واستطرد الدبلوماسي المصري "للأسف، القرار السوداني غير مستقل لدرجة كبيرة وتحرّكه قوى إقليمية"، متابعاً "النظام السوداني يزجّ بشعبه ومصالحه في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل، وقد تكبّده كثيراً من الخسائر"، من دون أن يوضح المصدر ما هي تلك المعارك.
وتابع الدبلوماسي المصري، الذي تحدّث إليه "العربي الجديد"، أن غندور أثار كل هذه القضايا خلال لقائه بوزير الخارجية المصري سامح شكري في الخرطوم، الشهر الماضي، أثناء انعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة، وردّ شكري بشأنها وطالبه بتأجيل النظر في حسم هذه القضايا في الوقت الراهن، نظراً إلى طبيعة الظروف التي تمرّ بها مصر والمنطقة، واعداً إياه بعلاج الأمور التي تحتاج إلى حسم عاجل.
وصعّدت تصريحات لوزير الخارجية، إبراهيم غندور، الأزمةَ بين بلاده ومصر إلى السطح من جديد، بعدما أكد أن النزاع الحدودي مع مصر حول مثلث حلايب سيظل "شوكة" في خاصرة العلاقات بين البلدين، مشدداً على أن محاولات التمصير في المنطقة لن تجعلها مصرية في يوم من الأيام.
وشدّد غندور، في تصريحات إعلامية، على أن السودانيين لن ينسوا حلايب، لكن في الوقت ذاته فإن الخلاف حولها لن يصل إلى مرحلة المواجهة بين البلدين، وزاد "محاولات التمصير لن تجعل حلايب مصرية في يوم من الأيام".
وبشأن الإجراءات التي اتخذتها السلطات المصرية في حلايب أخيراً، باعتقال وترحيل السودانيين في حلايب بوثائق سفر اضطرارية، قال غندور إن الخارجية السودانية وجّهت قنصلياتها في المدن المصرية، خاصة في أسوان، بعدم إصدار أي وثيقة سفر اضطرارية لأي سوداني من حلايب، باعتبار أن المنطقة سودانية في الأساس.
وبدأت الخرطوم مؤخراً في تسمية الوجود المصري في حلايب وشلاتين بـ"سلطات الاحتلال المصري".
وأوضح وزير الخارجية السوداني أن رفْض مصر التحكيم حول حلايب ناتج عن قناعتها بأن السودان سيكسب التحكيم الدولي من واقع الوثائق التي سيدفع بها.
وقال "إن على مصر القبول إما بالتحكيم حول حلايب مثلما فعلت مع إسرائيل حول طابا، أو اللجوء إلى التفاوض مع السودان مثلما فعلت مع السعودية حول جزيرتي تيران وصنافير".
وتابع "حلايب ستظل شوكة في خاصرة العلاقات السودانية المصرية، تقيّدها من الانطلاق.. السودان قوي مهم لمصر القوية".
وأكد الوزير أن ثمة حواراً يدور بين الرئيسين السوداني والمصري حول ملف حلايب، لكنه أشار إلى أن بلاده تشكو تصرفات مصرية في المثلث الحدودي تشعل الأوضاع من حين إلى آخر.
ويتنازع السودان ومصر السيادة على مثلث حلايب، والذي فرضت مصر سيطرتها عليه منذ عام 1995، وتقع المنطقة في أقصى المنطقة الشمالية الشرقية للسودان على ساحل البحر الأحمر وتسكنها قبائل البجا السودانية المعروفة.
وكان "العربي الجديد" قد كشفت مؤخراً عن تجديد السودان شكواه ضد مصر بشأن منطقة حلايب وشلاتين في مجلس الأمن، بعدما أقدمت مصر على إلقاء القبض على عشرات السودانيين في منطقة أبو رماد، المتنازع عليها، كذلك قامت بهدم عدد من المحال التجارية المملوكة لسودانيين، بدعوى مخالفتها وعدم حصولها على تراخيص.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، إن الأزمة التي تمر بها العلاقات المصرية السودانية نتيجة الطريقة التي يتعامل بها النظام المصري مع الأزمة، لافتاً إلى أنه لا بد أن تكون هناك سياسات بديلة، خاصة بعدما بدا واضحاً وجود شرخ في العلاقات يزداد بمواصلة السير بهذه السياسة التي يتبعها النظام.
ودعا مرزوق النظامَ المصري، في تصريحات خاصة، إلى فتح حوار موسع مع الجانب السوداني، وبحث جميع مخاوفه، والاتفاق على صيغة ترضي جميع الأطراف.