واستقبل السراج، ظهر اليوم، رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، برفقة وزير الخارجية، خميس الجيهناوي، في مقرّ حكومته بقاعدة بوستة البحرية بطرابلس، حيث يقوم الصيد بزيارة رسمية لطرابلس هي الزيارة الأولى لمسؤول تونسي منذ وصول حكومة الوفاق لطرابلس الشهر الماضي، وثاني زيارة لمسوؤل عربي بعد زيارة وزير الشؤون المغاربية بالحكومة الجزائرية، عبد القادر مساهل.
وقال السراج إن "الاتفاق مع الحكومة التونسية على استئناف الرحلات الليبية إلى مطار العاصمة سيكون بشكل رسمي نهاية الشهر الجاري"، مضيفاً أن اللقاء مع الصيد كان مثمراً، إذ "طرحت عدة قضايا مشتركة، من بينها البدء في تشكل لجنة ليبية تونسية لبحث الإشكالات الأمنية على الحدود المشتركة، لا سيما في رأس جدير، وتسهيل دخول المواطنين من الجهتين".
وتمنع السلطات التونسية وصول الطائرات الليبية إلى مطار قرطاج منذ 5 ديسمبر/ كانون الأول 2015، بينما يسمح بهبوطها في بقية المطارات التونسية.
من جهته، أكد الصيد ترحيب بلاده بوصول حكومة الوفاق إلى العاصمة طرابلس، واصفاً دخولها لطرابلس بـ"العمل التاريخي لإحلال السلام والاستقرار".
وقال الصيد: "إننا جئنا هنا لتأكيد دعم بلادنا للحكومة التي أنتجها الحوار السياسي، وقد احتضنا منذ البداية هذه الحكومة وقدمنا لها الدعم اللازم، وما زلنا على استعداد لتقديم ما يطلب منا".
ودعمت تونس خيار وجود حكومة وحدة وطنية من خلال حوار سياسي منذ نهاية انطلاق جلسات الحوار مطلع عام 2015، واحتضنت العاصمة التونسية بعض جلساتها.
واختار السرج، عقب إعلانه رئيساً لحكومة الوفاق من قبل الأمم المتحدة، تونس العاصمة مقر إقامته، متخذاً من أحد فنادقها مكاناً مؤقتاً حتى تمكنه من الدخول إلى طرابلس الشهر الماضي.
وفي سياق متصل، استقبل وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، موسى الكوني بمقر وزارة الخارجية.
وبين أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن "شكري ناقش مع الكوني التطورات على الساحة الليبية، وأهمية العمل على تحقيق التوافق السياسي الليبي عبر قيام مجلس النواب باعتماد الحكومة في أقرب وقت، وذلك حتى يتسنى للشعب الليبي التفرغ لإعادة البناء في ليبيا ومحاربة الإرهاب، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
وتطرق النقاش إلى "الجهود المبذولة من أجل استكمال التوافق على الساحة الليبية بما يحقق مصالح جميع الأطراف ويوفر الضمانات التي تسمح للجميع بتوفير الدعم اللازم لحكومة الوفاق"، وفق أبو زيد.
يأتي هذا في الوقت الذي يتعنّت فيه مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح في طبرق في منح الثقة لحكومة الوفاق برئاسة السراج، في ظل الخلاف على اللواء خليفة حفتر، ووضع الجيش، فيما أكد مبعوث الأمم المتحدة لليبيا، مارتن كوبلر، على أن حظر التسليح على ليبيا "لن يرفع إلا بعد تكوين جيش موحد".