السوق المصري في إسطنبول

06 اغسطس 2018
سيجد الزائر الألوان النادرة للمنحوتات والهدايا (Getty)
+ الخط -
إذا أردت التعرف إلى الثقافة العثمانية الممزوجة بالثقافة الشرقية في إسطنبول، فسيكون للسوق المصري في المدينة التركية نصيب من زياراتك. يقع السوق في منطقة أمينونو، على بعد مسافة قصيرة من منطقة السلطان أحمد في قلب المدينة القديمة، أو ما يسميها البعض بإسطنبول التاريخية. 

مجرد أن تضع قدميك في بوابة السوق، ستشدك روائح التوابل الشرقية، وسترى أمامك لوحات جمالية متفرقة لمصنوعات تركية وشرقية مختلفة موزعة في متاجر صغيرة لا تتجاوز مساحتها السبعة أمتار، ومعروضة بشكل فني متناسق.

وبالطبع لن تجد صعوبة في الحديث مع الباعة، سواء باللغة العربية أو الإنكليزية؛ حيث أصبح الأغلب منهم يجيد التعامل والتسويق بحكم الاحتكاك اليومي مع السياح العرب والأجانب، وقد تصادف الكثير من الشباب العرب الذين حصلوا على فرص للعمل داخل السوق.

هذا ما يؤكده الشاب عبد الرحمن الحلبي والذي قال لـ "العربي الجديد" إن العمل في السوق يشبه جولة سياحية يمضيها يومياً مع المئات من السياح العرب والأجانب الذين يحرصون على زيارة السوق، وقال عبد الرحمن إن الوقت يمر سريعاً من دون أن يشعر بالملل نتيجة الأجواء اللطيفة التي يتميز بها المكان.

يوضح الحلبي أن أكثر ما يجذب السياح العرب للسوق هو التنوع الذي يتميز به، إضافة إلى سهولة الوصول إلى موقعه بالقرب من تجمع الفنادق التي ينزل فيها أغلب السياح عند السلطان أحمد، وأيضاً هناك عشرات اللوحات بالعربية التي تشرح تفاصيل ما قد يحتاجه الزائر للسوق عن أي صنف من الحلوى أو التوابل أو الهدايا.

ويعد السوق المصري ثاني أكبر أسواق إسطنبول الشعبية (المسقوفة) بعد السوق المغطى "غراند بازار" في منطقة "بايازيد" على مسافة 3 كم منه، وسمّي بالسوق المصري أو البازار المصري نسبة إلى استيراد التوابل من الهند وآسيا إلى مصر قبل أن تصل إلى إسطنبول عبر البحر المتوسط قديماً.

ويحوي السوق على متاجر متفرقة بعضها مخصصة لبيع أنواع التحف والهدايا ومجوهرات الزينة من الفضة والذهب، ويوجد فيه محال خاصة للملبوسات ومنتجات التجميل ذات المصادر الطبيعية كالحناء والإسفنج الطبيعي والزيوت وماء الورد، بالإضافة إلى الكثير من المساحيق التي كانت تستخدم في الحمّامات التركية كوسائل لتنقية البشرة والعناية بها.

وبإمكان الزائر للسوق الاستمتاع بالطابع الجمالي والشكل الهندسي الذي يتميز به تصميم السوق؛ حيث سيجد الزائر الألوان النادرة للمنحوتات والهدايا التي يمكنه أن يقتنيها، والتعرف إلى طبيعة تلك الروائح الصادرة من الأعشاب والنباتات النادرة.



وبحسب حديث البائع التركي فاروق مصطفى لـ "العربي الجديد"؛ فإن السياح الأجانب وتحديداً الروس والأوروبيين يحرصون على شراء التحف والهدايا، فيما يُقبل العرب على شراء أنواع الحلويات والتوابل الشرقية والملبوسات العثمانية، كالقبعات والقمصان.

وبينما كان أبو أحمد، وهو سائح كويتي يتحدث مع البائع فاروق مصطفى ويقلب بيديه عددا من الأكواب الفخارية أوضح للعربي الجديد أنه للمرة الثالثة يزور إسطنبول ويحرص على زيارة السوق واقتناء بعض الهدايا التي لن يجدها بسهولة في أماكن أخرى، حيث قال إنها تعتبر هدية ثمينة يستخدمونها في احتساء القهوة في دول الخليج، وتذكرهم بتفاصيل زياراتهم السياحية لتركيا.

وقد تم بناء السوق المصري خلال حكم السلطان مراد الثالث، عام 1597، بهدف تمويل عملية بناء الجامع الجديد الواقع مقابل السوق، والذي افتتح رسميا عام 1664 في عهد السلطان محمد الثالث، ويعود آخر ترميم له إلى أكثر من 50 عاماً.
دلالات
المساهمون