انتشار السطو المسلّح والسرقة في الموصل.. "والزي العسكري" غطاء العصابات

28 فبراير 2019
ترعب العصابات أهالي الموصل (Getty)
+ الخط -



تنتشر حوادث السطو المسلح والسرقة في مدينة الموصل العراقية وأحيائها، إذ تسجل بشكل يومي عمليات اقتحام للمنازل وسلب أموال العوائل تحت تهديد السلاح، ومّما زاد الأمر تعقيدا أنّ أفراد العصابات يرتدون الزيّ العسكري، لتنفيذ عملياتهم بشكل يرعب الأهالي الذين لا يعرفون كيف يتعاملون معها.

ووسط أجواء مخيفة، تتحرّك تلك العصابات ليلاً، مُستغلة انقطاع التيار الكهربائي ووجود المباني المدمرة والشوارع الخربة، وبحسب المعلومات التي تجمعها عن مستويات دخل تلك العوائل وإمكانياتها المادية، تضع خريطتها لاقتحام المنازل.

أحمد غانم من حي الجامعة بالساحل الأيسر للمدينة، أحد ضحايا هذه العصابات، يقول في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، "دخل عناصر العصابة إلى منزلي بحجة التفتيش، إذ ردد أحدهم وهو يطرق بابي " "تفتيش افتحوا الباب، نحن قوة من الجيش العراقي"، وبعد الدخول جمعونا مع الأطفال في غرفة واحدة، وتحت تهديد السلاح، طلبوا منا إخراج كل ما نمتلكه من مال ومصوغات ذهبية". ويضيف "أخذوا من عندنا مبلغا ماليا مهماً، وكمية من الذهب هي كل ما نملكه".

بينما يقول مصطفى الجبوري، (49 عاما) وهو من أهالي حي التأميم في الساحل الأيسر بنينوى، إنّ "ثلاثة مسلحين يرتدون زيا عسكريا وهم ملثمون دخلوا علينا فجرا، وتحت تهديد السلاح سلبوا كل ما لدينا من أموال وأجهزة اتصال"، مبينا "خلال اقتحامهم للمنزل كانوا يتواصلون مع ‏شخص آخر هاتفيا كان ينتظرهم في عجلة في الشارع".

ويدعو الجبوري القوات الأمنية إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من هذه الانتهاكات"، محملا إياها مسؤولية ما يحدث من عمليات سطو مسلح وسرقة.

وتؤكد جهات أمنية ازدياد أعمال السطو المسلح في المحافظة، ويقول مصدر في شرطة محافظة نينوى، لـ" العربي الجديد"، إنّ "عمليات السطو المسلح سجّلت ارتفاعا في نينوى، إذ تم خلال هذا العام أكثر من 30 حادثة سطو"، مبيناً "تم كشف العديد من مرتكبيها وتقديمهم للقضاء، وتبين أنّ دوافع هذه العمليات هي السرقة، وبعض هذه الجرائم نفذها مسلحون يرتدون الزي العسكري ويدّعون انتماءهم إلى القوات الأمنية".

ويضيف أنّ "شرطة الجريمة المنظمة، وبالتنسيق مع شرطة نينوى رفعت حالة الطوارئ في صفوف عناصرها لمنع وقوع هذه الحوادث التي ينفّذ أغلبها في ساعات الليل، وتنفذها عصابات الجريمة المنظمة"، مبينا "تمكنا أخيرا من الإيقاع بعدد من أفراد هذه العصابات، الذين يبحثون عن المال والذهب"، مؤكداً أن أغلبهم ليسوا من أهل الموصل بل هم دخلاء ويتحركون بصفات قوات أمن أو فصائل الحشد الشعبي وهم ليسوا تابعين لها.

مسؤولو محافظة نينوى، يشيرون إلى تورط منتسبين إلى أجهزة الأمن في أعمال اعتداء على المواطنين، وأعرب ‏النائب عن محافظة نينوى عبد الرحيم الشمري، عن أسفه لـ"ردة فعل قيادة شرطة نينوى والحكومة المحلية في المحافظة إزاء أحداث السطو المسلح".


وأكد، في تصريح صحافي، "هناك تصرفات سلبية لبعض المنتسبين إلى أجهزة الأمن، وقد تورط عدد منهم في حالات اعتداء على المواطنين بحسب كاميرات جهاز الأمن الوطني في المحافظة".

ومما يربك أمن الموصل، عدم وجود جهة واحدة تسيطر على الملف، فمع وجود فصائل مليشيات "الحشد الشعبي" تنتشر قوات الشرطة المحلية وقوات من الجيش، بينما لا توجد قيادة موحدة تجمعهما.