قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن فرضية أن يكون الانفجار الهائل في مرفأ بيروت هذا الشهر نجم عن انفجار مستودع لأسلحة جماعة حزب الله "مستحيلة" لكن التحقيق سيشمل كل الاحتمالات.
وتحقق السلطات اللبنانية لمعرفة السبب في انفجار كميات كبيرة من نترات الأمونيوم كانت مخزنة لسنوات في مستودع بالمرفأ دون إجراءات سلامة مما تسبب في الانفجار الكارثي يوم الرابع من أغسطس/ آب والذب أدى إلى مقتل 178 شخصا وإصابة ستة آلاف وتدمير مناطق بأكملها في بيروت.
وقال عون، حليف الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية نُشرت اليوم الثلاثاء، إن الجماعة لم تكن تخزن أسلحة في المرفأ، وهو ما أشار إليه حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في وقت سابق هذا الشهر.
وردا على سؤال عن تلك الفرضية التي يروج لها البعض، قال عون "مستحيل، لكن الأحداث الجسام كتلك الحادثة تشحذ الروح والخيال".
ونفى نصر الله اتهامات بأن الجماعة المدججة بالسلاح كانت تخزن أسلحة في مرفأ بيروت، وقال إن حزب الله سينتظر نتائج التحقيق، لكن إذا اتضح أن الانفجار كان عملا تخريبيا أقدمت عليه إسرائيل فإنها "ستدفع ثمنا عادلا".
وخاض حزب الله، الذي يمارس نفوذا على الحكومة في لبنان، عددا من الحروب مع إسرائيل وتدرجه الولايات المتحدة في قوائم التنظيمات الإرهابية. وتنفي إسرائيل أي ضلوع لها في الانفجار.
وقال عون إن التحقيق يتحرى ما إذا كان الانفجار نجم عن إهمال أم حادث أم "تدخل خارجي". وأضاف للصحيفة الإيطالية "على الرغم من أنه يبدو كحادث، لكنني أريد أن أتحاشى اتهامي بعدم الاستماع إلى جميع الأصوات".
وقال إن كثيرين تحدثوا عن رؤية طائرات تمر في السماء فوق المرفأ قبل الانفجار مباشرة، وعلى الرغم من أن هذا الحديث "لا يعول عليه كثيرا"، فإنه يجب الاستماع له.
واستفاقت بيروت على فاجعة، في 4 أغسطس/آب الجاري، جراء انفجار ضخم هزّ مرفأها، ذلك الثلاثاء، ناجم عن انفجار كمية كبيرة من "نيترات الأمونيوم" كانت مخزنة في المرفأ، وأدّى إلى مقتل العشرات وجرح زهاء 6 آلاف شخص، في وقت لا يزال العديد من الأشخاص مفقودين.
وتسبّب الانفجار بدمار في كلّ أنحاء العاصمة، ما دفع السلطات إلى إعلانها "مدينة منكوبة"، كما أعلنت الحكومة اللبنانية الحداد الوطني لمدة ثلاثة.
وهزّ الانفجار كلّ أنحاء العاصمة، ووصل صداه إلى مناطق بعيدة نسبياً عن بيروت، وطاولت أضراره كلّ الأحياء وصولاً إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع دوي الانفجار أيضاً.
(رويترز، العربي الجديد)