السراج يطلب دعم القاهرة ضدّ "داعش".. ويتلقى عرضاً أمنياً

07 مايو 2016
السيسي يؤكد دعمه للسراج وحفتر
+ الخط -

أعلن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن دعمه لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج، اليوم السبت، وفي الوقت نفسه، دعم نظامه للجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، باعتباره واحداً من المؤسسات الليبية الرسمية، وذلك خلال استقباله السراج وثلاثة أعضاء بحكومة الوفاق في القاهرة ظهر اليوم، السبت.

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد"، إن السراج طالب السيسي خلال اللقاء بدعم التحرك العسكري الموحد ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سرت، وإنه أعرب عن قلقه إزاء تحويل المعركة إلى حرب أهلية، أو عدم التنسيق بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، التي من المفترض أنها تابعة للحكومة، وأي قوات أخرى محتملة، أخذاً بعين الاعتبار أن سرت محكومة بقبضة "داعش" منذ منتصف العام الماضي.

وأضافت المصادر نفسها أن السراج أكد للسيسي على ضرورة أن يكون دعم مصر لجيش حفتر مرتبطاً بدعمها للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، وهو ما اعتبره السيسي "أمراً واقعاً"، مشيراً إلى أن "المشكلة بين السراج وحفتر يجب أن تحل في الأروقة السياسية، التزاماً باتفاق الصخيرات".

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، تناولت مباحثات السيسي والسراج، التي جرت بحضور أعضاء الحكومة أحمد معتيق وموسى الكوني وفتحي المجبري، الأوضاع الميدانية والسياسية في ليبيا، والعلاقات الثنائية بين البلدين، والمشكلة الأخيرة التي تفجرت حول تحرك حفتر المنفرد لتحرير مدينة سرت، ورغبة السراج في تطبيق استراتيجية وطنية موحدة لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سرت، بدلاً من التحرك المنفرد من جيش حفتر.

وأضافت الرئاسة المصرية أن "السيسي أكد إيمانه بحتمية الحل السياسي للأزمة الليبية، وأوضح أن الهدف الوحيد الذي تسعى مصر إلى تحقيقه هو ضمان أمن واستقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها".

وأكد السيسي "مواصلة مصر دعمها للمجلس الرئاسي والمؤسسات الليبية، ومن بينها الجيش الوطني". وأشار إلى "أهمية الحفاظ على تلك المؤسسات بما يمكّنها من بسط سيطرتها على كامل الأراضي الليبية واستعادة الأمن في ليبيا ومكافحة الإرهاب".

وجدد السيسي دعوته إلى "رفع الحظر المفروض على توريد السلاح للجيش الليبي ليتمكن من أداء مهامه الأمنية على الوجه الأكمل".

وشدد على "ضرورة العمل المتوازي على المسارين السياسي والأمني في ليبيا للحيلولة دون تمدد الإرهاب هناك، وأهمية تنفيذ اتفاق الصخيرات بمختلف عناصره حتى تتمكن حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمهامها".

ونسبت الرئاسة المصرية للسراج تعبيره عن "تقدير ليبيا لدور مصر الرائد في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها ركيزة للأمن والاستقرار، وحرصه على تعزيز مفهوم الدولة والحفاظ على سلامة النسيج الوطني الليبي، واعتزام الحكومة الليبية مواجهة التنظيمات الإرهابية المتواجدة في ليبيا، والتي تسعى إلى تمزيق وحدة الدولة الليبية وتستهدف المواطنين الأبرياء، بما يؤثر سلباً على أمن واستقرار الشعب الليبي في مختلف المدن الليبية".

كما أعرب السراج عن "حرصه على التعاون مع دول الجوار بشكل وثيق من أجل دحر هذا الخطر الداهم"، قاصداً بذلك التعاون في مواجهة الإرهاب.

وفي موضوع آخر، تحدث السيسي والسراج عن حماية المواطنين المصريين في ليبيا وسبل رعايتهم، ارتباطاً بتكرار حوادث قتلهم. وأعرب السراج عن حرص السلطات الليبية على بذل كل ما في وسعها لحماية الأجانب، بينما ذكر السيسي استعداد مصر الدائم لتقديم يد المساعدة والعون للأجهزة الليبية الأمنية الرسمية لرفع كفاءتها خاصة في مجالي التدريب والتسليح.

السراج إلى الجامعة العربية غداً

ويتوقع أن يجري السراج، غداً الأحد، زيارة إلى الجامعة العربية يلتقي خلالها أمينها العام نبيل العربي والمندوبين الدائمين، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية.

ويلقي السراج كلمة خلال اجتماعه مع العربي ومندوبي الجامعة العربية، يستعرض خلالها الجهود الرامية لإنهاء الصراع في ليبيا وكذلك ما يتعلق بجهود تحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب، والتعاون في هذا الإطار مع دول الجوار الليبي.

وأكد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد بن حلي، أهمية زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لدولة ليبيا، إلى مقر الجامعة العربية، والتي تعد الزيارة الأولى له منذ عودة حكومته إلى العاصمة طرابلس.