السوربون

14 ديسمبر 2015
جامعة السوربون(Getty)
+ الخط -
تعد جامعة السوربون في الحي اللاتيني في باريس واحدة من أشهر الجامعات وأعرقها في العالم. ورنين اسمها الشهير قادم من كنية مؤسسها، روبير دو سوربون، في القرن الثالث عشر. وكان دو سوربون قسيسًا ورجل لاهوت ومقربًا من لويس التاسع ملك فرنسا آنذاك.
كانت بداية الجامعة "دينية"، إذ أنشئت أولًا كلية مكرّسة لعلم اللاوهوت. وتظهر "آثار" الدين المسيحي بوضوح في واجهة المبنى ذي الطراز المعماري الباروكي: ثمة وراء القوس المثلث المرفوع على أعمدة ثخينة، قبّة ضخمة يعلوها صليب. ذلك لأن هذا المبنى العائد إلى عام 1642 كان كنيسة القديسة أورسولا. تمّ الاحتفاظ بالصليب والطابع الديني للمكان، لكن تمّ نزع صفة المقدّس عنه، عملًا بقانون فصل الكنيسة عن الدولة. ونظرًا إلى بهاء العمارة وروعتها لهذا البناء، فقد خصص للاستقبالات الرسمية والمعارض المهمة.
في هذا البناء التاريخي، عمادة الجامعة، وأجزاء من أربع جامعات من أصل ثلاثة عشر جزءاً تمثّل بمجموعها السوربون: جامعة باريس الأولى، وجامعة باريس الثالثة وجامعة باريس الرابعة وجامعة باريس الخامسة.
ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، ازداد الاهتمام بالقيمة التاريخية والرمزية والمعمارية للمبنى، فصنّفت "الكنيسة" باعتبارها جزءًا من التراث التاريخي، وتبعها بعد ذاك المدرج الضخم، وصولًا إلى المبنى برمته، بسبب روعة عمارته وزخارفه وتزييناته التي نظرًا إلى تاريخ المكان الطويل، تمثّل أصنافاً وطرزاً شتّى ومدارس معمارية مختلفة، إذ
سمّي المدرج باسم "مدرج ريشليو" تيمنًا بالكاردينال ريشليو، الذي كان ناظرًا للسوربون في القرن السابع عشر، ويتميّز بشكله الدائري وجدرانه المكسوة بالخشب والرخام.
وفي كلية الآداب في المبنى، تمتد مكتبة الجامعة على مساحة كبيرة، وهي بتزييناتها تتبع طراز الفن الجديد أو الـ Art Nouveau. ونظرًا إلى خصوصية الشقّ الوظيفي في معمار المكتبة، لناحية الضوء والتهوية وغيرها من الأمور المتعلّقة بحفظ الكتب والمخطوطات والوثائق، فقد تمّ تصميمها وترميمها وتحديثها باستمرار مراعاة لهذه الأمور. فالنظام المخصص للتهوية على سبيل المثال، ينساب بإناقة، إن جاز التعبير، بين ثنيات الأفاريز الجصية في السقف لئلا يسيء إلى جمالية التزيينات في المكان.
وبالطبع فإن مكانًا مماثلًا ما كان ممكنًا إلا أن يضم في جنباته متحفًا. وفي المبنى ها هنا، متحفان اثنان، واحد مخصّص لعلم المعادن، وآخر لأرشيف العلوم.

دلالات
المساهمون