الزيارة الإماراتية لأمير قطر والحراك الدبلوماسي الخليجي... التنسيق يتقدّم

18 مارس 2016
وُصفت زيارة أمير قطر إلى أبوظبي بـ"الأخوية"(الأناضول)
+ الخط -
تُعَدّ الزيارة القصيرة التي قام بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى أبوظبي، أمس الخميس، ولقاؤه ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مؤشراً على عودة التنسيق الخليجي ـ الخليجي بشأن ملفات المنطقة إلى أعلى مستوى، بعدما نجحت دول مجلس التعاون الخليجي في تجاوز خلافاتها في قضايا المنطقة الشائكة، خصوصاً الملف السوري، والأزمة الليبية، ومكافحة الإرهاب.

وسبق لأمير قطر أن التقى ولي عهد أبوظبي على هامش ختام مناورات "رعد الشمال" في السعودية، الأسبوع الماضي. ولا يمكن فصل زيارة الشيخ تميم، التي وصفت بـ"الأخوية"، عن مجمل التحركات الخليجية التي شهدتها أكثر من عاصمة خليجية في اليومين الماضيين. وتَمثل هذا الحراك برسائل أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، التي حملها المبعوث الأميري، وزير الداخلية، محمد الخالد الحمد الصباح إلى قادة دول مجلس التعاون، والرسالة الشفوية التي حملها وزير الداخلية البحريني، راشد بن عبدالله آل خليفة إلى أمير قطر في اليوم ذاته الذي توجه فيه إلى أبوظبي.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أنّ "أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحث مع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، لا سيما آخر تطورات الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى استعراضهما العلاقات بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في كل المجالات، فضلاً عن تبادل وجهات النظر حول تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي".

وتعكس زيارة أمير قطر إلى أبوظبي، ولقاؤه الشيخ محمد بن زايد، تطور العلاقات بين البلدين، بما يعني تجاوز الخلافات في وجهات النظر حول ملفات متعلقة بالموقف من الربيع العربي. كما يمكن فهم أن التناغم في المواقف بين البلدين الخليجيين تخطّى أكثر من ملف، وجديدها، الموقف من حزب الله اللبناني الذي أدرجته دول مجلس التعاون على لائحة الإرهاب، ساهم في تعزيز اللحمة الخليجية. كما دعم هذا التناغم الموقف الموحّد الذي باتت تتصف به السياسة الخارجية الخليجية في قضايا المنطقة، والتي ظهرت في أكثر من منعطف، في الأسابيع القليلة الماضية، وكان أبرزها الموقف من إيران. واتخذت جميع الدول الخليجية تقريباً مواقف متشابهة، تمثلت بتخفيض التمثيل الدبلوماسي، واستدعاء السفراء وقطع العلاقات مع إيران، على خلفية الاعتداء على سفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها في طهران ومشهد، أخيراً.

ويرى مراقبون أنّ التحركات المتتابعة التي شهدتها العواصم الخليجية، في اليومين الماضيين، تشير إلى أن دول مجلس التعاون مقدمة على اتخاذ خطوات مشتركة تجاه ثلاثة ملفات مهمة. الأول، استكمال محاصرة حزب الله اللبناني وامتداداته في دول المجلس، وكان جديدها الإجراءات التي اتخذتها الكويت ضد متهمين بالانتساب إلى حزب الله أو مناصرين أو ممولين له.

ويتعلق الملف الثاني بتطورات الأوضاع في اليمن، خصوصاً بعد نجاح قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في تحرير الجزء الأكبر من مدينة تعز، وفك الحصار عنها، بانتظار التحرك نحو العاصمة صنعاء وتحريرها. أما الملف الثالث، فهو تطورات الأوضاع في سورية بعد الانسحاب الروسي الجزئي من هناك، والدور الذي يمكن أن تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتبر لاعباً أساسياً في الملف السوري. وشهد هذا الملف تطورات متلاحقة، سواء على الصعيد الميداني العسكري أو السياسي، فضلاً عن المفاوضات الجارية في جنيف بين وفدَي النظام والمعارضة السورية.

اقر أيضاً: أمير قطر في زيارة قصيرة للإمارات

المساهمون