السودان يضم لقاح الالتهاب السحائي إلى تطعيمات الأطفال

وتأتي هذه الخطوة بعد إتمام الخرطوم حملات التطعيم بلقاح النمط "أ" خلال عامي 2012 و2013، والتي مكنت من تطويق حالات الإصابة.

وقال وزير الصحة السوداني، بحر إدريس أبو قردة، لـ"العربي الجديد"، إن اللقاح سيتم توزيعه على كل مراكز التطعيم في البلاد وبمختلف المواقع، فضلاً عن مناطق الرحل بدءاً من الأول من أغسطس/ آب المقبل. وأكد أن عملية التطعيم وصلت في البلاد نحو 95 في المائة.

كما أقر الوزير بوجود تحدٍ يواجه حملات التطعيم متمثل في عدم الوصول للمناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكنه أبدى تفاؤله في أن تصل الحكومة لاتفاق مع الحركة المسلحة، ومن ثم تبدأ عملية التطعيم التي أكد أن الوزارة جاهزة لتنفيذها.

وأوضحت ممثلة منظمة الصحة لمكتب الخرطوم، حنان مختار، لـ"العربي الجديد"، أن اللقاح من شأنه أن يقلل نسب الوفيات وسط أطفال السودان. وأكدت أن نحو 253 مليون طفل في الحزام الأفريقي للمرض تم تطعيمهم باللقاح الجديد.

بدوره، أكد نائب مدير مكتب الصحة العالمية بالخرطوم، أحمد حردان، على نجاح لقاح النمط "أ" في القضاء على التهاب السحائي في الحزام الأفريقي، وأشار إلى أن اللقاح منذ اكتشافه، وحتى الآن خفض حالات السحائي في الدول الأفريقية الموبوءة من 250 ألف حالة في 1996 و"25" حالة وفاة إلى "80" حالة العام الماضي.

وذكر حردان أن عدد حالات الالتهاب السحائي التي سجلت في الحزام الأفريقي خلال العام الحالي استناداً إلى آخر إحصائية الأسبوع الماضي، هي 21 حالة. وقال لدى مخاطبته احتفالية وزارة الصحة السودانية بتدشين البرنامج اليوم، إن تمويل اللقاح كان في حدود 367 مليون دولار. وشدد على أهمية إدخال اللقاح ضمن برنامج التطعيم الروتيني لكل الدول تحت حزام السحائي بالنظر لتحذيرات الخبراء من عودة الوباء ثانية خلال 15 عاماً إذا لم يتم إدراج اللقاح خلال العامين المقبلين.

من جهته، أكد نائب الرئيس السوداني، حسبو محمد عبد الرحمن، وجود إرادة لدى الدولة في ما يتصل بالتطعيم، وأشار لمضاعفة موازنة قطاع الصحة بنسبة 20 في المائة عن السابق في الموازنة الحالية بإدراج العلاج المجاني للأطفال دون سن الخامسة، وأقر بوجود تقصير في ذلك الجانب، داعيا وزارء الصحة بالولايات والصحة الاتحادية لمتابعته والمراقبة لإنزاله على أرض الواقع.

ويعتبر التهاب السحائي من الأمراض الخطيرة التي تهدد الحياة، حيث يؤثر على الدماغ والنخاع الشوكي وينتشر المرض في أفريقيا، ويهدد 430 مليون طفل في الحزام الممتد من السنغال وغامبيا غرباً وحتى إثيوبيا شرقا.

ووفقاً لمنظمة "اليونسف"، فإن اثنين من بين كل مائة حالة سحائي موجودة في السودان، كما يواجه مخاطر عالية من تفشي الوباء، لا سيما أن البلاد شهدت موجات منه في الماضي، وقالت الدكتورة نعيمة القيصر، إنّ "وباء السحائي في حزام السحائي الأفريقي يشكل عبئاً صحيا ثقيلا"، مشيرة إلى التزام المنظمة العالمية بدعم الدول لاستئصاله بشكل نهائي".

ورجّحت اليونسف في بيان صحافي، أن يتم تطعيم نحو 720 ألف طفل سوداني بلقاح السحائي الجديد العام الحالي عبر نظام التطعيم الروتيني. وأشارت لحملة مصغرة تنطلق من سبتمبر/أيلول المقبل تستهدف 5.2 ملايين طفل تراوح أعمارهم بين عام إلى 15 عاماً، فضلا عن المولودين بعد حملة التطعيم الكبرى التي نفذت قبل ثلاثة أعوام للإسهام في تقليل مخاطر السحائي في السودان.