بليبيا إلى بر الأمان.
من جانب آخر، أكدت رئاسة البرلمان التونسي في بيان صادر عنها دعمها الحل السياسي والحوار البناء بين الأشقاء الليبيين. كما جاء فيه أيضا تأكيد رئيس البرلمان أن أمن تونس واستقرارها مرتبط بأمن ليبيا واستقرارها كما يجمع البلدين الشقيقين مصير مشترك بنفس قدر التآخي والشراكة التاريخية في الماضي والحاضر.
ووصف رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن لقاءه، أمس، بمبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، مارتن كوبلر، يأتي في إطار المبادرة التونسية التي تلقى تثمينا وترحاباً أمميّاً وكذلك من قبل الليبيين. وأعرب عن تقديره لمواقف تونس الداعمة والمساندة للشعب الليبي، مُثمنا رفض تونس كلّ أشكال التدخل في الشأن الداخلي لليبيا وحرصها على إيجاد حلّ سلمي عبر المصالحة والحوار.
كما أشار الى أهمية الاستفادة من هذه المبادرة الرئاسية ومن زخم دعم دول الجوار وتقبل الشعب الليبي لها، للوصول إلى حلّ سريع للأزمة معتبرا أنّ المبادرة هي بداية لبناء الدولة الليبية المنشودة.
ويختتم عبد الرحمن السويحلي جولته السياسية في تونس بلقاء مع السفير صلاح الدين الجمالي، مبعوث جامعة الدول العربي لدى ليبيا، قبل مغادرته التراب التونسي يوم السبت المقبل.