فخلال المناظرة التاسعة لـ"الحزب الديمقراطي"، والتي تجري قبل أيام فقط على الانتخابات التمهيدية في نيويورك، أطلق المرشحان اتهامات متبادلة حول العديد من القضايا، من الاقتصاد إلى التغيرات المناخية، إلى الرقابة على الأسلحة والتمييز العنصري وليبيا وإسرائيل.
وكانت مناظرة أمس الأكثر حدة حتى الآن بين كلينتون، السيناتور السابقة عن نيويورك، والتي تدعو إلى إصلاحات تدريجية، إنما واقعية، وبين منافسها الذي يدعو، في المقابل، إلى ثورة سياسية، بحيث ارتفع صوت المرشحين خلال المناظرة إلى درجة أن صحافي شبكة "سي إن إن"، الذي يدير النقاش، تدخل للقول: "إذا ظللتما في الصراخ لن يتمكن المشاهدون من سماع أي منكما"، وفق ما نقلت "فرانس برس".
وتبادل المرشحان الاتهامات بعدم الإجابة عن الأسئلة، واختلفا حول دعم كلينتون للحد الأدنى من الأجور، ولتغيير النظام في العراق وفي ليبيا.
وشن ساندرز، المتحدر من بروكلين، هجوما لاذعا على كلينتون حول دعمها للتنقيب عن النفط الصخري في البحار، وانتقد علاقاتها بوول ستريت وإصرارها على أنها اعترضت على سلوك المصارف عندما كانت سيناتورا عن نيويورك بين 2001 و2009.
وقال ساندرز ساخرا: "اعترضت كلينتون على سلوكهم. من المؤكد أنهم استاؤوا جدا. هل كان ذلك قبل حصولك على مبالغ ضخمة من الأموال مقابل إلقاء خطابات أم بعد ذلك؟".
في المقابل، اتهمت كلينتون ساندرز بشن هجوم مزيف، وقالت: "ساندرز قال إنني غير مؤهلة"، وأضافت وسط التصفيق: "إنه يشكك في قدرتي على اتخاذ قرارات صائبة، لكن سكان نيويورك صوتوا مرتين لأكون سيناتورا عنهم".
وتعتبر انتخابات نيويورك معركة مهمة بالنسبة إلى ساندرز، الذي يتعين عليه الفوز على كلينتون لتقليص الفارق بينهما حتى يظل قادرا على المنافسة لكسب ترشيح الحزب.
وبينما أكسبت دعوات ساندرز المتحمسة لإجراء تغييرات جذرية في سبل تمويل الحملات وللتعليم المجاني في الجامعات ولنظام صحي شامل تأييد الشباب، حصلت كلينتون، حتى الآن، على تأييد أكثر من مليوني ناخب في الولايات.
ولدى كلينتون 1790 مندوباً حتى الآن، في مقابل 113 لسنادرز، مما يجعلها في موقع أفضل لجمع الغالبية المطلوبة من 2383 مندوبا لكسب تأييد الحزب في السباق نحو البيت الأبيض، الذي أقامت فيه عندما كانت السيدة الأولى بين 1993 و2001.
وتتقدم وزيرة الخارجية السابقة بـ 13,8 نقطة على سناتور فيرمونت، بحسب استطلاعات الرأي في نيويورك، وتسعى إلى فوز بفارق كبير في الانتخابات التمهيدية المقررة الثلاثاء، بعد خسارتها في سبعة انتخابات تمهيدية من أصل ثمانية أمام منافسها اليساري.