السبهان ممنوع من التصريح في الشأن العراقي بأمر أميركي

21 مايو 2018
اتهام عراقي للسبهان بـ"الطائفية" (فركان غولديمير/الأناضول)
+ الخط -
قال مسؤول عراقي بارز في بغداد، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، إن تصريحات الوزير السعودي ثامر السبهان الخاصة بالشأن السياسي العراقي "لم تعد مرغوبة"، مؤكدا أن "واشنطن طلبت منه السكوت وعدم التعليق على الشأن العراقي، كون تصريحاته ذات تأثير سلبي، خاصة أنه شخصية غير مرحب بها من قبل كيانات عربية سنية وشيعية منذ كان سفيرا للرياض في بغداد". 

وكان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي والسفير السعودي السابق بالعراق قد علق على تغريدة لزعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، حول فوز قائمته بالانتخابات، قال فيها: "فعلا أنتم (سائرون)، (بحكمة ) و(وطنيه ) و(تضامن) واتخذتم (القرار) (للتغيير) نحو عراق يرفع بيارق (النصر) باستقلاليته وعروبته و(هويته)وأبارك للعراق بكم".

 
وأعقب السبهان، بعد ساعات، تعليقه بتغريدة تمنى فيها للعراق الاستقرار وتجاوز ظروفه الحالية.


وأبلغ مسؤول عراقي بارز في مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أن "تصريحات وتعليقات الوزير السبهان على "تويتر" وفي الصحف المحلية تثير حساسية داخل العراق، خاصة أنها تحاول أن ترسم انطباعا بأن للسعودية دورا فيما يجري بالعراق اليوم، وهو غير صحيح بالمطلق"، مضيفا أن "السبهان لم يعد الشخص المرحب به في الشأن العراقي، ليس من القوى الشيعية فقط، بل حتى السنية والكردية".



وقال المسؤول ذاته: "المفترض أن الجانب الأميركي تولى الموضوع وأبلغ الوزير السعودي بأن يسكت"، في إشارة إلى وجود طلب عراقي بهذا الشأن، مؤكدا أن "الأميركيين يعتبرون أيضا أن تدخله وتكرار تلميحاته بعروبة العراق باتت تعطي انطباعا أن المستهدف الإيرانيين وليس العراقيين، وهذا يخلق شحنات سلبية في طريق الوصول لحكومة عراقية سريعة ومناسبة لمرحلة الأمن الهش في العراق".

 ويشغل ثامر السبهان (51 عاما) منصب وزير الدولة لشؤون الخليج العربي، وعمل سابقا ملحقا عسكريا في لبنان، ثم سفيرا في العراق، قبل أن تطلب بغداد من الحكومة السعودية استبداله بسبب تصريحات وصفت بـ"الطائفية".

وتعليقا على ذلك، قال النائب بالتحالف الوطني الحاكم بالعراق، كاظم الصيادي، إن "العراق عربي قبل أن يميزه السبهان وغير السبهان، وهويته عربية، وروحه عربية، ولا حاجة لمثل تلك التلميحات على الإطلاق"، مضيفا، في حديث لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف: "أعتقد أن التدخلات يجب أن تتوقف، سواء من هذه الدولة أو تلك"، مشددا على أن الخروج من الاصطفافات والتبعيات بات مهما للعراق للوصول إلى مرحلة الاستقرار".

واعتبر الصيادي أن "السبهان يحاول أن يتلاعب بما أفرزته الانتخابات في قضية جر ولاءات كتل فائزة معينة وزعزعة الثقة بين الكتل الفائزة الأخرى، والتشكيك بنتائج الانتخابات، وإرباك المشهد السياسي العراقي"، وفقا لقوله.

يشار إلى أن نتائج الانتخابات العراقية الأخيرة أفرزت فوز تحالف "سائرون"، الذي تشارك فيه قوى مدنية وشيوعية عراقية مع "التيار الصدري"، إضافة إلى تراجع قوى سياسية محسوبة على إيران، مثل "ائتلاف دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، وتحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري.