السعودية: اعتداء معلم وطالب يكشف خلل البيئة التعليمية

14 نوفمبر 2015
آثار الاعتداء على التلميذ (العربي الجديد)
+ الخط -


فتحت وزارة التعليم السعودية تحقيقاً واسع النطاق، بعد اعتداء معلم بالضرب المبرح على أحد طلابه في المرحلة الابتدائية، تاركاً علامات واضحة على ظهره.

وكان الطالب علي العتيبي (11 عاما)، الذي يدرس في ابتدائية الخفجي بجدة، تعرض لضرب وصف بالوحشي من معلمه، الذي ترك علامات تعذيب واضحة على جسده، حيث تم توثيق آثار التعذيب من قبل أسرة الطفل وتحرير شكوى ضد المعلم.

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فقد انهال المعلم بالضرب على الطالب في الصف السادس الابتدائي بقطعة بلاستيكية (خرطوم مياه). وتعلل المدرس بأن الطالب وأحد زملائه فتحا باب الفصل الذي يدرّس فيه، من دون إذن.
وبحسب والد الطالب فقد تسبب الضرب بكدمات متفرقة على الظهر والذراع اليسرى والرقبة، وتم تدوين هذه الإصابات بتقرير رسمي صادر من مستشفى الثغر. وشدد الأب على أن حالة ابنه النفسية باتت سيئة جداً، واضطر لأن يحوله إلى مدرسة أخرى بعد أن رفض الذهاب لمدرسته خشية استهزاء زملائه به، مبيناً أنه ما زال عاجزاً عن تهدئته.

اقرأ أيضاً: تلاميذ سعوديّون بلا كتب ولا مدرّسين


وأكد المختص في شؤون التعليم الدكتور بدر المقبل أن الطريقة التي تعامل بها المدرس مع الطالب تكشف أنها لم تكن عملية مفاجئة، والدليل أنه أحضر معه قطعة بلاستيكية إلى الفصل، وهو يدرّس طلاباً لا تتجاوز أعمارهم تسعة أعوام. وقال لـ"العربي الجديد": "على الرغم من أن الضرب ممنوع في المدارس السعودية إلا أن كثيرا من المدرسين يمارسونه، ولو أن مدير المدرسة لم يكن راضياً عن هذا التصرف البدائي، لما أحضر المدرّس معه خرطوم المياه إلى الفصل، ولكن يبدو أن المدير كان يعرف بتصرفات مدرِّسه وكان راضياً بها، أعتقد أن التحقيق بجب أن يكون شاملا، ويجب أن تكون العقوبة صارمة ورادعة، فمثل هؤلاء المدرسين لا يجب أن يؤتمنوا على الطلاب خاصة الصغار منهم".

ويشدد المقبل، وهو مؤلف كتاب "التعليم في السعودية، دراسة نقدية لحال التعليم الابتدائي" على أن كثيرا من المعلمين لا يعون جيداً تأثير استخدام العنف على نفسيات الطلاب، خاصة صغار السن منهم، ويقول:" تتعب وزارة التعليم وهي تصدر التوجيهات والتعليمات للمعلمين بعدم استخدام العنف الجسدي أو اللفظي على الطلاب، لما له من تأثير سلبي على نفسيتهم مستقبلا، ولكن لا حياة لمن تنادي".

اقرأ أيضاً: معلمو السعودية يطالبون بالإنصاف

ويؤكد المقبل ضرورة أن تُخضع وزارة التعليم معلميها لدورات مكثفة في فن التعامل مع الطلاب، متابعاً "كثير من المعلمين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الطلاب، إما أن يتم تطويرهم في هذا الجانب، أو يتم الاستغناء عنهم".

ولا يقتصر العنف على المعلمين فقط، بل بات متبادلاً من الطرفين، فقبل يوم من حادثة اعتداء المعلم، أوقفت شرطة تربة (إحدى مدن منطقة مكة المكرمة) طالباً قام بإشهار سلاح في وجه معلمه. وأكد ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ الإعلامي باسم شرﻃﺔ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ، ﺍلعقيد ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺎﻃﻲ ﺑﻦ ﻋﻄية ﺍﻟﻘﺮﺷﻲ، أﻥ الشرطة في "تربة ﺗﻠﻘت بلاغاً بقيام طالب في العقد الثاني من العمر بإشهار سلاح على أحد المعلمين، وﺗﻢ ضبط المتهم، ﺗﻤﻬﻴﺪﺍً لإحالة كامل الأوراق للجهات المختصة".

ويعلق الدكتور المقبل على أن الحادثة الثانية لا تقل صدمة عن الأولى، وهي تكشف بوضوح أن هناك خللا في البيئة التعليمية السعودية، مضيفاً "عندما تصل الأمور لاعتداء وحشي، ولتهديد بالسلاح، فالأمر يعني أن لدينا خللا في بيئتنا التعليمية، ولابد من معالجته بسرعة، قبل أن نجد أنفسنا أمام جرائم أكبر".

اقرأ أيضاً: التعليم السعودية تلغي شرط الابتعاث الخارجي للمعيدات
المساهمون