كشفت منظمة "إفدي" الدولية عن هوية أحد المواطنين القطريين الأربعة، الذين تعتقلهم المملكة، الذي اعتقلته السلطات السعودية في شهر يوليو/تموز الماضي، وهو طالب يدرس في إحدى جامعات المملكة.
وقالت المنظمة التي تأسست عام 2006، ومهمتها الدفاع عن حقوق الإنسان، في بيان لها وصل "العربي الجديد"، نسخة عنه، أن الاتصال انقطع بين المواطن القطري عبد العزيز سعيد عبد الله، وهو طالب جامعي، مع عائلته منذ 6 يوليو/ تموز 2018، وأن عائلته تواصلت مع المنظمة وأخبرتها أن الأمن السعودي اعتقل ابنها، وهي لا تعرف مكان احتجازه.
وحسب عائلة المواطن المعتقل، فإن عبد العزيز سعيد عبد الله يدرس في جامعة أم القرى في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكان على وشك التخرج في خريف 2018، وأنها حاولت التواصل مع السلطات السعودية للاطمئنان على سلامة ابنهم وتوكيل محامٍ له، في حال وجهت إليه تهمة ما إلا أن جهودهم باءت بالفشل. وتمتنع السلطات السعودية عن إعطاء أية معلومات عن أسباب أو مكان احتجاز ابنها.
واعتبرت المنظمة في بيانها الصادر اليوم الاثنين، أن اعتقال السلطات السعودية للمواطن القطري دون إعطاء أية معلومات عن ظروف اعتقاله والتهم الموجهة إليه تعد حالة إخفاء قسري قائمة الأركان، ما يعني أن السلطات السعودية انتهكت حقا أساسياً من حقوق الإنسان، وهو الحق بالحرية والأمن الشخصي.
وطالبت المنظمة في بيانها السلطات في السعودية بالإفراج الفوري عن المواطن القطري عبد العزيز سعيد عبد الله، وتحديد مكان اعتقاله، حتى يتسنى لعائلته الاتصال به، كما حمّلت السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن سلامته الجسدية.
وأعلنت المنظمة وفق بيانها، عن مخاطبتها الفريق العامل في الأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري، والمقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والطلب إليهما القيام بما يخوله القانون الدولي لهما، في حالة المواطن القطري المعتقل.
وتحتجز السلطات السعودية أربعة مواطنين قطريين في سجونها، هم المواطن القطري محسن صالح سعدون الكربي، الذي اعتقلته قوات التحالف العربي في أبريل/ نيسان الماضي، في المنفذ الحدودي الواقع بين اليمن وسلطنة عمان، أثناء عودته من زيارة أقارب له هناك.
والمواطن القطري نواف طلال الرشيد الذي تم تسليمه إلى السعودية خلال زيارة قام بها إلى الكويت في شهر مايو/ أيار الماضي. وقالت وزارة الداخلية الكويتية على حسابها في "تويتر" أنه "تم ترحيل المواطن نواف الرشيد إلى السعودية، يوم السبت 12 مايو/ أيار 2018(...) وإن تسليم الرشيد يأتي في إطار الترتيبات الأمنية المتبادلة بين البلدين، وذلك لورود طلب من السلطات المختصة في المملكة بترحيل المذكور إليها".
أما المعتقل الثالث الذي كشف عن هويته، هو الطالب القطري عبد العزيز سعيد عبد الله الذي كان في طريقه لأداء مناسك العمرة. وقالت صحيفة "الوطن" السعودية تعليقا على اعتقاله في شهر يوليو/ تموز الماضي "إن وزارة الداخلية كشفت عن دخول متهم قطري جديد إلى قوائم المتهمين بقضايا الإرهاب وأمن الدولة، وذلك في آخر أيام شهر رمضان المبارك ليكون ثاني الموقوفين بتهمة الإرهاب من الجنسية القطرية". ولم تكشف الصحيفة عن هوية المعتقل الأول، والمعتقل الثاني هو عبد العزيز سعيد عبد الله.
وطالب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان علي بن صميخ المري، خلال لقائه بالدوحة المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب فيونولا دي.آليان، ضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لمعرفة أماكن احتجاز المواطنين القطريين الأربعة الذين تعتقلهم السلطات السعودية، والعمل على إطلاق سراحهم فوراً.
ولفت إلى أن المواطنين القطريين الأربعة الذين تحتجزهم السلطات السعودية، هم ضحايا للحجز التعسفي والإخفاء القسري، وإن مصيرهم ما يزال مجهولاً منذ اعتقالهم من طرف السلطات السعودية بطرق تعسفية ومجحفة، داعياً للتحرك سريعاً، واتخاذ إجراءات عاجلة لمعرفة مصيرهم، والضغط على السلطات السعودية لإطلاق سراحهم فورا.