الرئيس اللبناني لا يستبعد أن يكون انفجار بيروت اعتداءً خارجياً

07 اغسطس 2020
صدمة ودمار بعد انفجار مرفأ بيروت (حسين بيضون)
+ الخط -

لم يستبعد الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، فرضيّة أن يكون انفجار بيروت ناجماً عن هجوم خارجي "بصاروخ أو قنبلة" أو نتيجة الإهمال، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الضحايا إلى 154.

وقال عون، خلال حديث مع الصحافيين، إنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صوراً جوية أثناء الانفجار للوقوف على أسباب الهجوم.

وقال "طلبت شخصياً من الرئيس الفرنسي أن يزودنا بالصور الجوية إذا ما كانت متوفرة لدى الفرنسيين كي نستطيع أن نحدد إذا ما كانت هناك طائرات في الأجواء أو صواريخ. وإذا لم تكن هذه الصور متوفرة لدى الفرنسيين فسنطلبها من دول أخرى كي نتمكن من أن نحدد إذا ما كان هناك اعتداء خارجي أو أن ما جرى هو ناشئ عن إهمال".

وأشار عون إلى أنّ مسؤولية التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت تتوزّع على ثلاث مراحل، كيف دخلت المواد المتفجرة إلى المرفأ، وكيف وضعت، وكيف حفظت لسبع سنوات، حيث تعاقب عدد من المسؤولين وقد كتب البعض إلى السلطات المختصة في المرفأ والمسؤولين عن الموضوع بخطورة الموضوع. وقال، "طبعاً كان هناك عدم إدراك أو إهمال في القيام بالأعمال اللازمة".

 

ورداً على سؤال حول سبب عدم حصول اعتقالات في هذا الملف حتى الآن لأي من المسؤولين أو الوزراء السابقين، قال عون، إنّ الأمر يتطلب وقتاً وقد بدأ التحقيق والإجراءات مع عشرين شخصاً، لافتاً إلى أنه "لا يمكن القبض على أي وزير أو أي مواطن وإدخاله السجن قبل التحقيق، وعندما تصل التحقيقات إلى أي من المسؤولين تؤخذ إفاداته ثم تتخذ لإجراءات اللازمة بحقه".

"لم أكن على علم بها"

ولفت الرئيس اللبناني إلى أنّه تلقى، في 20 يوليو/ تموز الماضي، معلومات حول المواد المخزنة في المرفأ، وأوعز فوراً بالاتصال بالأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى والتواصل مع المعنيين بالأمر لإجراء اللازم، مشيراً إلى "أن لا عزاء يمكن أن يعوّض فقدان قريب أو حبيب، وقد يكون هناك عزاء نسبي بتحقيق العدالة وتطبيقها، ولا غطاء فوق رأس أحد".

وأضاف، "هذه المواد دخلت إلى لبنان عام 2013، لم أكن على علم بها ولا بمدى خطورتها، كما أن صلاحياتي لا تسمح لي بالتعاطي المباشر بالمرفأ، وهناك تراتبية يجب احترامها وعليها تحمل المسؤولية، وقمت بالتبليغ لإجراء اللازم وهو بمثابة أمرٍ".

وأشار إلى "وجوب إعادة النظر بكل المرافق والمؤسسات، ومنها المرفأ ومصرف لبنان والإدارات الرسمية، ولهذا نتحدث عن تغيير في النظام. وتراكم المشاكل منذ نحو 30 عاماً، أدى إلى وضعنا الحالي".

ورأى أنّ "المطالبة بالتحقيق الدولي في قضية المرفأ الهدف منها تضييع الحقيقة. ولا معنى لأي حكم إذا طال صدوره، والقضاء يجب أن يكون سريعاً لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة"، مضيفاً "نعمل على وضع مخطط لإعادة إعمار بيروت أفضل مما كانت عليه، وهناك إمكانية لتعهد دول بالقيام بعمليات إعمار مباشرة لأحياء محددة، فتكون النتيجة أسرع"، مشيراً إلى أنه اقترح تقسيم المناطق المتضررة وإشراف كل دولة على منطقة، و"بيروت ستعود أجمل مما كانت"، على حد قوله.

ولفت عون إلى أنّ "تفجير 4 أغسطس/آب فكّ الحصار، وعملية إعادة الإعمار ستحصل بأسرع وقت والمسؤول سيحاسب"، كما قال، معلناً تلقيه اتصالات من قادة ورؤساء فاعلين من مختلف دول العالم تضامناً مع الشعب اللبناني ومعربين عن الاستعداد لتقديم المساعدة، "وهو ما حصل بالفعل من خلال وصول المعدات والأجهزة الطبية والمواد الغذائية وغيرها".

وشدد الرئيس اللبناني على أنّ في هذه القضية لن يكون هناك من صغير أو كبير، بل ستكون أبواب المحاكم كلّها مفتوحة أمام الكبار والصغار على حد سواء. وأكد أنه "لن يعود للحكم أي معنى إذا طال صدوره، والقضاء يجب أن يكون سريعاً لأن العدالة المتأخرة ليست بعدالة، بل يجب أن تكون فورية وأيضاً من دون تسرّع، ليتم التأكد ممن هو مجرم ومن هو بريء".

وقال عون "ليس هناك من تدويل، ولن تمس السيادة اللبنانية خلال عهدي، وإذا لم يتمكن اللبنانيون من حكم أنفسهم، فلا يمكن لأحد أن يحكمهم أو أن يصبحوا شعباً صالحاً للديمقراطية".

من جهة ثانية، أكد عون وصول مساعدات قيّمة في وقت قريب، وقال، "نحن نعمل على وضع مخطط لإعادة إعمار بيروت أفضل مما كانت عليه، وهناك إمكانية لتعهد دول بالقيام بعمليات إعمار مباشرة لأحياء محددة، فتكون النتيجة أسرع".

وحول ما تردد من كلام حول استقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، أشار عون إلى "وجوب تحضير الأجواء المناسبة لذلك، ولا يمكننا أن ندعو إلى حكومة وحدة لنصل فيما بعد إلى الانقسام الذي شهدناه في الحكومات".

وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، خلال زيارته بيروت، عن ضرورة تغيير النظام في لبنان، معرجاً على الحاجة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، كما أكد أنه سيصار إلى تنظيم مؤتمر دولي لدعم بيروت والشعب اللبناني، يهدف إلى حشد التمويل والمساعدات الدولية من الأوروبيين والأميركيين ودول المنطقة، تتضمن مواد غذائية وأدوية وملاجئ للذين تضررت منازلهم من جراء الانفجار.

وقال ماكرون إن الأمم المتحدة والبنك الدولي سيتوليان عملية تحديد الاحتياجات ومساعدة الشعب اللبناني في إطار شفاف منعاً لهدر الأموال.

إلى ذلك، غرّد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، اليوم الجمعة، كاتباً: "رسالة الرئيس ماكرون كانت واضحة وبصوتٍ عالٍ ماذا الآن يا لبنان؟".

وعلم "العربي الجديد" أنّ الرئيس اللبناني سيلتقي، صباح يوم غد السبت، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ونائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي.

كذلك يصل إلى لبنان، غداً الجمعة، رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي أعلن في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" أنه سيسافر إلى بيروت السبت لنقل تضامن أوروبا مع الشعب اللبناني. وكتب على "تويتر" "إننا مصدومون وحزينون ونقف بجانب جميع المتضررين وسنقدم المساعدة"، معلناً أنه سيلتقي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب.