تشير الإحصائيّات الأخيرة إلى أن نحو 60 ألف شخص يصابون سنوياً بأمراض السرطان في أفغانستان، في حين لا تتوفّر مستشفيات خاصة لعلاج الأمراض السرطانية. ويتوجه معظم المرضى إلى دول الجوار، وتحديداً باكستان، لتلقّي العلاج. ويواجهون مشاكل كبيرة أثناء الترحال وتلقي العلاج.
وعلى الرغم من النقص في هذا القطاع والثغرات الموجودة فيه، هناك اهتمام من قبل المجامع الطبية والمجتمع المدني بالمشكلة مؤخراً، نظراً لمعاناة المرضى. وأدت تلك الجهود إلى تحرّك الأروقة الحكومية، علماً أن الاهتمام بالقضية حكومياً ما زال ضئيلاً. يقول الطبيب المتخصص في جراحة الأعصاب، عبد الله حفيظ، لـ "العربي الجديد": "الاهتمام بالقضية لناحية الوقاية والعلاج زاد بعدما كانت كل الجهود تتركز على نقل المرضى إلى الخارج، لكنها ما زالت متواضعة، نظراً لحجم القضية وخطورتها ومعاناة الأفغان". يضيف: "المشكلة كبيرة وتحتاج إلى اهتمام حكومي، إذ يمكن للحكومة فعل الكثير. مرض السرطان يحتاج إلى العلاج وإنشاء مستشفيات كفيلة بعلاج المرض في الداخل بدلاً من توجه المواطنين إلى دول الجوار".
وأُثيرت القضية مؤخراً من قبل مؤسّسة مكافحة مرض السرطان في أفغانستان، التي عقدت اجتماعات في مختلف مناطق البلاد، وكان آخرها في مدينة جلال آباد، مركز إقليم ننجرهار (شرق). وشارك فيه كبار المسؤولين في الحكومات المحلية في الأقاليم الشرقية الأربعة، وهي ننجرهار، ولغمان، وكنر، ونورستان، إضافة إلى مشاركة الأطباء وزعماء القبائل وناشطي المجتمع المدني، لبحث أسباب انتشار المرض بشكل مخيف، وكيفية مواجهته، علاوة على التباحث بشأن ما يواجهه المواطن الأفغاني لعلاج المرض العضال.
اقــرأ أيضاً
يقول حاكم إقليم ننجرهار، شاه محمود مياخيل: "نظراً إلى حجم المشكلة، يتعيّن على الحكومة والمجتمع المدني العمل معاً من أجل إيجاد حلّ، إذ يخسر الآلاف حياتهم سنوياً"، ويطالب، المستثمرين المحليين والتجار، بمساعدة الحكومة في تأسيس مستشفيات خاصة من أجل علاج مرضى السرطان، مشيراً إلى أن القطاع الخاص يمكنه أن يلعب دوراً هاماً في هذا الخصوص وفي مختلف المجالات. ويوضح أنه أمام الحكومة ملفات عالقة كثيرة، وقضايا مهمة مثل الملف الأمني. لذلك، يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دوراً مهماً في مجال الصحة عموماً، وفي ما يتعلق بمعالجة مرضى السرطان على وجه الخصوص.
ويذكر مياخيل أنه، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، يقتل مرض السرطان سنوياً أكثر من خمسة عشر ألف شخص، معرباً عن خشيته من أن تكون نسبة الوفيات من جراء السرطان أكبر من ذلك. ويقول محمد آصف ننك، حاكم إقليم لغمان، إن الأرقام مخيفة والمرض في انتشار مستمر. من هنا، على الحكومة والمجتمع المدني الاهتمام بالأمر، ومعرفة أسباب انتشار المرض والوقاية والعلاج. يضيف أن تجار البلاد يمكنهم لعب دور هام وريادي حيال القضية، لأنهم بإمكانهم سد الثغرات الموجودة. ويؤكد أن الوضع لا يحتمل، لأن اللامبالاة تؤدي إلى خسارة كثيرين حياتهم في أفغانستان.
من جهته، يقول مسؤول مؤسسة مكافحة مرض السرطان، محمد جاويد صافي، لـ "العربي الجديد": "الإحصائية التي أجرتها المؤسسة تؤكّد إصابة نحو 60 ألفاً بمرض السرطان سنوياً، بينهم رجال ونساء وأطفال. كما أن الكثير من هؤلاء يخسرون حياتهم من جراء إصابتهم بالمرض. ويذكر أن المؤسسة نظمت، خلال الأسابيع الأخيرة، حملة في الأقاليم الشرقية الثلاثة: ننجرهار ولغمان وكنر، بالتعاون مع الحكومة وأساتذة الجامعات والمدارس والمعاهد، من أجل توعية المواطنين حول كيفية الوقاية من المرض والعلاج.
