السودان: المهدي يخوض معركته مع النظام من القاهرة

12 اغسطس 2014
المهدي غاضب من عملية اعتقاله الأخيرة (ابراهيم حميد/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أجرى زعيم حزب "الأمة" السوداني المعارض، الصادق المهدي، الترتيبات اللازمة في القاهرة، لاتخاذها مقراً لإقامته لأجل غير محدد، لتكون محطته التي سيدير منها المواجهة مع النظام الحاكم في الخرطوم.

ورهن المهدي عودته للبلاد، بإنجاز جملة من الاتصالات الدولية والاقليمية، للترويج لإعلان باريس الذي وقعه أخيراً مع "الجبهه الثورية المسلحة"، لإيجاد مباركة والتفاف دولي للإعلان، وتقديمه كخارطة طريق لحل أزمات السودان.

وعلم "العربي الجديد"، أن "المهدي غادر البلاد دون تحديد سقف زمني للعودة، وأنه خرج غاضباً من النظام الذي زج به في المعتقل أخيراً، لانتقادات وجهها لقوات الدعم السريع الجنجويد، بالرغم من تبنّيه لدعوة الحوار التي أطلقها الرئيس، عمر البشير".

وذكرت مصادر داخل حزب "الأمة"، أن "الترتيبات الأخيرة التي اتخذها الرجل، عبر تعيين نواب له لقيادة الحزب، من بينهم ابنته مريم، كان القصد منها، ترتيب البيت الداخلي قبل مغادرته للبلاد".

وأكدت المصادر أن "المهدي، كان يخطط منذ خروجه من المعتقل في مايو/أيار الماضي، للمغادرة، باعتبار أن الفترة التي قضاها في السجن، 28 يوماً، ولّدت قناعة لدى الرجل، بأن النظام الحالي لن يستجيب إطلاقاً لدعوات التخلّي عن السلطة طواعية، وأن الأخير يتخذ الحوار للمناورة فقط".

ولم تُشكّل الخطوة مفاجأة للعارفين بالصادق المهدي، الذي سبق أن غادر البلاد غاضباً أيضاً، فيما عُرف داخلياً بقضية "بتهدون" في ديسمبر/كانون الأول من العام 1996، إذ خرج آنذاك متخفياً واستقر في أسمرة في اريتريا، وقاد من هناك معارضة شرسة ضد نظام الخرطوم إلى أن عاد للبلاد في نوفمبر/تشرين الثاني 2000، عقب اتفاق وقعه مع النظام.

والرابط بين الخطوتين أن الرجل خرج بعد عملية اعتقال وتقييد لحركته، إذ من المعروف عنه أنه "أكثر ما يؤلمه ويجعله يتخذ مواقف متشددة بعد الاعتقال".

وكان المهدي أعلن عقب التوقيع على "إعلان باريس"، يوم الجمعة الماضية، بقاءه في القاهرة لفترة طويلة لم يحددها.

وقال "إن بقائي في القاهرة ليس للسياحة، وإنما لاجراء اتصالات بجهات عديدة، وفقاً لما اتفق عليه في إعلان باريس". وأضاف "لو اعتقلت ثانية بشأن إعلان باريس، فسيعطي ذلك مصداقية أكثر للإعلان، ويقود لعزل النظام". وشدّد على أنه "سيعود إلى البلاد، على ضوء ما أنجز من اتصالات، بشأن إعلان باريس".

ورأى المحلل السياسي، ماهر أبو الجوخ، في مغادرة المهدي للبلاد أمرا طبيعيا، موضحاً أن "اللغة الحادة التي استخدمها المهدي، في حديثه عن النظام، عقب خروجه من الاعتقال، كانت تشير إلى أنه بصدد اتخاذ موقف سياسي جديد، سيكون أكثر حدّة".

واعتبر أبو الجوخ خروج المهدي بمثابة "محاولة لإيجاد حليف إقليمي، ولا سيما أن في حساباته حكم البلاد من جديد". وتابع "بما أنه فقد حليفه الرئيسي بمقتل العقيد الليبي معمر القذافي، فهو يحاول ايجاد حليف جديد".

وأضاف "أعتقد أنه سيركز في المرحلة الحالية على مصر والسعودية، لتأثيرهما على السودان، كما سيحاول إيجاد خطوط مع قطر وإيران وتركيا ودول الخليج".

وأكد أن "عودة المهدي للبلاد مرهونة بثلاثة أمور، من بينها التراجع عن إعلان باريس، أو رضوخ الحكومة لمطالب الإعلان وتنفيذ استحقاقاته، وأخيراً حدوث تحوّل سياسي كبير، داخل تركيبة النظام عبر تغيير حقيقي في قيادته".