الرسامة التشكيلية سامية داغر..رسامة النجوم والمشاهير

22 يناير 2016
ترد رواج أعمالها لتميزها بشيء من الابتكار (العربي الجديد)
+ الخط -


الدخول إلى صفحة الفنانة التشكيلية سامية داغر على "فيسبوك" يعني الدخول إلى عالم من الألوان والإبداع، إنها الشابة اللبنانية التي علّق على لوحاتها المميزة العديد من النجوم والمشاهير، كلاعب كرة القدم البرازيلي نيمار، نمر أبو نصار، مارسيل غانم والفنانة هيفاء وهبي.

بدأت سامية الرسم في سن الخامسة، واشتهرت على مواقع التواصل برسامة المشاهير، تقول في حديثها مع "العربي الجديد": "قمت برسم بسيط جداً لجدي وهو نائم على ورقة، وباستخدام قلم فقط عندما كنت في الخامسة من عمري، وإذ بوالدي يتفاجأ بدقة الشبه حينها، فقام بتزويدي بكل الأدوات اللازمة في سبيل تطوير هذه الموهبة لدي، فبدأت رحلتي في عالم الفن".

ولتطوير موهبتها، دخلت داغر معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وتخصصت في مجال الرسم، وحصلت على إجازة في الفن التشكيلي، إلى جانب كلية العلوم في الجامعة نفسها فأتمت دراستها في هندسة البرمجة أيضا.

وعن سبب دخولها الأكاديمية تقول: "الجميع يعلم أن في لبنان لا تكفي الموهبة، لذلك حرصت أن تكون لدي شهادة علمية تؤهلني للعمل في المستقبل، وخاصة بعدما اكتشفت أنني لم أستطع التوقف عن الرسم خلال الدراسة، فدخلت الجامعة اللبنانية، واستثمرت هذه الطاقة بشكل صحيح ونلت شهادتين".

أما عن مهنة الفن التشكيلي في لبنان، تعتبر داغر أنّ "الفن التشكيلي مهنة وهواية في نفس الوقت، هو مصدر دخل، إلا أنه يبقى دائما العمل الذي لا أمل منه في لبنان، لأن الدولة لا تهتم بفنانيها، ولا تقدم لهم أي شيء يساعدهم على تطوير موهبتهم وتوصيلها إلى العالم. أنا أقوم بالرسم بها فقط لأني أستمتع بذلك ولا أتقاضى عليها أموال، إذ تبقى كل أعمالي التي أعرضها على مواقعي شخصية جدا، فالرسم عندي حب بحد ذاته، والحمد لله الذي أنعم علي بهذه الموهبة".

داغر لقّبت على مواقع التواصل برسامة المشاهير، بعد أن رسمت أغلبية فناني لبنان والعالم.

وعن سبب اختيارها ذلك تشرح: "الرسم الأقرب إلى قلبي هي الوجوه والشخصيات "البورتريه"، حيث هناك قصة ما أو شعور أو حكاية فهي تولد في المشاهد إحساس الفرح أو الألم أو الحنين، وأعتبر نجاح البورتريه يرتبط بتفاعل الجمهور معه، بالإضافة إلى احتوائه المعايير والنسب الأساسية الضرورية، ولأن صور الفنانين بورتريه وهو شغفي الأول أرسمها".

وتضيف "الشخصيات المشهورة يمكن المقارنة بها، إذ يمكن للمشاهد القول إن الرسم يشبه صاحبه، وهناك مرجع يعود إليه لمقارنة درجات الشبه، وبالتالي يمكن للمشاهد الحكم إلى حد كبير على براعة الفنان، كما أن الوجوه المشهورة هي وجوه محببة ومعروفة، وتصل بسرعة كبيرة إلى آلالاف من الناس، وبالتالي أستطيع من خلال رسمي للشخصيات المشهورة إيصال فني بشكل أسرع".

وتتحدث داغر عن انتهاك الفنانة اللبنانية ميريام فارس  حقوق الملكية الفكرية، بعد أن نشرت رسمة لها على صفحتها في إنستغرام، وأزالت توقيع داغر وكتبت: "أشكر المعجبين بي على هذا العمل". وتقول داغر "قامت ميريام بنشر رسمتي لها على حسابها الخاص في إنستغرام مع إزالة اسمي عن طريق الفوتوشوب، وذلك بعد أشهر عدة من نشري لرسمتها على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي".

وتضيف: "قمت من جهتي بنشر هذه الحادثة على صفحاتي، فوصل الخبر إلى عدد كبير من المتابعين والصحافيين، وانتقدت ميريام من خلال عدة مقالات على الذي قامت به، ولكنها لم تقم بإزالة الرسمة أو حتى توضيح الخطأ الصادر من جهتها، أو بالاعتذار. وبعد عدة أشهر قام موقع إنستغرام بالعديد من التحديثات، ومنها إمكانية التبليغ عن سرقة الأعمال الفنية وحقوق النشر، قمت برفع تبليغ ضدها وربحته، فقام الموقع بإزالة رسمي من حسابها".


ميريام فارس بريشة سامية داغر 



وعن الرسمات التي حظيت بشهرة تقول: أكثر الرسمات التي لاقت رواجا هي التي تمتزج فيها شخصيات ديزني، حيث تتفاعل الناس كثيرا مع الشخصيات المعروفة كـ Elsa وMerida لأنها تناسب كل الشرائح العمرية وتعني الكبار والصغار، وما يجعل العمل أكثر رواجا هو امتزاجه مع شيء من الابتكار فلا يكون نسخاً طبق الأصل، مما يجعل المشاهد مشدوداً أكثر لتفاصيل العمل بحيث يكون مألوفاً ومبتكراً في آن معا".

يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي قد حلت مكان المعارض الفنية، إذ يعرض أغلب الفنانين لوحاتهم على صفحاتهم الخاصة عبر "تويتر" و"فيسبوك". وعن ذلك تعّلق داغر: "برأيي، مواقع التواصل الاجتماعي، غدت تحل محل المعارض اليوم، بحيث يستطيع المشاهد رؤية العمل لوقت غير محدود، وأينما كان، كما يستطيع المستخدم التواصل مباشرة مع الفنان، إلى جانب الانتقاد أو المدح بشكل مريح. ولم يكن ذلك ممكنا بهذه الوتيرة لولا وجود هذه النوافذ التي تتيح للجمهور من كل البلدان متابعة الفن والفنان. لذلك أكتفي بعرض أعمالي على مواقع التواصل الاجتماعي".

وعن سلبيات مواقع التواصل تضيف: "بالطبع،عندما ينتشر العمل الفني أوسع، تزيد احتمالات التزوير، فأغلب الرسامين يعانون من السرقة دائماً، بحيث يقوم البعض بسرقة الرسمة ونسبها لغير صاحبها، ولكن يمكن التوصل إلى حل لهذه المشكلة عبر تكوين بصمة فنية، إذ يمكن التعرف على أعمال أي فنان بمجرد النظر إلى لوحاته".

هيفاء وهبي بريشة سامية داغر 


اقرأ أيضاً: متى ينهي الفنانون العرب سرقة الكليبات الغربية؟
دلالات
المساهمون