السوريون عشية الانتخابات: خوف وتشديد أمني وتهديدات للمعارضة

03 يونيو 2014
كتائب "الحر" تتوعد النظام في يومه الانتخابي (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يقف السوريون، عشية الانتخابات الرئاسية، أمام مخاوف الخروج من منازلهم، اليوم الثلاثاء، بعد أن حملت الأيام الماضية سيلاً من الشائعات حول تهديدات بالقيام بتفجيرات وإطلاق قذائف هاون على دمشق، وأخرى عن إجبار المواطنين على المشاركة في الاقتراع.

دمشق تختنق بالإجراءات الأمنية ... والهاون

يقول أحمد، وهو طبيب في أحد مشافي دمشق:"سأبقى يوم الثلاثاء في المنزل، فلم أشفَ بعد من إصابتي الأخيرة، جرّاء سقوط قذيفة هاون بالقرب مني"، مضيفاً "لا أعتقد أن تهديدات النظام جدية في ما يخص الموظفين، وإنْ خُصم أجرُ ذلك اليوم فأنا مسامح به". ويتابع: "أعتقد أن عدد قذائف الهاون الساقطة على دمشق سيزداد في يوم الانتخابات، وعليه لست مستعداً للموت بالمجان". 

من جهتها، قالت سهير، وهي طالبة جامعية:"لن أتخرج من جامعتي هذه السنة، فحظي العاثر جعل امتحاني في يوم الانتخابات، ويقولون إن كل من سيذهب إلى الجامعة سيجبر على الانتخاب، وإذا شاركتُ فيها سأخجلُ من نفسي طوال عمري".

وتساءلتْ "لماذا سأنتخب؟ ليستمر الموت وتستمر مآسي السوريين النازحين واللاجئين، أنا متأكدة من أن هذه الانتخابات لن تغير شيئاً في سورية، هي رسالة إلى الخارج ولا تلحظ السوريين في حساباتها".

من جهته، شدد النظام قبضته الأمنية على العاصمة، عبر التفتيش الدقيق للمواطنين الراجلين المتوجهين إلى قلب دمشق، والمركبات، في حين منع دخول الدراجات الهوائية والنارية والكهربائية إلى دمشق أو التجول فيها.

وأفادت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أن يوم الثلاثاء سيشهد إغلاقاً لمنافذ دمشق، وسيمنع الدخول والخروج منها.

وفي السياق نفسه، سقطت عدة قذائف هاون على مناطق من دمشق، اليوم الاثنين، مسببة وقوع إصابات وأضرار مادية، إضافة إلى إصدار "غرفة عمليات دمشق" بياناً، أعلنت فيه دمشق منطقة عسكرية، وطلبت من الأهالي عدم مغادرة منازلهم، يوم الثلاثاء، مما زاد من مخاوف سكان دمشق، المتهيبين من حدوث تدهور للأوضاع الأمنية.

وكان قلب دمشق قد شهد حركة خفيفة مقارنة بالأيام السابقة، في حين عانى المواطنون من الازدحام الشديد على الحواجز العسكرية على مداخل دمشق.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها، يوم الثلاثاء، من الساعة السابعة صباحاً حتى الساعة السابعة مساءً، إلا أنها ستمدد خمس ساعات، على الأقل، في حال وجود إقبال كبير.


المعارضة المسلحة تتوعد النظام

في سياق متصل، اتفقت آراء المعارضة العسكرية على رفض الانتخابات الرئاسية جملة وتفصيلاً، معلنةً عن بحث خطط عسكرية لضرب مقار النظام، خلال انشغاله بالعملية الانتخابية.

وفي دير الزور، شرقي البلاد، قال قائد كتيبة الشهيد "تامر المحمد" المرابطة على أسوار مطار دير الزور العسكرية، إن الانتخابات باطلة، إذ إنه من البديهي أن يفوز بشار الأسد فيها بحكم اليد الحديدية. وأشار إلى أنهم سيعمدون إلى ضرب المراكز العسكرية لقوات النظام في مطار دير الزور العسكري، ومناطق تمركزه في المدينة، ناصحاً المدنيين التزام بيوتهم خوفاً على حياتهم.

من جهته، وصف قائد تجمع "قوى الثورة لتحرير سورية"، العميد الركن أحمد رحال، الانتخابات الرئاسية بأنها "مسرحية هزلية تحاول تكريس واقع مأساوي يعيشه الشعب السوري". وأشار إلى أن ما يحدث لن "يضيف اي شرعية لقاتل الشعب السوري، اذ يترك مجرماً يعبث بالشعب السوري، والمجتمع الدولي هو المسؤول عن ذلك".

ولدى سؤال قائد تجمع "قوى الثورة" عن الرد المحتمل على الانتخابات الرئاسية، أكد أن هذا الأمر متروك لـ"الجيش الحر"، الذي سيقرر ذلك خلال الانتخابات الرئاسية.

وفي حماة، أصدرت كتائب معارضة ومسلحة، أول أمس، بياناً اعتبرت فيه مدينة حماة وريفها منطقة عسكرية، اعتباراً من اليوم الاثنين، وحتى نهاية الانتخابات الرئاسية، متوعدة بأنها "ستشعل الأرض من تحت أقدام النظام وستأتيه من حيث لا يحتسب". ونصحت الأهالي بـ "عدم مغادرة بيوتهم طوال هذه الفترة"، مشيرة إلى أن الغرض من التحذير هو الحرص على سلامتهم، "وتبرئة لذمتنا من أي مكروه قد يصيبكم".

من جهته، أفاد "مجلس الشورى الثوري" في مدينة سرمين، في ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، أن المهلة المحددة لأهالي سرمين والنيرب وقميناس وسان ومعارة عليا ومجارز والصالحية، المقيمين في مدينة إدلب، والمناطق التي تسيطر عليها قوات النظام، لتركها والعودة إلى منازلهم، جاءت من أجل الانتخابات، لأن من "يريد البقاء سينتخب بشار الأسد بالإجبار".

وكرد فعل على البيان الصادر عن "المجلس الثوري" قامت قوات النظام، الخميس الماضي، بمنع أهالي مدينة إدلب من الخروج باتجاه الريف، عبر نصبها عدداً من الحواجز العسكرية في محيط المدينة.

وكان رئيس المجلس العسكري لـ"الجيش السوري الحر"، في إدلب، العقيد الركن عفيف سليمان، قد حذر، في حوار مع "العربي الجديد"، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن "النظام السوري لن يكون مرتاحاً في انتخاباته الرئاسية، حتى في اللاذقية ودمشق، ولن تكون لديه احتفالات، لأننا وضعنا بنك أهداف وسننفّذ عمليات قتالية أثناء هذه الانتخابات".

وفي الساحل السوري، معقل أنصار النظام، قال مصدر قيادي في "لواء الفاروق"، لـ"العربي الجديد": "إن الانتخابات لا تمثلنا، وبعد كل ما عاناه الشعب السوري من نظام الأسد، هو مجبر اليوم على إعادة انتخابه في هذه التمثيلية الهزلية".

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه في ما يتعلق بجبلي الأكراد والتركمان في ريف اللاذقية فإنه "لا أحد منهم مع هذه الانتخابات، فهم عانوا الويلات من النظام لمدة عامين من قصف وتهجير وقتل"، لكنه أشار إلى أنه "يتوقع أن يتوجه عدد كبير من أهالي اللاذقية إلى صناديق الانتخاب، لأن النظام سيجبرهم على الذهاب".