الروس يطرحون تشكيل فصيل عسكري لأبناء السويداء جنوب سورية

04 مايو 2017
تقديم إغراءات مادية وضمانات (Getty)
+ الخط -
عقد ممثلون عن القوات الروسية، يرافقهم ممثلون عن قوات النظام السوري وحزب "البعث" الحاكم، لقاء في المركز الثقافي في مدينة السويداء جنوب سورية، اقترح خلاله الضابط الروسي إنشاء تشكيل عسكري لأبناء المحافظة، محاولا تقديم إغراءات مادية وضمانات لمن سيلتحق بهذا التشكيل.

وأفادت مصادر مطلعة من السويداء، طلبت عدم ذكر هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن "اللقاء، الذي عقد أمس الأربعاء، حضره بضع عشرات من المواطنين والمسؤولين، والضباط في المحافظة"، مبينة أن "العرض جاء على خلفية وجود عشرات آلاف الشباب المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإجبارية، إذ عرض الضابط الروسي إنشاء تشكيل عسكري لأبناء المحافظة، سيكون راتب الشاب الذي سيلتحق به 200 دولار أميركي، إضافة إلى ضمان صحي وتعويضات مالية، كما أنه ستحتسب الخدمة في هذا التشكيل من ضمن مدة الخدمة العسكرية الإجبارية التي يفرضها القانون على السوريين".

ولفتت المصادر إلى أن "اللقاء لم يكن إيجابيا للضباط الروس وقوات النظام، بسبب عدم تفاعل الحضور مع المقترح"، مضيفة أنه "ليس جديدا على أبناء المحافظة، فقبل أشهر جاء النظام بفكرة تشكيل ما سماه "الفيلق الخامس اقتحام"، ولم يلق إقبالا من أبناء المحافظة، وقبل ذلك جاء إلى المحافظة إيرانيون للغاية ذاتها، وهي زج أبناء السويداء في المعارك الدائرة في البلاد، وكذلك لم يلق تجاوبا".


وفي السياق، قال الناشط المعارض، مروان.ع، في حديث مع "العربي الجديد"، إنه "بعد مرور ست سنوات من الصراع المسلح في سورية، لم يفهم النظام ولا حلفاؤه الروس والإيرانيون، خصوصية أبناء السويداء، وأنهم يرفضون أن يتم الزج بهم في صراع مع أي طرف سوري آخر. ورغم المحاولات العديدة لخلق فتنة بينهم وبين جيرانهم في درعا، عبر بعض ضعاف النفوس والمأجورين من المحافظتين، فشلوا في جرهم إلى ذلك الصراع، وبقيت السويداء المصدر الرئيس لكثير من الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى أنها تستضيف الآلاف من العائلات النازحة من درعا هربا من الأعمال العسكرية".

وأضاف: "لقد سقطت ورقة التوت وتعرى النظام بشكل تام.. اليوم يأتي ويحاول أن يستغل حالة العوز لدى شباب المحافظة، بعدما حاصرهم داخلها، وفصل غالبيتهم من وظائف الدولة، إضافة إلى فرض الإتاوات الكبيرة على البضائع الداخلة إلى السويداء، ما رفع أسعار المواد بنسبة تصل إلى 100% عن غيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في حين قنن، بشكل كبير، تزويد المحافظة بالمحروقات والغاز المنزلي، في ظل انتشار واسع للبطالة، كوسيلة ضغط على الشباب للالتحاق بقوات النظام والمليشيات الموالية كخيار وحيد لتأمين دخل مادي".

وبيّن أنه "بالرغم من كل هذه الضغوط والمحاولات، وما يطرح من إغراءات، نجحت بتجنيد عشرات الأشخاص، في حين مازال نحو 40 ألف شباب يرفض الرضوخ لتلك الضغوط إلى اليوم".

وذكر المصدر أن الروس كانوا يعتزمون إعلان محافظة السويداء منطقة آمنة في احتفالية رسمية أمس الأربعاء، وقد يكون الأمر مرتبطا بالمناطق الآمنة التي يتم الحديث عنها في أستانة، فالسويداء هي ضمن المنطقة الجنوبية في سورية، "إلا أنه تم تأجيل الاحتفالية دون تبيان الأسباب، وأعتقد أن الموضوع يعود إلى الاجتماع الذي عقد في المركز الثقافي ونتائجه غير المرضية لهم".