السمكة في الماء ظامئة

12 نوفمبر 2014
شيرين صهبا / الهند
+ الخط -

لا تذهب إلى حديقة الأزهار
لا تذهب إلى حديقة الأزهار يا صديقي
لا تذهب إليها
حديقة الأزهار في جسدك
خذ مكانك على ألف بتلة من بتلات اللوتس
ومن هناك تأملْ الجمال الذي لا ينفد.


قل لي يا أخي
قل لي يا أخي
كيف أتخلّى عن قناع الوهم
متى أتخلّص من الأشرطة التي لا تزال تلف ردائي
متى أتخلّص من ربط ردائي
الذي ما زال يغطي جسدي بطياته؟
هكذا، حين أتخلص من العاطفة
أرى الغضب يبقى
وحين أنبذ الغضب
يظل الجشع معي
وحين ينطفئ الجشع
يظل الزهو والخيلاء
يقول "كبير":
استمع لي يا عزيزي الناسك
سواء السبيل نادراً ما يُعثر عليه


يضيء القمر
يضيء القمر في جسدي
ولكن عينيّ المكفوفتين لا تستطيعان رؤيته
القمر في داخلي، وكذلك الشمس
إن طبل الأبدية يدقّ في أعماقي
ولكن أذنيّ - بسبب صممهما - لا تستطيعان سماعه


تتفتح الزهرة
تتفتح الزهرةُ من أجل الثمرة
وحين تُجنى الثمرة
تذبل الزهرة
المسكُ في الغزال
ولكنه لا يبحث عنه في داخله
إنه يتجول باحثاً عن العشب!


موجة واحدة
النهرُ وأمواجه موجة واحدة متكسّرة
أين الفرق بين النهر وأمواجه؟
حين ترتفع الموجة تكون هي الماء
وحين تهبط، تكون هي الماء نفسه مرة أخرى
قل لي يا سيدي أين الفرق؟
ألأنها أعطيت اسم الموجة
لن تعود تسحب ماءً بعد الآن؟


لا أحد راحل أمامك
يا قلبي
الروحُ السامية والسيدُ العظيم
بجواركَ
استيقظْ، استيقظْ
اهرعْ نحو قدمي المحبوب
سيدك يقف بجوار رأسكَ
لقد نمتَ طيلة عصور لا تحصى
ألن تستيقظ في هذا الصباح؟
إلى أي ساحل ستعبر يا قلبي؟
لا أحد راحلٌ أمامكَ
ولا طريق
أين الحركة، أين الراحة على ذلك الساحل؟
لا ماء هنا
لا زورق
لا نوتي
ولا حبلاً حتى لسحب الزورق
ولا إنسان يسحبه
لا أرضَ، لا سماء، لا زمن
لا شيء
لا ساحل، لا مرسى
لا فكرَ ولا جسد
أين هو المكان الذي سيظلل عطش الروح؟
ستجد العدم في ذلك الخواء
كن قوياً، ولتحل في جسدك أنت
فهنا سيكون موطئ قدمك ثابتاً
تأمل جيداً يا قلبي
لا تمض إلى مكان آخر
ابعد عنك كل خيال
وقف ثابتاً في ما هو أنت


المصابيح تضئ
المصابيحُ تضئ في كل منزل
أيها الأعمى
ولا تستطيع رؤيتها
عيناك ستنفتحان ذات يوم فجأة
وستبصر
وتسقط عنك أغلال الموت
لا شيء يمكن قوله أو سماعه
لا شيء يمكن فعله
ذلك الحيّ، الميت مع ذلك،
هو من لن يموت أبداً مرة أخرى

 
ظلال المساء تهبط
ظلال المساء تهبط كثيفة وعميقة
وتحتوي ظلمة الحب والجسد والفكر
افتح النافذة على الغرب
وكن ضائعاً في سماء الحب
اشرب العسل الحلو الذي ينساب من بتلات
لوتس القلب
ليستقبل جسدك الأمواج؛
أية عظمة في فضاء البحر
هيا
أصوات الأجراس والمحار ترتفع
يا أخي، انظر،
السيد في وعاء جسدي


أكثر من أي شيء آخر
أكثر من أي شيء آخر
أحتفي قلبياً بذلك الحب الذي يجعلني
أحيا حياة أبدية في هذا العالم
إنه مثل زهرة لوتس
تعيش في الماء وتزهر في الماء
ومع ذلك لا يمكن للماء لمس بتلاتها
إنها تتفتح بعيداً عن متناوله
إنها مثل زوجة تدخل النار استجابة لنداء الحب
تحترق وتترك الحزن للآخرين
محيط هذا العالم من الصعب عبوره
مياهه عميقة
يقول "كبير":
اصغ أيها الناسك
قليلون أولئك الذين وصلوا منتهاه


على هذه الشجرة طائر
على هذه الشجرة طائر
يرقص مبتهجاً بالحياة
لا أحد يعرف أين هو
ومن هو الذي يعرف ما يكون عبء موسيقاه؟
حيث تلقي الأغصان ظلاً عميقاً
هناك يكون عشه
مع المساء يجئ ويطير في الصباح
ولا يقول كلمة عمّا يعنيه
لا أحد يخبرني عن هذا الطائر المغنّي
في داخلي
لا هو ملوّن ولا هو بلا ألوان
لا شكل له ولا هيئة
إنه يجثم في ظلال الحب
يسكن في ما لا يُنال، في الأبدي والخالد
لا أحد يعرف متى يجئ ومتى يذهب
يقول "كبير":
عميق هو السرّ
دع الحكماء يعرفون أين مكان ذلك الطائر


السمكة في الماء ظامئة
أضحك عندما أسمع أن السمكة في الماء ظامئة
أنت لا ترى أن الحقيقي هو في بيتك
وتتجول من غابة إلى غابة بلا هدف
هنا الحقيقة
اذهب حيث شئت
إلى بناريس أو ماتورا
إن لم تجد روحك
فلا حقيقة لهذا العالم.


* ترجمة عن الإنجليزية: محمد الأسعد

المساهمون