وكانت الحملة قد شملت نحو 133 ألف مواطن، وكانت لها نتائج كبيرة وإيجابية، منوهاً إلى أن اختيار الأقاليم الشرقية من أجل تنظيم الحملة كان سببه كثرة الإصابات بمرض السرطان هناك. كما يلفت إلى ارتفاع نسبة سرطان الدم والحنجرة والكبد والصدر، إضافة إلى سرطان الثدي لدى النساء. من هنا، ثمة حاجة ملحّة لتوعية المواطنين بهدف الوقاية وتلقي العلاج.
اقــرأ أيضاً
ويتوجه الكثير من المصابين بأمراض السرطان إلى باكستان، وتحديداً إلى مستشفى شوكت خانم في مدينة لاهور، الذي يعالج شهرياً ما بين 50 إلى 60 مريضاً أفغانياً مجاناً، بينما يعالج آخرين بمقابل مادي. يُشار إلى أن تدشين فرع لمستشفى شوكت خانم في مدينة بشاور المجاورة لأفغانستان قد سهل الأمور بعض الشيء بالنسبة للأفغان، على الرغم من عائق اللغة، إذ أن اللغة الرائجة في بشاور هي البشتوية، وهي إحدى اللغتين الرسميتين في أفغانستان، علماً أن اللغة في لاهور هي البنجابية. تضاف إلى اللغة مشكلة الطريق والإجراءات المتبعة من أجل السفر إلى باكستان. وكان تسجيلاً مصوراً لأحد المرضى الأفغان، وهو يقبّل يدي رئيس الوزراء أثناء زيارته مستشفى شوكت خانم قبل فترة شاكراً إياه على علاج ابنه في المستشفى، قد أثار جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن أحد لاعبي الكريكت، وهو عضو في الفريق الوطني الأفغاني، كريم صادق، تأسيس مستشفى للسرطان في أفغانستان على غرار مستشفى شوكت خانم في باكستان، كي لا يذهب المرضى إلى هناك. لكن يبدو أن هذا السعي لم يتكلل بالنجاح حتى الآن.
وعلى الرغم من النقص في هذا القطاع والثغرات الموجودة فيه، هناك اهتمام من قبل المجامع الطبية والمجتمع المدني بالمشكلة مؤخراً، نظراً لمعاناة المرضى. وأدت تلك الجهود إلى تحرّك الأروقة الحكومية، علماً أن الاهتمام بالقضية حكومياً ما زال ضئيلاً. يقول الطبيب المتخصص في جراحة الأعصاب، عبد الله حفيظ، لـ "العربي الجديد": "الاهتمام بالقضية لناحية الوقاية والعلاج زاد بعدما كانت كل الجهود تتركز على نقل المرضى إلى الخارج، لكنها ما زالت متواضعة، نظراً لحجم القضية وخطورتها ومعاناة الأفغان". يضيف: "المشكلة كبيرة وتحتاج إلى اهتمام حكومي، إذ يمكن للحكومة فعل الكثير. مرض السرطان يحتاج إلى العلاج وإنشاء مستشفيات كفيلة بعلاج المرض في الداخل بدلاً من توجه المواطنين إلى دول الجوار".
وأُثيرت القضية مؤخراً من قبل مؤسّسة مكافحة مرض السرطان في أفغانستان، التي عقدت اجتماعات في مختلف مناطق البلاد، وكان آخرها في مدينة جلال آباد، مركز إقليم ننجرهار (شرق). وشارك فيه كبار المسؤولين في الحكومات المحلية في الأقاليم الشرقية الأربعة، وهي ننجرهار، ولغمان، وكنر، ونورستان، إضافة إلى مشاركة الأطباء وزعماء القبائل وناشطي المجتمع المدني، لبحث أسباب انتشار المرض بشكل مخيف، وكيفية مواجهته، علاوة على التباحث بشأن ما يواجهه المواطن الأفغاني لعلاج المرض العضال.
