السلفادور تخالف خيار أميركا الجنوبية وتترشح لعضوية مجلس الأمن

07 يونيو 2019
تولّى أبو كيلة مهام منصبه السبت (أوسكار ريفيرا/فرانس برس)
+ الخط -
أثارت السلفادور مفاجأة، أمس الخميس، بتقديم ترشيحها لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، عشية انتخابات تتعلق بخمسة مقاعد، بعدما اختارت أميركا الجنوبية دولة سانت فينسنت وغرينادين لتمثيلها، خلال عامي 2020 و2021.

وتجري انتخابات هذه السنة لشغل خمسة مقاعد في مجلس الأمن بمقرّه في نيويورك؛ اثنان منها لأفريقيا، وثالث لأميركا الجنوبية والكاريبي، وآخر لأوروبا الشرقية، والخامس لآسيا والمحيط الهادئ.

وغالباً ما تتفق المناطق مسبقاً لتقديم مرشح واحد، ما يضمن له الفوز في الانتخابات.

وتقدمت لانتخابات، اليوم الجمعة، تونس والنيجر عن أفريقيا، وفيتنام عن آسيا والمحيط الهادئ، في حين تتواجه رومانيا وإستونيا بعدما فشلت أوروبا الشرقية في الاتفاق على مرشح واحد.

أما بالنسبة لأميركا الجنوبية والكاريبي، فسبق أن اختارت هذه المنطقة سانت فينسنت وغرينادين، لتكون أصغر دولة شغلت مقعداً في مجلس الأمن حتى الآن.

غير أنّ السلفادور قدّمت ترشيحها بصورة مفاجئة، أمس الخميس، مشيرة، في رسالة، إلى أنّها "تعلق أهمية كبيرة على عمل مجلس الأمن".

وتابعت الرسالة أن "السلفادور تلعب دوراً هاماً على صعيد السلام والأمن الدوليين"، مناشدة "جميع الدول الأعضاء" دعم ترشيحها.

لكن دبلوماسيين اعتبروا أنّه من غير المرجّح أن تبدّل كتلة أميركا الجنوبية والكاريبي موقفها، وتسحب دعمها لسانت فينسنت وغرينادين التي ستركز دورها في مجلس الأمن على ظاهرة الاحترار والدمار الناجم عن الأعاصير ولا سيما في الكاريبي.

وقال دبلوماسي من أميركا الجنوبية، لوكالة "فرانس برس"، إنّ إعلان السلفادور "فاجأنا"، فيما صرح دبلوماسي آخر بأنّ رئيس السلفادور الجديد نجيب أبو كيلة الذي تولّى مهامه، في الأول من يونيو/ حزيران، "تلقى نصائح غير حكيمة".

وتولّى أبو كيلة (37 عاماً) وهو فلسطيني الأصل، مهام منصبه السبت الماضي، وتعهد بعلاج بلده الفقير، بعد سنوات شهد خلالها موجات من العنف والهجرة إلى الولايات المتحدة.

وسيتعين على أبو كيلة الذي انتقد بكين من قبل، أن يوازن بين مصالح الصين والولايات المتحدة.

وقالت السفارة الصينية في السلفادور، في بيان على "تويتر"، وفق ما ذكرته "رويترز"، إنّ أبو كيلة قال لمبعوث خاص إنّه يعتبر الصين "دولة صديقة"، وإنّ هناك "فرصاً عظيمة" للعمل معاً.

وهنأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبو كيلة، على "تويتر"، قائلاً إنّ الولايات المتحدة مُستعدة للعمل معه "لتعزيز الرخاء في السلفادور".


وهدد ترامب مراراً بقطع المساعدات عن السلفادور، وكذلك غواتيمالا وهندوراس المجاورتين، إذا لم تبذل هذه البلدان مزيداً من الجهود للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة.

حظوظ تونس

وقام وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، أمس الخميس، بزيارة عمل إلى نيويورك بمناسبة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على انتخاب الأعضاء الجدد غير الدائمين في مجلس الأمن.

وقالت الخارجية التونسية، في بيان، إنّ "تونس تسعى إلى الالتحاق بمجلس الأمن الدولي كبلد غير دائم العضوية للمرة الرابعة في تاريخها، وستعمل على التركيز على الأولويات المتعلقة خاصة بتعزيز السلام في العالم، والتسوية السلمية للنزاعات، إلى جانب تعزيز مكانة المرأة والشباب ودعم عمليات حفظ السلام وتعزيز التنمية والأمن الدوليين ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات العالمية الجديدة في العالم".




وأفاد عبد الله العبيدي الدبلوماسي والمدير السابق بوزارة الخارجية التونسية، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ مشاركة تونس كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي "تُعتبر حدثاً هاماً، وقد سبق لتونس أن عاشت نفس التجربة، وآخرها كان خلال العام 2001".

وأشار إلى أنّ "حظوظ تونس تبدو عالية، خاصة وأنّه سبق لها أن انتخبت كعضو غير دائم"، موضحاً أنّ "المشاركة تتجدد كل 20 سنة، وتونس كسبت بعض الخبرة في العمل الدبلوماسي، وما يعزز نجاحها علاقتها الجيدة بأغلب الدول"، لافتاً إلى أنّ "تونس تنتمي إلى المجموعة الأفريقية والعربية، وكل دولة لها دورها في محيطها".

وسيتولّى الأعضاء الخمسة الذين سيتم انتخابهم، اليوم الجمعة، منصبهم في الأول من يناير/ كانون الثاني.

ويتحتم على المرشح الحصول على ثلثي أصوات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ أي 129 صوتاً من أصل 193 عضواً في حال صوتوا جميعهم، للفوز بمقعد.