السعودية: انطلاق حملة للتبرع للسوريين وسط تحذيرات من استغلالها

28 ديسمبر 2016
حملة دعم ومساندة الضحايا في حلب (الأناضول/Getty)
+ الخط -

انطلقت في السعودية، مساء اليوم الثلاثاء، الحملة الشعبية لإغاثة الشعب السوري التي أمر بها الملك سلمان بن عبد العزيز، وتم تخصيص حساب بنكي خاص للحملة لإيداع مبالغ التبرعات بهدف منع التلاعب.

وكان العاهل السعودي قد أصدر أمس الإثنين، أمراً بتنظيم حملة شعبية في جميع مناطق البلاد اعتباراً من اليوم لإغاثة الشعب السوري، بسبب ما يتعرّض له الأشقاء في سورية من معاناة، خاصة المهجرين من حلب الذين انقطعت بهم السبل بسبب الظروف الصعبة، والأحداث المؤلمة التي يعيشونها.

ودشّن الملك سلمان الحملة بالتبرّع بمبلغ 20 مليون ريال (3،5 ملايين دولار)، كما وجه بتخصيص مبلغ 100 مليون ريال لهذه الحملة (26 مليون دولار)، كما تبرع ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز بمبلغ 10 ملايين ريال (6،2 ملايين دولار) وتبرع ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بمبلغ 8 ملايين ريال (1،2 مليون دولار).

وسيتولّى مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع الجهات المعنية، تقديم المواد الإغاثية من أغذية وأدوية، وإيواء واستقبال الجرحى وعلاجهم، وإنشاء وتجهيز مخيم لهم مع توزيع مساعدات شتوية شاملة بشكلٍ عاجل على السوريين.

من جهته، أكّد مدير حملة التبرعات لإغاثة الشعب السوري، مبارك البكر، أنه لا يوجد وسيط لاستلام مبالغ التبرعات النقدية، مشيراً إلى أن "الآلية الوحيدة للتبرع للحملة هي تقديم التبرعات في الحساب البنكي دون وسيط". وأوضح أنّ "هذه الحملة جاءت لتخفيف معاناة الأشقاء في حلب"، وتم تشكيل عدة فرق لمباشرة العمل.



وأعلنت الحملة أنها لن تستقبل التبرعات العينية خلال الفترة الحالية، نظراً لكون الدول المستضيفة وضعت ضوابط جديدة لاستقبال تلك التبرعات، مشدّدة على أن ما يتم تداوله بهذا الخصوص عبارة عن معلومات قديمة من حملات سابقة.

بدورها، دعت هيئة كبار العلماء إلى المسارعة بالإسهام في الحملة الشعبية، وقالت في بيان أصدرته اليوم "ليذكر المسلمون إخوانهم السوريين الذين فرقتهم السياسات الظالمة، وشردتهم القوى الجائرة، فهم ما بين مشرد ولاجئ وأبناء سبيل، تفرقوا تحت كل كوكب، وتشرذموا في كل صقع، وهم إخوان لنا في الدين يعيشون أياماً قاسية، ويذوقون مرارات متنوعة، حتى عجزوا أن يصلوا إلى قوتهم بأيديهم"، مشددة على أن "من الأخوة في الدين بين المسلمين، ومن دلائل صدق هذه الرابطة أن يشعر المسلم أن إخوانه مساندون له في السراء والضراء".

من جانب آخر، حذّر مختصون في الشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب من خطورة جمع التبرعات بطرق غير رسمية، لما في ذلك من مخالفة لنظام مكافحة الإرهاب وتمويله، ويعرّض من يقوم به أو يستجيب له للمساءلة وإبعاد أي وافد يثبت تورطه. وسبق لوزارة الداخلية أن حذّرت في عدة بيانات سابق من أنه سيجري الحجز التحفظي على أي حساب بنكي يجري الإعلان عنه بأي وسيلة، لجمع الزكاة أو الصدقات أو التبرعات دون تصريح من الجهات المختصة.

وتأتي المبادرة السعودية بعد إجلاء عشرات الآلاف من المدنيين والمقاتلين من الأحياء الشرقية لحلب.

وتنظم الحملة إلى جانب عدد من البرامج الإغاثية والمشروعات الإنسانية، والتي تقدمها السعودية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا وللنازحين السوريين داخل سورية، والتي بلغت قيمتها أكثر من 867 مليون ريال (أكثر من 231 مليون دولار).