19 جريحاً بقمع الشرطة السودانية تظاهرة تطالب بهيكلة الجيش

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
20 فبراير 2020
26EF7F21-341D-4EA7-B9DA-AE02BE6BD5A2
+ الخط -
أصيب 19 شخصاً، الخميس، خلال قمع الشرطة السودانية، تظاهرة في الخرطوم تطالب بهيكلة الجيش، فيما تتواصل التظاهرات الليلية في عدد من شوارع العاصمة، وسط تنديد باستخدام العنف ضد المتظاهرين.

وأعلنت لجنة الأطباء المركزية عن إصابة 19 شخصاً في المواكب السلمية التي قوبلت بالعنف والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والضرب بالعِصي والهراوات، مشيرة إلى إصابة أحد المتظاهرين بالرصاص، وإصابة آخرين بالرصاص المطاطي.

وطالبت اللجنة بإقالة مدير عام شرطة السودان ومدير شرطة ولاية الخرطوم الذي اتهمته بالتآمر ضد الثورة. كما شددت على ضرورة إيقاف الضباط المسؤولين عن الانتهاك الذي حدث، وإحالتهم إلى التحقيق الفوري، مع إعادة هيكلة الشرطة وكل المؤسسات النظامية وذلك للاضطلاع بمهامها الدستورية في حماية المواطنين وكرامة الناس.

بدوره، أدان مجلس الوزراء السوداني الاستخدام المفرط للقوة في تفريق المحتجين، وأكد في بيان له أنه "سيتم التحقيق فيما جرى من عنف، ومحاسبة المتورطين"، وأن "مطالب المحتجين مشروعة ويجب احترامها".

وكان قد خرج اليوم آلاف السودانيين، في موكب للتضامن مع ضباط في الجيش صدر قرار بإحالتهم للتقاعد، رغم دعمهم المبكر للثورة، بينما اختارت قوات الأمن مواجهة الموكب بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وتجمع المحتجون وسط الخرطوم، مرديين هتافات تمجد عدداً من الضباط المبعدين من صفوف الجيش، الذين انحازوا للثورة قبل سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

وأطلق المحتجون على موكبهم اسم "موكب إعادة هيكلة القوات المسلحة واستعادة شرفاء الجيش".

واعترضت قوة من الشرطة طريق الموكب وأطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريقه، قبل الوصول إلى القصر الرئاسي لتسليم مذكرة لمجلس السيادة الانتقالي تطالب بإعادة الضباط وحل المليشيات وإعادة هيكلة الجيش وإبعاد رموز النظام السابق من صفوفه.

وبينما أصيب عدد من المتظاهرين بحالات اختناق نتيجة تنشق الغاز المسيل للدموع، أصيبت الحياة في وسط الخرطوم بحالة من الشلل، بعدما أغلق الجيش شوارع فرعية مؤدية لمقر قيادته العامة.

تظاهرات ليلية

وعلى الرغم من استخدام الشرطة للعنف المفرط بقمع المتظاهرين الذين خرجوا صباحاَ، عادت أعداد من المتظاهرين للتحرك ليلاً في أحياء العاصمة الخرطوم، وأغلقوا عدداً من الشوارع وأضرموا النيران في الإطارات.

وشهد شارع الستين بالخرطوم، وشارع الأربعين بأم درمان، أقوى الاحتجاجات الليلية.

ومن أبرز الضباط المبعدين بقرار من القيادة، الملازم أول محمد صديق، الذي تحول إلى أيقونة من أيقونات الثورة بعد اعتلائه مدرعة عسكرية في إبريل/نيسان الماضي خاطب من فوقها المعتصمين، معلناً انحيازه للثورة واستعداده هو وجنوده للدفاع عن المعتصمين، مطالباً قيادة الجيش في ذلك الوقت بالانحياز للثورة والإطاحة بنظام البشير.


تحالف الحرية والتغيير

وأدان تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان، الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الشرطة تجاه الثوار السلميين الذين خرجوا اليوم ممارسين لحقهم في التعبير والتجمهر.

ونادى التحالف بمساءلة ومحاكمة كل من تسبب في التصعيد أمام الجماهير في الشارع من أفراد القوات النظامية، ومساءلة وزير الداخلية ومدير الشرطة بصورة مستعجلة
وحث التحالف السلطة بمكونيها السيادي والتنفيذي للانتباه للخطر المحدق بالبلاد.


تجمع المهنيين السودانيين


كما أدان تجمع المهنيين السودانيين استخدام الشرطة للقوة ضد مظاهرات طالبت بإعادة هيكلة القوات المسلحة، مطالباً مجلس الوزراء بفتح تحقيق حول الحادثة، وتطهير الشرطة من عناصر النظام البائد.

وأصدر التجمع، الخميس، بياناً جاء فيه: إن ثورة شعبنا المجيدة أول شعاراتها الحرية التي انتزعها الثوار بغالي التضحيات ودماء الشهداء الكرام، وهي ما لا نقبل بالنكوص عنها أو مصادرتها".

وكان تجمع المهنيين السودانيين قد أعلن في بيان، أمس، مساندته للمطالب الخاصة بإعادة هيكلة القوات المسلحة، ودان بشدة إبعاد ضباط من الجيش من الذين حموا الثورة السودانية.

وطالب التجمع بإعادة كل الشرفاء من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تم استبعادهم من الخدمة العسكرية تعسفياً منذ 30 يونيو/حزيران 1989، داعياً في الوقت نفسه إلى إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، وتفكيك كافة المليشيات وبناء جيش وطني قومي واحد تحت الإشراف الكامل للسلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء.


وكان الجيش السوداني قد ادعى، في بيان، أن قراراته التي اتخذها بشأن الضباط عامة، والملازم أول محمد صديق خاصة، تعود إلى ارتكابهم مخالفات.

وقال إن "صديق لديه عدد من المخالفات للأوامر العسكرية، فضلاً عن مواجهته لثلاثة بلاغات جنائية بعد هجوم عبر عربة عسكرية على قسم للشرطة واعتدائه على ضباط القسم".

ذات صلة

الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
الصورة

سياسة

كوارث هائلة لا تزال حرب السودان تتسبب بها بعد مرور عام على اندلاعها. مقدار المآسي وغياب آفاق الحل والحسم يفاقمان هشاشة أحوال هذا البلد.
المساهمون