يقول حاكم إقليم ننجرهار، شاه محمود مياخيل: "نظراً إلى حجم المشكلة، يتعيّن على الحكومة والمجتمع المدني العمل معاً من أجل إيجاد حلّ، إذ يخسر الآلاف حياتهم سنوياً"، ويطالب، المستثمرين المحليين والتجار، بمساعدة الحكومة في تأسيس مستشفيات خاصة من أجل علاج مرضى السرطان، مشيراً إلى أن القطاع الخاص يمكنه أن يلعب دوراً هاماً في هذا الخصوص وفي مختلف المجالات. ويوضح أنه أمام الحكومة ملفات عالقة كثيرة، وقضايا مهمة مثل الملف الأمني. لذلك، يمكن للقطاع الخاص أن يلعب دوراً مهماً في مجال الصحة عموماً، وفي ما يتعلق بمعالجة مرضى السرطان على وجه الخصوص.
ويذكر مياخيل أنه، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية، يقتل مرض السرطان سنوياً أكثر من خمسة عشر ألف شخص، معرباً عن خشيته من أن تكون نسبة الوفيات من جراء السرطان أكبر من ذلك. ويقول محمد آصف ننك، حاكم إقليم لغمان، إن الأرقام مخيفة والمرض في انتشار مستمر. من هنا، على الحكومة والمجتمع المدني الاهتمام بالأمر، ومعرفة أسباب انتشار المرض والوقاية والعلاج. يضيف أن تجار البلاد يمكنهم لعب دور هام وريادي حيال القضية، لأنهم بإمكانهم سد الثغرات الموجودة. ويؤكد أن الوضع لا يحتمل، لأن اللامبالاة تؤدي إلى خسارة كثيرين حياتهم في أفغانستان.
من جهته، يقول مسؤول مؤسسة مكافحة مرض السرطان، محمد جاويد صافي، لـ "العربي الجديد": "الإحصائية التي أجرتها المؤسسة تؤكّد إصابة نحو 60 ألفاً بمرض السرطان سنوياً، بينهم رجال ونساء وأطفال. كما أن الكثير من هؤلاء يخسرون حياتهم من جراء إصابتهم بالمرض. ويذكر أن المؤسسة نظمت، خلال الأسابيع الأخيرة، حملة في الأقاليم الشرقية الثلاثة: ننجرهار ولغمان وكنر، بالتعاون مع الحكومة وأساتذة الجامعات والمدارس والمعاهد، من أجل توعية المواطنين حول كيفية الوقاية من المرض والعلاج.
وكانت الحملة قد شملت نحو 133 ألف مواطن، وكانت لها نتائج كبيرة وإيجابية، منوهاً إلى أن اختيار الأقاليم الشرقية من أجل تنظيم الحملة كان سببه كثرة الإصابات بمرض السرطان هناك. كما يلفت إلى ارتفاع نسبة سرطان الدم والحنجرة والكبد والصدر، إضافة إلى سرطان الثدي لدى النساء. من هنا، ثمة حاجة ملحّة لتوعية المواطنين بهدف الوقاية وتلقي العلاج.
ويتوجه الكثير من المصابين بأمراض السرطان إلى باكستان، وتحديداً إلى مستشفى شوكت خانم في مدينة لاهور، الذي يعالج شهرياً ما بين 50 إلى 60 مريضاً أفغانياً مجاناً، بينما يعالج آخرين بمقابل مادي. يُشار إلى أن تدشين فرع لمستشفى شوكت خانم في مدينة بشاور المجاورة لأفغانستان قد سهل الأمور بعض الشيء بالنسبة للأفغان، على الرغم من عائق اللغة، إذ أن اللغة الرائجة في بشاور هي البشتوية، وهي إحدى اللغتين الرسميتين في أفغانستان، علماً أن اللغة في لاهور هي البنجابية. تضاف إلى اللغة مشكلة الطريق والإجراءات المتبعة من أجل السفر إلى باكستان. وكان تسجيلاً مصوراً لأحد المرضى الأفغان، وهو يقبّل يدي رئيس الوزراء أثناء زيارته مستشفى شوكت خانم قبل فترة شاكراً إياه على علاج ابنه في المستشفى، قد أثار جدلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعلن أحد لاعبي الكريكت، وهو عضو في الفريق الوطني الأفغاني، كريم صادق، تأسيس مستشفى للسرطان في أفغانستان على غرار مستشفى شوكت خانم في باكستان، كي لا يذهب المرضى إلى هناك. لكن يبدو أن هذا السعي لم يتكلل بالنجاح حتى الآن.