الرئيس الصيني في لندن لتوقيع اتفاقيات طاقة وعقارات

19 أكتوبر 2015
بينغ وكاميرون في قمة لاهاي النووية (أرشيف/Getty)
+ الخط -


يبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم، أول زيارة دولة إلى بريطانيا لمدة أربعة أيام.
وتعد الأولى التي يقوم بها رأس السلطة في بكين إلى لندن منذ عشر سنوات، وتستمر من 19 إلى 23 أكتوبر/تشرين الأول، وجاءت بعد أسبوع من زيارة وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، للصين لتعزيز الروابط الاقتصادية والمالية بين البلدين.

وفيما تسعى بكين إلى استغلال مركز بورصة لندن في تسويق خطط تدويل اليوان، واتخاذها منصة للانفتاح على أسواق الاتحاد الأوروبي، تأمل بريطانيا في جذب المزيد من الاستثمارات الصينية وخلق الفرص الوظيفية.

وعلى الرغم من الخلافات بشأن حقوق الإنسان ومستعمرة هونغ كونغ البريطانية السابقة، إلا أن الصين تكنّ تقديرًا لدفاع بريطانيا القوي عنها في مجالات التجارة الحرة ورفع العراقيل أمام الاستثمار في الصين، وسيقيم الرئيس الصيني وزوجته بينغ ليوان أثناء الزيارة في قصر بكنغهام الملكي.

ونوه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى أن صادرات بريطانيا للصين زادت أربعة أمثالها خلال العشر سنوات الأخيرة، ونحّى جانبا المخاوف التي تنتاب الأسواق العالمية من التباطؤ الحالي في النمو الاقتصادي الصيني.

وقال "بوضوح هناك قضايا يجري معالجتها حالياً في الصين، وأعتقد أن النمو سيستمر"، وتأتي تصريحات كاميرون متسقة مع تصريحات الزعماء الصينيين التي يسعون فيها إلى طمأنة الأسواق العالمية بأن بكين قادرة على إدارة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد تخفيض مفاجئ لليوان وهبوط بورصة الأوراق المالية خلال الصيف.

وتعد بريطانيا ثاني أكبر شريك تجاري للصين، وثاني أكبر مصدر للاستثمارات الفعلية، ومقصدا للاستثمار في الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تعتبر فيه الصين رابع أكبر شريك تجاري لبريطانيا.

ووصلت التجارة في عام 2014 إلى 80.9 مليار دولار، بزيادة نسبتها 15.3% عن العام السابق عليه. تشهد بريطانيا أسرع نمو للاستثمارات الصينية، وتستثمر أكثر من 500 شركة صينية في بريطانيا.

ومن المتوقع أن تحقق الصين وبريطانيا تقدماً في مجال التعاون التجاري والاقتصادي خلال زيارة الرئيس الصيني اليوم، بما في ذلك توقيع اتفاقات في مجالات الطاقة والمال والعقارات والعلاج الطبي والسيارات والتكنولوجيا.

وقال مساعد وزير التجارة الصيني، تشانغ جي، في مؤتمر صحافي قبيل زيارة بينغ "إن الاتفاقات بين الحكومتين والمؤسسات المالية والشركات أظهرت تنامي التعاون التجاري واتجاهها المستقبلي".

وحسب وكالة شينخوا الصينية، قال تشانغ "إن العلاقات التجارية الجيدة بين الصين وبريطانيا مهمة للعلاقات بين البلدين".

وأضاف أن البلدين ينبغي أن يعززا التجارة التقليدية، وأن يتطلعا إلى فرص جديدة، وتقوية التعاون في الاستثمار والمشروعات الكبرى، مثل القطارات فائقة السرعة والطاقة النووية.

وقال تشانغ إن البلدين بمقدورهما الاستخدام الكامل لمميزات كل منهما، مثل تصنيع الأجهزة والأموال في الصين، والتكنولوجيا والإدارة والخدمات المالية في بريطانيا، لاستكشاف أسواق في دول ثالثة وبناء آلية تعاون طويلة الأجل.

