ووفقاً لبيان صدر عن مكتب الرئيس العراقي، فإن الأخير أجرى محادثات وصفها بأنها "معمقة" مع ترامب، على هامش أعمال المنتدى، وأكد ضرورة "تكثيف الجهود الدولية من أجل إرساء الأمن والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي، وأن ترسيخهما وتعزيزهما هو السبيل الوحيد لضمان تحقيق السلام الشامل في المنطقة".
وأضاف صالح أن "العراق يحرص على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الأصدقاء والحلفاء، وبما يعزز سيادته واحترام قراره المستقل، ويحقق مصالح الشعب العراقي، ومواصلة التطور الاقتصادي وإعادة الإعمار، وعدم السماح أن يتحول العراق إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات".
بدوره، جدد الرئيس الأميركي دعم بلاده لـ"استقرار العراق، وحرصها على توثيق العلاقات المشتركة وتوسيع حجم التعاون بين العراق والولايات المتحدة، وبما يخدم مصلحة الشعبين"، مثمناً "الدور العراقي المحوري في المنطقة"، بحسب البيان.
وبحث الجانبان "ملف وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في العراق، وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ السيادة الوطنية وتأمين الأمن والاستقرار".
وعقب اللقاء، عقد الرئيسان مؤتمراً صحافياً مشتركاً، أكّدا فيه أهمية استمرار التعاون العسكري بمحاربة "داعش"، وقال صالح إن "العراق لديه شراكة مع الولايات المتحدة في محاربة التنظيم، وأن المهمة يجب أن تكتمل".
فيما أكد ترامب أن بلاده "ستواصل تعاونها العسكري مع العراق، كما كانت قد عملت من قبل وما زالت تعمل على ذلك"، مشيراً إلى أن "علاقتنا مع العراق في أفضل حال".
وفي وقت سابق، كانت مليشيا كتائب "حزب الله" ومليشيا "النجباء"، المرتبطة بإيران، قد هددت صالح من مغبة إجرائه أي لقاء مع ترامب، ولوحت بأن تبعات ذلك "قد تصل إلى حد إقالة صالح وطرده من بغداد".
مقابل ذلك، أكد زعيم مليشيا "العصائب" قيس الخزعلي أن "العراق يعيش في مرحلة احتلال أميركي، بعدما استهدفت واشنطن قادة "الحشد"، وكشفت عن حقيقة مشروعها في العراق، بعدما رفضت وترفض قرار البرلمان والحكومة العراقية بإخراج القوات الأجنبية".
وأكد الخزعلي، في فيديو نشره اليوم الأربعاء، أن "في العراق رجالاً مقاومين هزموا مشروع واشنطن، وهم جاهزون في حال رفضت واشنطن الخروج، وقادرون على إجبارها على الانسحاب".
ويأتي لقاء صالح مع ترامب في وقت تشهد فيه الملفات العراقية ــ الأميركية المشتركة شداً وجذباً سياسياً، وسط تحركات وضغوط تمارسها الجهات العراقية الموالية لإيران لإخراج القوات الأجنبية من العراق، وإلغاء الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن، ردّاً على اغتيالها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وقائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في الثالث من الشهر الجاري، وما تلاه من تداعيات أميركية ــ إيرانية ــ عراقية.