السعودية تعاقب عناصر "هيئة" ضربوا مواطناً
العربي الجديد
بعد أقل من أسبوعين على حادثة المركز التجاري (العثيم مول) في الرياض، والتي اعتدى فيها ثلاثة من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية على مواطن، وقاموا بضربه، اعترفت الهيئة، اليوم الثلاثاء، بالواقعة وعاقبت منسوبيها.
وتناقل نشطاء على "تويتر" حينها صورا لشاب على وجهه آثار اعتداء يرقد في أحد مستشفيات الرياض. وبحسب تصريح شقيقه، فإن رجال الهيئة طلبوا من الشاب تسليمهم هاتفه المحمول وفتح الرقم السري، غير أنه رفض ذلك، ما أدى إلى تعرضه للضرب بشكل عنيف وكسر عظمة أنفه وفكه الأيسر وإصابته بكدمة بجانب العين.
وقالت الهيئة في بيان: "رغم أن عراكًا دار بين فرقة الهيئة والمواطنَيْن (الشاب وشقيقه) ابتداءً في مكتب الهيئة بالمجمع التجاري، إلا أن الفرقة وأحد أعضاء المركز تعمدوا إلحاق الأذى بالمواطن الذي تداولت وسائل الإعلام صورته بضربه بعد فترة من السيطرة عليه".
وأعلنت الهيئة عن قرارها معاقبة ثلاثة من منسوبيها المتهمين بالاعتداء على الشاب بنقلهم خارج منطقة الرياض، وإحالتهم إلى العمل الإداري. كما أعلنت عزمها إعفاء رئيس مركز الهيئة المباشر للقضية من رئاسة المركز، وتكليفه عضوًا في أحد مراكز هيئة مدينة الرياض. إضافة إلى إعفاء وكيل هيئة المركز المباشر للقضية من وكالة المركز وتكليفه بعمل إداري، مع توجيه اللوم إليه، بالإضافة إلى توجيه عقوبة اللوم إلى أحد الأعضاء المباشرين لإنهاء الإجراءات.
وقال البيان إنه "إلحاقًا للبيان الصادر من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتحقيق الفوري فيما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام بعنوان: (بالصور شاب سعودي يتهم أعضاء الهيئة بالاعتداء عليه بالضرب وكسر عظمة أنفه وفكه الأيسر في الرياض)، حيث اتهم أعضاء من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاعتداء عليه وضربه. فقد باشرت اللجنة التحقيق في القضية من جميع جوانبها، وتطلّب الأمر استمرار التحقيق لعدة أيام، وتم استدعاء جميع أطراف القضية، والاستماع إلى شهادة الشهود وتوثيقها، وكذلك الوقوف على الموقع داخل المجمع التجاري، والاطلاع على تصوير (كاميرات) المراقبة داخله. وعقدت اللجنة عدة اجتماعات، وحققت مع المباشرين للقضية من منسوبي "الهيئة".
وخلصت اللجنة في تقريرها إلى أن المواطن الذي تداولت وسائل الإعلام صورته قد ارتكب مخالفة تستوجب إيقافه، وذلك حسب ما ورد في محضر القبض المعد من قبل فرقة "الهيئة"، وتقارير رجال الأمن التجاري، وما وثقته كاميرات المراقبة داخل المجمع التجاري، وكذلك شهادة أحد العاملين في محل تجاري بالمجمع.
كما تبيّن للجنة أن منسوبي "الهيئة" المباشرين للقضية ارتكبوا مخالفة بنقل المواطنَيْن إلى مكتب الهيئة في المجمع التجاري، رغم توجه فرقة "الهيئة" لإحالتهما إلى مركز الشرطة. وهذا مخالف للتعليمات التي تنص على إحالة المخالف من مقر استيقافه مباشرة دون نقله إلى أي مكان آخر؛ ومحاولة تفتيش (الجوالين) العائدين للمواطن الذي تداولت وسائل الإعلام صورته. وهذا الإجراء ليس له مسوغ نظامي، ورغم أن عراكًا دار بين فرقة "الهيئة" والمواطنَيْن ابتداءً في مكتب الهيئة بالمجمع التجاري، إلا أن الفرقة وأحد أعضاء المركز تعمدوا إلحاق الأذى بالمواطن الذي تداولت وسائل الإعلام صورته بضربه، بعد فترة من السيطرة عليه.