الربيع العربي يزهر في غزة

06 اغسطس 2014
+ الخط -


نجحت المقاومة الفلسطينية في إحياء الأمل لدى الشعب العربي، بعدما تكدس على روحه رماد الأنظمة العميلة، وقذارة العرب المستغربة، وقيء العرب المتصهينة، فعمت الروائح الكريهة في الفضاء العربي، حتى غطى بخارها المنطقة، وتسرب إلى الادمغة، فترنح الذهن وتهافتت الأنفس، بعد طبعها بطابع الاستكانة للعدو والرضا بالعدوان. وتحت تأثير منظومة معقدة من الشهوات والملاهي والمسكرات، غادرنا الطهر، فسادت الرغبات، وتراجع العقل وخنس في أسفل الدرك.

وتولدت حاجيات موهومة، وبفعل سيادة الرغبات، تحولت تلك الحاجيات إلى هموم يسخر "الكل"، استعدادات، وجهوداً، وخططاً، واستراتيجيات، ومقدرات مادية وبشرية، ابتغاء تحقيقها، فتقلص الهم الوطني إلى أن تلاشى، وصار الحديث عنه من العنتريات المستهجنة، والتباكي على ما مر، بل اعتبر نوعاً من الرجعية.

صارت مراقصة بنات مستعبدينا والولوج لملاهيهم الغاية التي يجري لتحقيقها رجال المال والأعمال، برضا الزعماء السياسيين، من اليمين واليسار والوسط. كلهم سقط في الشرك نفسه، وكلل الوضع باعتبار المقاومة إرهاباً، والصهاينة ضحاياها. فرأينا من يدّعي مساندة المقاومة، لكنه يرفض تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويرفض تصنيف الكيان الصهيوني نظاماُ صهيونياُ عدواً، ومن تحت الطاولة، بل ومن فوقها اليوم، يتآمر على المقاومة، وذلك كله رضوخاً لإكراهات قوى الاستكبار، وحفاظاً على المناصب والكراسي الوهمية.

في غزة العزة، تتطهر الأدمغة بدم الشهداء، ورائحة صعودهم أفواجاً إلى جنة الخلد، في هذه الأجواء يتطهر الدماغ مما أصابه، فمن الناس من يعود له الوطن، ويصطف وراء المقاومة ويتبرأ مما كان منه، ويقطع مع قوى الاستكبار التي دعمت، وما زالت تدعم العصابة الصهيونية، ويؤذن بذلك في محراب الوطن.

أما من يتظاهر بالتوبة، عبر التباكي على غزة، وهو يخفض صوته، فلا تصل كلماته إلى أذن قوى الاستكبار، خوف محاسبته، فهم كثر بين أنظمتنا الحاكمة والخائنة.

الوطن رحيم بنا يغفر لنا خطايانا، فهذا الربيع العربي يزهر من جديد في غزة، هلموا إلى حديقة الشهداء للتطهر من عفن السهر حول موائد قوى الاستكبار.

avata
avata
المولدي اليوسفي (تونس)
المولدي اليوسفي (تونس)