وقال عبدالله العودة: "بعد الاستعجال المريب في جلسات الوالد سلمان العودة، وبعدما تقرر سابقا النطق بالحكم اليوم، قررت المحكمة فجأة اليوم تأجيل النطق بالحكم إلى يوم الأربعاء بتاريخ 30 أكتوبر. أسأل الله أن يفرّج عن الوالد والبقية".
Twitter Post
|
وقال حساب معتقلي الرأي المهتم بالحالة الحقوقية في البلاد: "استمرار المماطلات في جلسات محاكمة الشيخ سلمان العودة وعائلته فيه تعمّد لإيذاء الشيخ وعائلته، فبعد تحديد اليوم موعداً لإصدار الحُكم، وبعد الاستعجال غير المبرر في الجلسات، تقوم السلطات بتأجيل ذلك الموعد 20 يوماً، ما جرى ضد العودة هو جملة جرائم حقوقية متراكبة".
Twitter Post
|
واعتقلت السلطات السعودية سلمان العودة في سبتمبر/أيلول عام 2017 عقب كتابته لتغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، رحب فيها بإمكانية عودة العلاقات مع دولة قطر، والتي أعلن النظام السعودي حصاره عليها في يونيو/حزيران من العام نفسه.
ووجهت النيابة العامة لسلمان العودة، إضافة إلى عدد آخر من المعتقلين فيما عرف إعلامياً باسم "حملة سبتمبر"، أكثر من 37 اتهاماً، من بينها "عدم الدعوة لولي الأمر"، و"الانضمام لمنظمات إرهابية"، "والإفساد في الأرض"، بسبب مطالبته بملكية دستورية عام 2011، وفق ما ذكره ابنه الدكتور عبدالله العودة، وطالبت النيابة بإصدار حكم بالإعدام بحق العودة.
وكانت السلطات قد نقلت العودة بعد عام كامل من احتجازه في سجن ذهبان سيئ الصيت بمدينة جدة إلى سجن الحائر لمحاكمته هناك، حيث تعرض، بحسب تصريحات ابنه عبدالله العودة، والذي يقيم في الولايات المتحدة الأميركية ويحاول إبراز قضية والده إعلامياً، إلى تعذيب شديد من قبل السلطات.
وبحسب العودة الابن، فإن والده قضى عامين في الحبس الانفرادي، وخلال الأشهر الأولى من اعتقاله تم تكبيل ساقيه وتقييد يديه وكان حراس السجون يرمون وجباته عليه.
وبحسب تصريحات العودة، فإن والده اضطر لأن يفتح طعامه بأسنانه مما تسبب بأذى لها في فترة من الفترات، كما أن سلطات السجن عمدت إلى معاقبته عبر حرمانه من النوم لفترات طويلة، حتى أنه نقل إلى المستشفى عدة مرات بسبب ارتفاع ضغط الدم.
وأخبر سلمان العودة عائلته أثناء زيارتها له بأنه وقع على وثائق لا يعرف ماهيتها، ويرجح أنها اعترافات للاتهامات التي وجهتها السلطات له خلال محاكماته السرية.
يذكر أن مصدراً سعودياً أكد لـ"العربي الجديد" أن السلطات كانت تخطط لبث اعترافات مصورة لسلمان العودة على قناة "24" التابعة للاستخبارات السعودية، لكن مقتل الصحافي والكاتب المعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018 على يد فرقة أمنية تابعة لولي العهد محمد بن سلمان أدى لتراجع السلطات آنذاك.
وولد سلمان العودة، والذي يملك جماهيرية واسعة بين الشباب، في منطقة القصيم عام 1956، وعمل في الحقل الأكاديمي عقب حصوله على شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية، لكن شهرته الحقيقية جاءت من خلال كونه أحد أهم رموز تيار الصحوة، أكبر التيارات الدينية في البلاد، حيث قام بالتوقيع رفقة دعاة إسلاميين آخرين على "خطاب المطالب" عام 1991 والذي طالب بإصلاحات إدارية وقانونية واجتماعية وإعلامية وإنشاء مجلس شورى وتحقيق المساواة بين المواطنين وفق مرجعية دينية إسلامية، وهو ما أدى إلى صدام كبير بينه وبين السلطات انتهى بسجنه عام 1994 وأفرج عنه بعدها بـ5 سنوات.
وأعاد العودة، إضافة إلى رموز الصحوة الآخرين، صياغة أفكارهم خلال تواجدهم في السجن، وبدؤوا بالمطالبة بالملكية الدستورية ونشر الثقافة الديمقراطية، وهو ما أدى إلى احتفاء كبير به من قبل النخب السياسية والثقافية، وسخط من بعض أتباع المعسكر المحافظ المؤيدين له سابقاً. ومع ابتداء موجة ثورات "الربيع العربي" عاد الصدام بين العودة والسلطات مجدداً بسبب موقفه المؤيد للثورات، وهو ما تسبب في إيقافه عدة مرات قبل أن تقبض عليه السلطات بشكل نهائي عام 2017.
وكان الأمير محمد بن سلمان قد أعلن شن حرب على الصحوة، مؤكداً على أنه "سيسحقها الآن وفوراً"، وهو ما تسبب بسجن جميع رموزها، مثل الشيخ عوض القرني والشيخ ناصر العمري والداعية علي العمري وآخرين.