مع انطلاق فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يلجأ الناس إلى شواطئ البحر وبرك السباحة للترفيه عن أنفسهم. من يقطن في مدينة ساحلية هو محظوظ، أما من يقطن في منطقة جبلية فهو يضطر إلى قطع بضعة كيلومترات ليبلغ شاطئ البحر. للسباحة فوائد كثيرة تعود على الجسد وعلى النفس أيضاً، وهي تُعتمد أيضاً كعلاج. هذا ما تؤكده عفيفة زعطوط، من حيفا، التي كانت السباحة هوايتها في الطفولة لتمتهنها لاحقاً وتدرّب من يرغب في تعلّمها منذ 28 عاماً. هي تخصّصت في تعليم الأطفال من عمر ستة أشهر إلى 13 عاماً، وكذلك النساء.
في خلال درس لمجموعة أطفال مبتدئين في إحدى برك السباحة في حيفا، التقت "العربي الجديد" زعطوط. تخبر: "من صغري وأنا أحب السباحة. أبي، الذي كان سباحاً ماهراً، علّمني ذلك. هو أيضاً كان يحترف صيد الأسماك والغطس. وعندما أنهيت تعليمي الثانوي، شجّعني على التخصص كمرشدة سباحة. وهذا ما كان، فتوجّهت نحو التخصّص الذي أحبه".
لكن ثمّة حادثة أثّرت بها كثيراً في هذا المجال. وتروي: "عندما كنت أبلغ من العمر 11 عاماً، غرقت في إحدى البرك. كنت أسبح جيداً حينها، لكنني أردت الوقوف على رجلَيّ في المنطقة الأكثر عمقاً. غرقت وأنقذوني. بعدها أصررت أكثر على دراسة وتعليم السباحة". تضيف أنها "غالباً ما كنت ألعب وأتخيّل أنني أملك بركة وتلاميذ. وتحقق حلم الطفولة".
بالنسبة إلى زعطوط، من يولد وينشأ في مدينة ساحلية على شاطئ البحر، فإنه يتربّى على حبّ السباحة. وفي العقد الأخير، أصبح الأهل يعون أكثر أهمية تعليم صغارهم السباحة، وصار الإقبال كبيراً على دورات التدريب.
وتشدّد على أن "تعلّم السباحة في سن باكرة، ينمّي القدرات البدنية والمعرفية ويكسب الأطفال مهارات تزوّدهم بالعافية وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وتمنحهم الشعور بالاستقلال". تتابع أن "السباحة تطوّر القدرة على الحركة وتعطي ليونة للجسد وتحرّك جميع العضلات وتنشّط الدورة الدموية".
وتوضح أنها تعمل مع الأطفال في الدروس الأولى على "كسر حاجز الخوف من الماء وتعزيز ثقتهم. كلما لامس الطفل المياه بسن أصغر، كلما تشجّع أكثر".
وتلفت زعطوط إلى أن "جيل اليوم هو جيل التكنولوجيا، بالتالي يعاني الأطفال من ارتخاء في أجسادهم لأنهم يقضون معظم وقتهم أمام شاشات الحاسوب ويلهون بألعاب الفيديو. المشكلة أنهم لم يعودوا يمارسون الرياضة كما كانت تفعل الأجيال السابقة".
اقرأ أيضاً: ميشال أيوب "مسحراتي" الجليل