ونعى الحزب الشيوعي السوداني فاطمة، معلناً فتح دُوره لتلقي العزاء في "المناضلة الراحلة"، وفقاً لبيان مقتضب للحزب. وأضاف: "سيعلن لاحقا عن موعد وصول جثمان الراحلة من لندن".
وكتب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، تاج السر بابو، على صفحته في "فيسبوك": "وداعاً المناضلة فاطمة أحمد إبراهيم التي فارقت دنيانا صباح اليوم بالعاصمة البريطانية لندن بعد صراع طويل مع المرض".
وفاطمة أحمد إبراهيم، من مواليد الخرطوم 1932، ومن أشهر النساء السياسيات والناشطات في القضايا العامة وقضايا حقوق المرأة والطفولة.
وتلقت تعليمها الأولي والأوسط في مدارس حكومية بمدينة مدني وأم درمان وبربر وفي مدرسة الإرسالية الإنكليزية، بحسب تنقلات والدها، ثم قبلت في مدرسة أم درمان الثانوية العليا، الوحيدة آنذاك في كل السودان، إذ لم تكن توجد آنذاك شهادة سودانية.
ترعرعت فاطمة في وسط مثقف ساعدها على المضي قدماً في معركتها الحقوقية والاجتماعية، من خلال النقاشات المفتوحة في البيت حول مجمل القضايا والتطورات.
وكانت أول امرأة سودانية وعربية تدخل البرلمان السوداني، وذلك بانتخابات ديمقراطية عام 1965، بعد إطاحة حكم الفريق إبراهيم عبود في انتفاضة شعبية في أكتوبر/ تشرين الأول 1964.
وانضمت إبراهيم إلى الحزب الشيوعي السوداني عام 1952، ونالت عضوية لجنته المركزية مرات عدة.
وصارت رئيسة للاتحاد النسائي السوداني عام 1956، كما تم اختيارها عام 1991 رئيسة للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وهي أول امرأة مسلمة وعربية يتم اختيارها لرئاسة الاتحاد.
وحصلت عام 1993 على جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، والدكتوراه الفخرية من جامعة كاليفورنيا عام 1996 لجهودها في قضايا النساء واستغلال الأطفال، وعام 2006، نالت جائزة "ابن رشد للفكر الحر".
اشتهرت الراحلة بدفاعها المستميت عن وضعية النساء في شتى المجالات، وكانت من الدفعة الأولى التي قادت أول إضراب عرفته مدارس البنات في السودان، كذلك ناضلت من أجل تعزيز دور ومكانة المرأة السودانية في المجتمع، وأنشأت مجلة "صوت المرأة" التي أسهم في إنشائها عدد من أعضاء الاتحاد النسائي، وتولت رئاسة تحريرها.
ولم تتوقف عن انتقاد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للسودان ما بعد الاستقلال، حتى بعد أن شاءت الظروف أن تغادر بلادها عام 1990، إذ واصلت معركتها من خلال عقد لقاءات وتظاهرات وترتيب قافلات السلام إلى جنوب السودان وغيره.
وفاطمة أحمد إبراهيم أرملة الراحل الشفيع أحمد الشيخ القيادي الشيوعي البارز، ورئيس اتحاد عمال السودان، ونائب رئيس الاتحاد العالمي لنقابات العمال، أعدمه جعفر نميري في يوليو/ تموز 1971.
ولها عدد من المؤلفات منها "حصادنا خلال عشرين عاماً"، و"آن أوان التغيير ولكن"، و"المرأة العربية والتغيير الاجتماعي"، و"حول قضايا الأحوال الشخصية"، و"قضايا المرأة العاملة السودانية"، بالإضافة إلى مقالات في عدد الصحف والدوريات.