الريال اليمني يقلص خسائره أمام الدولار ... ومصرفيون يصفون صعوده بـ"الخادع"

10 سبتمبر 2018
الريال تعرض لانهيار سريع الأسبوعين الماضيين (فرانس برس)
+ الخط -

 

شهد سعر صرف الريال اليمني صعوداً محدوداً أمام العملات الأجنبية مطلع الأسبوع الجاري، بعد أن سجل انهياراً متسارعا على مدار لأكثر من أسبوعين ماضيين، غير أن مصرفيين وصفوا هذا التحسن بـ"الخادع"، كونه جاء نتيجة الترهيب الذي مارسته السلطات في عدن وصنعاء ضد الصرافين، ولم ينتج من معالجات اقتصادية حقيقية.

واستقر سعر صرف الدولار، أمس الأحد، عند نحو 580 ريالا، بعد أن تجاوز 620 ريالاً مطلع الأسبوع الماضي. وقال صرافون ومتعاملون إن جميع شركات ومحلات الصرافة في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون تتعامل بالسعر الجديد، فيما تغلق معظم شركات ومحلات الصرافة أبوابها في عدن (جنوب) التي تتخذ منها الحكومة عاصمة مؤقتة، بينما المنشآت القليلة التي تعمل حددت سعر صرف العملة الأميركية أيضا بنحو 580 ريالاً.

وشنت سلطات الحوثيين حملات أمنية مكثفة على شركات ومحلات الصرافة خلال الأيام الماضية للحد من انهيار الريال، بينما أعلنت الحكومة الشرعية في عدن الأسبوع الماضي عن حزمة إجراءات اقتصادية جديدة، تتضمن تنشيط موارد النقد الأجنبي من خلال تصدير النفط والغاز، وتقليص السفارات والملحقيات التي ليس لها وظائف.

وقال مسؤول في أحد البنوك التجارية في عدن لـ"العربي الجديد" إن "تحسن الريال خادع، وليس حقيقيا لأنه لم ينتج من معالجات اقتصادية، أو حتى من ضخ عملة صعبة في السوق".

كما أشار أحد الصرافين في العاصمة صنعاء، إلى أن الصيارفة والبنوك لا يبيعون الدولار بالسعر الجديد، إلا في حدود ضيقة جدا، وغالبا ما تكون تحت الرقابة أو الخوف من إجراءات أمنية.

وشهد الريال تراجعا حاداً وسريعا، ليصل سعر الدولار إلى أكثر من 620 ريالاً الأسبوع الماضي، مقارنة بنحو 513 ريالا منتصف أغسطس/آب الماضي. وكان مطلع العام 2015، يبلغ نحو 215 ريالا.

وتسبب هبوط الريال بشكل مضاعف، في ارتفاع أسعار السلع المستوردة من الخارج على المستهلك المحلي. وأكد مواطنون لـ"العربي الجديد"، أن الأسعار ترتفع يومياً، بسبب تقلبات الصرف وتراجع الريال إلى أدنى مستوياته.

وقال عمار الحمادي، الخبير المصرفي، إن الاستقرار الحالي في سوق الصرف لن يستمر ما لم يتم البدء بتنفيذ خطوات عملية لخفض حدة تدهور قيمة الريال، مشيرا إلى أن سوق الصرف اليمني شديد التأثر بأبسط المتغيرات سواء كانت شائعات أو مضاربات في ظل ضعف الوضع الاقتصادي للدولة.

المساهمون