وأصر هادي على استقالته، بعد لقائه بالمبعوث الدولي جمال بنعمر، الذي التقاه وسط حصار "الحوثيين" لمنزله.
من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إن "واشنطن غير متأكدة من استقالة هادي، وتدعو إلى انتقال ديمقراطي وسلمي في اليمن".
بدورها، قالت وزيرة الإعلام في الحكومة المستقيلة، نادية السقاف، على صفحتها في موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن "شرعية البرلمان الحالي من شرعية المبادرة الخليجية التي مددت له، وباستقالة الرئيس لم تعد فاعلة المبادرة وبالتالي البرلمان ينحل".
في غضون ذلك، أكد مصدر في اللجنة الأمنية في عدن، جنوبي اليمن، مساء اليوم الخميس، أن عناصر "الحوثيين"، قطعوا بث قناة "عدن" أثناء شروعها في بث بيان هام.
ولم يذكر المصدر أسباب قطع البث، غير أن البيان كان يتوقع أن يعلن انفصال جنوب اليمن عن شماله.
فيما قال مدير عام الأخبار المستقيل في التلفزيون الحكومي، توفيق الشرعبي، لوكالة "الأناضول" إن قناة "عدن" مرتبطة بباقة قناة صنعاء التي يتحكم بها "الحوثيون"، وتم إيقافها فور البدء بإعلان بيان اللجنة الأمنية (تضم قيادات عسكرية ومسؤولين أمنيين ومحليين).
وأضاف أن "(الحوثيين) منذ ثلاثة أيام يخططون لإيقاف بث قناة عدن، منذ إعلان السقاف أنها ستكون لسان الحكومة فقط".
وقبل ثلاثة أيام، وقع التلفزيون الرسمي، ووكالة "سبأ" وصحيفة "الثورة" الرسميتان، تحت قبضة "الحوثيين"، ولم يتبق لوزارة الإعلام سلطة سوى على الوسائل الإعلامية الحكومية، التي تقع خارج نطاق صنعاء، وهي صحيفة "الجمهورية" التي تصدر من تعز (وسط)، وقناة "عدن"، وصحيفة "14 أكتوبر"، اللتان تقعان في مدينة عدن الجنوبية.
وفي وقت لاحق، أذاعت وسائل إعلام يمنية، نص الاستقالة التي قال فيها هادي، موجهاً حديثه إلى رئيس مجلس النواب: "لقد تحملنا مسؤولية الرئاسة، وأنتم لستم بحاجة لشرح الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية حتى يومنا هذا".
وأضاف هادي: "نظراً للمستجدات التي ظهرت على سير العملية الانتقالية للسلطة سلمياً (..) وجدنا أننا غير قادرين على تحقيق الهدف الذي تحملنا في سبيل الوصول إليه الكثير (..) ولهذا نعتذر لكم شخصياً ولمجلسكم الموقر، وأتقدم إليكم باستقالتي من رئاسة الجمهورية اليمنية".
بدورها، قالت وزيرة الإعلام في الحكومة المستقيلة، نادية السقاف، على صفحتها بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن "شرعية البرلمان الحالي من شرعية المبادرة الخليجية التي مددت له وباستقالة الرئيس لم تعد فاعلة المبادرة وبالتالي البرلمان ينحل". وأكدت مصادر خليجية، لـ"العربي الجديد"، أن "مجلس التعاون الخليجي يتجه نحو عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة ما يجري في اليمن بعد استقالة هادي".
وجاء في نص استقالة بحاح، التي نشرها في صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفي ما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب".
وأوضح بحاح، "تعلمون أننا في حكومة الكفاءات قبلنا تحمل مسؤولية قيادة اليمن وتنميتها في ظروف صعبة ومعقدة جداً. وجئنا من مختلف المجالات والتخصصات العلمية والاجتماعية من أجل أن نخدم وطننا، ونساهم في إحلال الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي".
وأشار إلى أنه "وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي عملنا فيها منذ السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2014، والحصول على ثقة البرلمان في 18 ديسمبر/كانون الأول 2014، إلا أننا استطعنا أن نعطي الشعب والقيادة مؤشرات حقيقية تدل على ما كان يمكن أن نقدمه لهذا الوطن، ولكن يظهر بأن الأمور تسير في طريق آخر، لذا فإننا ننأى بأنفسنا أن ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة، والتي لا تستند إلى قانون أو نظام".
وأضاف "يشهد الله أننا كحكومة كفاءات حاولنا ما أمكن أن نخدم هذا الشعب وهذا الوطن بكل ما استطعنا من قوة وعلم وكفاءة ومسؤولية وضمير. وعندما أدركنا أن هذا لا يمكن؛ قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفي ما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب".
موقف الحوثي
وبعد ذلك، أصدرت جماعة الحوثي المسلحة، فجر اليوم الجمعة، بياناً بشأن استقالة هادي، وحكومة الكفاءات برئاسة بحاح.
وفي بيان صادر عن بـ" اللجنة الثورية " التابعة للجماعة، قالت الأخيرة إن "استقالة رئيس الحكومة خالد بحاح على فرض وجودها معلقة لأن رئيس الجمهورية قام هو بتقديم استقالته إلى مجلس النواب دون إن يقرر قبول استقالة الحكومة من عدمه".
وأضاف البيان "كما إن المادة (115) من الدستور القائم أوجبت لقبول استقالة رئيس الجمهورية التصويت على ذلك من مجلس النواب بالغالبية المطلقة لأعضاء المجلس وهذا مالم يحدث حتى الآن مما يجعل استقالة رئيس الجمهورية على فرض ورودها معلقة أيضاً".
وبناء على ذلك، قال بيان جماعة الحوثي إن اللجنة الثورية "ترجئ بيان موقفها من الاستقالتين إن صح تقديمهما على ضوء ما يستجد من قبول الاستقالتين أو عدم قبولهما" وفقا للإجراءات الدستورية.
ودعت جماعة الحوثي " الجماهير الثائرة للخروج بزخم ثوري عصر اليوم لإثبات حضورها المؤيد للخطوات الثورية، والتحلي باليقظة واستحضار الواجب الوطني الأمني في تطبيع الأوضاع وتهدئتها".
كما دعا "الحوثيون" في بيانهم "القيادات العسكرية الشرفاء إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية والثورية في تهدئة الأوضاع وممارسة اعمالهم اليومية المعتادة وفقا لما تقتضيه مصلحة الوطن والشعب اليمني".
ودعت أيضاً الموظفين في أجهزة الدولة إلى ممارسة أعمالهم بشكل طبيعي "لتفويت الفرصة على كل حاقد ومتربص بالوطن" حسب قولها.