اقرأ أيضاً: 2015 من أسوأ أعوام المستثمرين في أسواق العالم

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، قبيل وصول الرئيس الصيني شي جين بينغ، إن زيارة شي ستمثل بداية "عهد ذهبي" في العلاقات بين الجانبين. وقال كاميرون للتلفزيون المركزي الصيني "ستكون لحظة مهمة جداً للعلاقات البريطانية الصينية التي تمر بمرحلة طيبة للغاية.

وتنظر بريطانيا إلى علاقاتها مع الصين من منطلق الاستثمارات وخلق الوظائف، لكن هناك قلق صيني من احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وفي خطوة قد تدعم مكانة اليوان كعملة احتياط دولية، أصدرت الحكومة البريطانية، في العام الماضي، سندات سيادية باليوان، لتصبح بذلك أول دولة غربية تصدر سندات بالعملة الصينية. ورغم الهزات التي تعرض لها اليوان خلال شهور الصيف، لا يزال العملة الثانية المستخدمة في تسوية الصفقات التجارية عالمياً بعد الدولار.

وحسب بيانات وزارة المالية البريطانية، فإن الدخل من الاكتتاب استخدم لتمويل الرصيد الأجنبي البريطاني.

ولكن وزارة الخزانة البريطانية لم تحدد رقماً معيناً لحجم الإصدار.
وجاءت هذه الخطوة، حسب قول محللين، في إطار خطط الحكومة لدعم علاقاتها الاقتصادية والمالية مع الحكومة الصينية، وكذلك لدعم مكانة لندن المالية، وكنقطة انطلاق لتدويل اليوان الصيني.

وقال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، في تعليقه على الإصدار السيادي باليوان "إننا ندشن صفقة إصدار اليوان الصيني لنصبح أول دولة غربية تصدر سندات بالعملة الصينية".

 وأضاف "أنها خطوة أخرى لدعم موقع بريطانيا كمركز للتمويل العالمي". ويتكون الرصيد الأجنبي البريطاني من الدولار واليورو والين والدولار الكندي، لكن اليوان سينضم إلى هذه العملات عقب هذا الإصدار.

وقال بيان وزارة المالية البريطانية "إصدار السندات السيادية بالعملة الصينية يؤشر إلى أن الرينمبي أو اليوان سيصبح عملة احتياط دولية في المستقبل".

وتعمل الحكومة البريطانية على جعل لندن مركزاً لتجارة اليوان، مستفيدة من تقليل الضوابط الصينية على عملتها.

وكانت الحكومة البريطانية قد أكدت حرصها على تقوية العلاقات والروابط التجارية مع الصين، خلال زيارة رئيس الوزراء الصيني للندن خلال صيف هذا العام. ومن خطوات تقوية الروابط التجارية، خطة لزيادة حجم الصادرات البريطانية إلى الصين وجذب المزيد من الاستثمارات.

وكانت الصين قد قررت، خلال زيارة رئيس وزرائها إلى لندن، في العام الماضي، استثمار 30 مليار دولار في مشاريع بريطانية، من بينها تمويل مشروعات البنية الأساسية.

ربط بين لندن وشنغهاي

تدرس بورصة لندن للأوراق المالية القيام بعملية ربط مع بورصة "شنغهاي" الصينية، وفقًا لتقارير صحافية صينية محلية.

ونقلت صحيفة "تشينا ديلي" الصينية عن نيكولا برتراندرئيس قطاع أسواق الأسهم والمشتقات في بورصة لندن قوله في بكين "إننا نسعى إلى القيام بعملية ربط بين سوقي المال".

يذكر أن 61 شركة صينية مسجلة أسهمها للتداول في بورصة لندن، كما تعتبر العاصمة البريطانية أكبر أسواق اليوان خارج الصين وهونغ كونغ.



اقرأ أيضاً: بريطانيا تثق في اقتصاد الصين رغم التباطؤ

المساهمون