خرج الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، عن صمته، مساء الأحد، إزاء التطورات التي شهدها شمال اليمن، الأسبوع الماضي، فشدد على أن الدولة اليمنية "لن تسمح بمزيد من الصراع في شمالي البلاد، وسوف تتعامل بكل حزم وقوة"، واصفاً اقتحام جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لمدينة عمران بـ"التجاوز غير المقبول".
وأوضح هادي، الذي تحدث في الكلية الحربية، في صنعاء،
أن ما حدث في عمران "لا يمثل استهدافاً لطرف معيّن أو للواء معيّن، بل استهداف واضح وجلي للدولة وأجهزتها الأمنية وقواتها العسكرية ومؤسساتها المدنية، واستهداف للعملية السياسية والمرحلة الانتقالية وتوصيات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وانقلاب عليها"، في ردّ على رواية "الحوثيين" أنهم استهدفوا حزب "الإصلاح" و"اللواء 310 مدرع" في عمران.
وجدد الإشارة إلى أن "البعض" كان يفهم "حكمتنا وصبرنا وتعقّلنا في التعامل مع قضية عمران وغيرها من المناطق على أنه ضعف وتخلٍ عن المسؤولية، وحاولوا استغلال حرصنا وميلنا إلى إنهاء الصراع بشكل سلمي استغلالاً رخيصاً".
ورأى هادي أن أطرافاً، لم يحددها، كانت تريد "من الصراع والحرب في عمران الالتفاف على بنود مؤتمر الحوار الوطني وتقويض العملية السياسية برمتها"، ومضى قائلاً: "ونحن اليوم مصممون وعازمون على أن نجعل من عمران وما حدث فيها مدخلاً حقيقياً لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وبناء الدولة"، في رد على مَن يقول إن أحداث عمران نسفت مؤتمر الحوار ومخرجاته.
وأردف هادي أن "الدولة من الآن وصاعداً لن تسمح باستمرار هذا الصراع، وستعمل بكل حزم وقوة للبدء باسترجاع أسلحة الدولة ونزع كافة الأسلحة المتوسطة والثقيلة من كل الأطراف من دون استثناء، وسنعمل على إخلاء كافة المواقع من معسكرات ومبانٍ حكومية، وخصوصاً من جماعة (الحوثي)".
ويواجه هادي انتقادات شديدة من العديد من الأطراف اليمنية تتهمه بالتهاون مع سقوط عمران على خلفية دور "الوسيط" الذي مارسه هو ووزير الدفاع، محمد ناصر أحمد، أثناء الحرب، وعدم دعم الجيش في عمران بتعزيزات عسكرية.
وفي السياق، شيعت صنعاء، يوم الاحد، في جنازة رسمية، جثامين 16 عسكرياً قتلوا في المواجهات مع "الحوثيين" في عمران بينهم ضابط.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر "العربي الجديد" أن أعمال نهب شهدتها مدينة عمران للمحال التجارية وبعض المنازل من قبل عصابات مجهولة، بعد نزوج غالبية سكان المدينة إلى صنعاء والمناطق الريفية في الأيام الأخيرة للمواجهات.
إلى ذلك، سلّم "الحوثيون"، يوم السبت، المقر الرئيسي لمعسكر "اللواء 310 مدرع" في عمران، الذي سقط في أيديهم، إلى كتيبة من لواء آخر مرابط في صعدة. ولقيت الخطوة ترحيباً واسعاً، لكن منتقدين يعتبرون هذا التسليم شكلي بعدما استولى "الحوثيون" على الكثير من الأسلحة داخل المعسكر، مدللين بأن التسليم يجعل الوضع في عمران مشابهاً لوضع صعدة، إذ أبقى "الحوثيون" على ألوية عسكرية بينما السيطرة الفعلية لهم.
من جهة أخرى، قدم "مجلس أسر شهداء الجيش والأمن"، في بيان، إحصائية بعدد قتلى الجنود من منتسبي "اللواء 310" في عمران، مؤكداً سقوط نحو 260 جندياً وضابطاً من منتسبي اللواء خلال المواجهات الأخيرة، وإصابة نحو 618 آخرين، منهم 98 إصاباتهم حرجة.
جدل حول تعيين الحاوري
في سياق آخر، أثار قرار هادي تعيين اللواء محمد الحاوري، قائداً للمنطقة العسكرية السادسة، جدلاً واسعاً، على خلفية اتهامات للحاوري بأنه أحد المشاركين في اغتيال الرئيس اليمني الأسبق، إبراهيم الحمدي، عام 1977، وهي الحادثة التي تعتبر أشهر حوادث الاغتيال السياسي في التاريخ اليمني الحديث.
وقال السفير عبد الرحمن الحمدي، شقيق الرئيس الحمدي، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، إن الرئيس هادي عيّن الحاوري "أحد المشاركين، بل المباشرين، في عميلة اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه عبد الله".
وعُيّن الحاوري قائداً للمنطقة العسكرية السادسة، التي تضم عمران وصعدة، وكان نائباً في مجلس النواب ومسؤولاً عن لجنة الدفاع والأمن في المجلس. وتفيد المصادر أن الحاوري أيد الثورة ضد الرئيس علي عبد الله صالح عام 2011، ثم ما لبث أن تراجع.