الرئيس الكولومبي وزعيم "فارك" يصنعان التاريخ: الحرب انتهت

29 اغسطس 2016
اتفاق ينهي صراعاً عمره 5 عقود (فيسبوك)
+ الخط -

جازف رئيس كولومبيا المحافظ القادم من عائلة ثرية، خوان مانويل سانتوس، وزعيم حركة التمرد الكولومبية، "فارك"، رودريغو لوندونيو، بمستقبلهما السياسي للتوصل إلى اتفاق سلام تاريخي، اليوم الإثنين، ينهي النزاع الذي يمزق البلد منذ أكثر من خمسين عاماً.

 

وكتب الرئيس، خوان مانويل دوس سانتوس، في تغريدة في وقت مبكّر من صباح اليوم: "في هذا اليوم 29 آب/أغسطس، يبدأ تاريخ جديد لكولومبيا. لنسكت أصوات الرصاص. الحرب مع فارك انتهت"، وذلك تكريساً لدخول وقوف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وقد قاد سانتوس، حينما كان وزيراً للدفاع في عهد الرئيس السابق، ألفارو أوريبي، معركة بلا رحمة ضد متمردي "فارك"، لا سيّما أن أوريبي كان من المعارضين الشرسين لعملية السلام.

واعترف سانتوس، عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي في يونيو/حزيران الماضي، بأنّه كان "طوال حياته خصماً ثابتاً لمتمردي فارك".

واستدرك الرئيس القادم من يمين الوسط، والذي انتخب في 2010، وأعيد انتخابه في 2014، بالقول: "لكن الآن (...) سأدافع بالتصميم نفسه عن حقهم في التعبير عن رأيهم، ومواصلة كفاحهم السياسي بالطرق القانونية، وإن لم نكن يوماً متفقين".

وقال أحد اقرب مستشاري سانتوس، ماوريسيو رودريغيز، إن الرئيس "خاض الحرب ليتوصل" إلى السلام، وأضاف أنه "أضعفَ متمردي فارك ليجبرهم على الجلوس على طاولة المفاوضات".

التصميم نفسه عبر عنه لوندونيو، المعروف باسمين حركيين؛ هما تيموليون خيمينيز، وتيموشنكو.

ويقود تيموشنكو حركة التمرد، وهي حركة ماركسية منبثقة عن الحركة الفلاحية، منذ 2011، وهو ثالث زعيم في تاريخ حركة التمرد هذه.

وقال، الأحد، في العاصمة الكوبية هافانا: "آمر كل المقاتلين بوقف إطلاق النار والأعمال القتالية بشكل نهائي في الدولة الكولومبية".

وذكر تيموشنكو، في يونيو/حزيران، أن "الاتفاق النهائي سيسمح لنا أخيراً بممارسة العمل السياسي بشكل سلمي وديموقراطي"، مشيراً إلى أنه في 1964 "كان الأمر عبثياً، نظراً للسلطات والأحزاب التي كانت موجودة حينذاك".

وتمكن تيموشنكو من إقناع رجاله، البالغ عددهم حوالى 7500، بضرورة السلام، لأنه "أحد الرجال المحبوبين في فارك"، نظراً لقربه من الزعيم التاريخي الراحل، مارولاند، المعروف باسم "تيروفيخو"، كما قال الخبير أرييل أفيلا من مؤسسة السلام والمصالحة.

وينتمي خوان مانويل سانتوس إلى عائلة ميسورة في بوغوتا، أما تيموشنكو فهو من بيئة أكثر تواضعاً، وولد في منطقة لإنتاج البن. وقد ناضل في صفوف حركة "الشباب الشيوعي"، قبل أن يدرس الطب في الاتحاد السوفييتي.

وعلى الرغم من تعارض شخصيتيهما، بدأ الرجلان مفاوضات سرية أسفرت عن بدء محادثات سرية في كوبا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، وهذه المفاوضات أفضت إلى اتفاق تاريخي في 24 آب/أغسطس.