السعودية: كورونا يغلق مستشفى حكومياً.. والجِمال المتهم الأول

19 اغسطس 2015
المسؤولون في الصحة يتهمون الجمال بنشر الفيروس (Getty)
+ الخط -

تطورت الأمور بشكل سلبي في السعودية، بعد عودة انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في الرياض، واعترف وزير الصحة المهندس خالد الفالح بعد اجتماعه اليوم الأربعاء، مع مديري مستشفيات الرياض أن هناك تفشياً لفيروس كورونا.

وأوضح الوزير أن ارتفاع عدد الحالات ما زال وارداً، مشدداً على أن: "الوضع الحالي يستدعي الحذر والوقاية وليس الإفراط بالقلق".

وجاءت تصريحات الوزير، بعد أقل من 24 ساعة من قرار مديرة الطب الوقائي في مستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض، الدكتورة حنان بلخي، بإغلاق قسم الطوارئ في المستشفى بشكل كامل بصورة احترازية وفق تطبيق المرحلة الثالثة من الإجراءات الوقائية، بعد ارتفاع الإصابات بالفيروس إلى 46 إصابة، منهم 15 مصاباً من الكوادر الطبية في المستشفى.
وسيستمر الإغلاق لنحو أسبوعين، في حين بدأ المستشفى صباح اليوم الأربعاء في نقل الحالات المنومة إلى مستشفيات أخرى.

وعاود الفيروس الانتشار بقوة في السعودية، بعد أشهر من الركود، وبعد أكثر من ثلاث سنوات من محاولات القضاء عليه، وما زال نشطاً وقادراً على إحداث الوفيات.

وأعلنت الوزارة اليوم الأربعاء، عن تسجيل ثلاث حالات إصابة جديدة، تضاف إلى الحالات العشر التي كشفت أمس، والتسع التي اكتشفت قبلها، ليصل عدد المصابين منذ بداية أغسطس/ آب الجاري إلى 61 حالة.
وبلغ عدد حالات الإصابة منذ اكتشاف المرض في عام 2012 وحتى اليوم 1118 حالة، توفي منهم 483 مريضاً، وتماثل منهم للشفاء 592 مريضاً، فيما لا يزال 43 منهم تحت العلاج.

وبدأت وزارة الصحة بمطالبة وزارة الزراعة بالتحرك بشكل جادٍ، لفحص الجمال، وتحديد طريقة إصابتها بالمرض، بعد أن أكدت فحوص الصحة أن الجمال هي المنتج الرئيسي للفيروس، غير أن هذه الخطوات التي تقوم بها الوزارة لا تبدو مقنعة للمتابعين للشأن الصحي، خاصة مع تزايد أعداد الإصابات. 

ويؤكد المختص في الشأن الصحي الدكتور محمد الخازم، أن الوزارة حتى اليوم وبعد ثلاث سنوات من المحاولات، عاجزة عن احتواء الفيروس، ويقول لـ"العربي الجديد": "للأسف هناك تغييرات مستمرة في مركز مكافحة الأوبئة، فلا تعرف من تلوم على ما يحدث، وحتى الآن لا نعرف أي معلومة مؤكدة عن كورونا، وكيف نقضي عليه".

ويضيف الخازم: "هناك إصابات لدى الممارسين الطبيين، وهذا يعني أن هناك خللاً في تطبيق الوقاية في المستشفيات، القضية أكبر من قضية الجمال، فحتى الوقاية في المستشفيات ضعيفة".

ويشدد الخازم، وهو مؤلف مشارك في كتاب "المشهد الصحي في السعودية"، على أن هناك خللاً في القطاع الصحي السعودي، وهذا يحتاج لتحرك سريع، ويضيف: "فالفيروس ما زال قوياً، ونحن لا نعرف كيف نقضي على انتقاله من الإبل للإنسان، ومن الإنسان للإنسان داخل المستشفيات"، مبدياً تخوفه من أن تكون هناك فيروسات أخطر مستقبلاً.
ويتابع: "تخيلوا لو كان الفيروس خطيراً مثل الأيبولا، كيف سيكون الحال".

ويتساءل الخازم: "بعد ثلاث سنوات لا نعرف ما هي الخطوة القادمة، فإذا كان الفيروس يأتي من الجمال ماذا يجب أن تفعل الوزارة؟"، ويضيف: "هل نتوقف عند هذه المعلومة؟ كيف نكافح ناقل المرض؟"، معتبراً أن هناك خللاً في طريقة التعامل مع المرض، ويضيف: "يبدو أن القطاعات الأخرى تراخت، ولهذا عاد الفيروس قوياً كما كان".

اقرأ أيضاً: كورونا يعود بقوة في السعودية ويصيب 21 شخصاً

من جهته يؤكد استشاري طب الطوارئ في مستشفى الحرس الوطني، محمد الهليل، أن هناك أسئلة كثيرة لم تتم الإجابة عنها، وأهمها أنه لا تُعرف حتى الآن طريقة عمل الفيروس.


ويقول الهليل لـ"العربي الجديد": "إن لديهم نظاماً صارماً للوقاية من الفيروس وغيره من الأمراض، ومنذ فترة طويلة، وحتى من قبل انتشار كورونا"، موضحاً: "كنا حذرين من انتشار المرض، حتى ولو لم يكن المريض مصاباً بشكل مؤكد بالمرض، ولا نعرف كيف انتشر المرض في المستشفى".

ويضيف: "من المؤكد أن مخالطة الجمال هي المتهم الأول في انتشار المرض في السعودية، أغلب الحالات تكون بسبب هذا الأمر، وعندما تدخل الحالة إلى المستشفى هنا يبدأ دور المستشفى، وحجزه للمريض حتى يتم التأكد من إصابته بالمرض".

ويضيف: "المشكلة الأكبر أن فيروس كورونا ما زال بلا علاج وبلا لقاح له، الكل يتذكر كيف انتشر فيروس إنفلونزا H1A1 وانحسر بسرعة، لأنه تم اكتشاف اللقاح له". 

اقرأ أيضاً: كوريا الجنوبية تعلن السيطرة على فيروس كورونا

الاختلاف مع كوريا الجنوبية

من جهتها، تؤكد وزارة الصحة السعودية أنه لم يكن هناك انتشار أكبر للفيروس أو تحور فيه، ويؤكد المتحدث الرسمي فيها الدكتور خالد مرغلاني لـ"العربي الجديد" أن المرض لم يتغيّر، وظلت الإجراءات الوقائية كما هي، وكذلك التوعية.

ويضيف مرغلاني: "الحالات التي تنتشر من فترة إلى أخرى تظل حالات فردية، وما حصل في مستشفى الملك عبد العزيز في الحرس الوطني كان نتيجة تجمع في داخل المستشفى، وهو ما زاد الحالات المصابة، وتم إغلاق المستشفى كقرار احترازي". 


ويشدد مرغلاني على أنه من الصعب المقارنة بين السعودية وكوريا الجنوبية، والتي سيطرت على المرض خلال شهرين، موضحاً: "في كوريا وصلتهم حالة واحدة فقط من خارج البلاد، فكان هناك مصدر خارجي انتقل إلى الممارسين الصحيين، وهنا يكون من السهل السيطرة على هذا المصدر، وعالجوا الحالات المصابة، وليس لديهم مُنتِج وبنك لهذا الفيروس كما هو الحال في السعودية، فلو كان المصدر موجوداً في كوريا لفشلوا في السيطرة عليه".

ويتابع: "أما في السعودية هناك حالات مستمرة، تظهر بسبب وجود بنك لهذا الفيروس خارج المستشفيات، وأثبتت دراساتنا أن الجمال هي السبب الرئيسي لهذا المرض، وهو سبب غير موجود في كوريا، لهذا نجد أن المرض مستمر في السعودية بسبب وجود الجمال".

ويشدد الدكتور مرغلاني على أن كل الدراسات التي أجريت على الحالات المصابة تثبت أن المصدر الرئيسي هو الجمال، خاصة التحليل الجيني".

يذكر أن انتشار الفيروس كان سبباً في إعفاء وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة، وفشل أربعة وزراء، بدءاً من المهندس عادل فقيه والدكتور محمد آل هيازع وأحمد الخطيب ومعهم المهندس خالد الفالح، في الحد من انتشاره.

اقرأ أيضاً: 58 إصابة جديدة بـ"كورونا" في السعودية