يستقبل الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، نظيره التشادي إدريس ديبي، اليوم الخميس في باريس، ويعقدان مباحثات تتمحور حول الأوضاع في منطقة الساحل، والتحديات الأمنية في شمال مالي ونيجيريا، فضلاً عن الأوضاع في أفريقيا الوسطى.
وتولي باريس أهمية خاصة للرئيس التشادي، الذي تشارك قواته في أكثر من جبهة في الحرب ضد الجماعات الإسلامية، خاصة في نيجيريا ضد جماعة "بوكو حرام" وشمال مالي. كما أن القيادة المركزية لعملية "برخان" العسكرية الفرنسية لاحتواء التهديدات في منطقة الساحل، تتواجد في العاصمة التشادية نجامينا.
وسيبحث الرئيسان الأوضاع في أفريقيا الوسطى، حيث تشارك القوات التشادية إلى جانب القوات الفرنسية في القوة الدولية لحفظ السلام، كما أن المحاولة الانقلابية المتواصلة في بوروندي، ستلقي بظلالها على هذه المباحثات.
وتحولت تشاد، في غضون السنوات الأخيرة، إلى قوة إقليمية ذات نفوذ قوي في المنطقة الأفريقية، بسبب موقعها الاستراتيجي، كونها محاطة بست دول أفريقية، هي: السودان، وليبيا، والنيجر، ونيجيريا، والكاميرون، وجمهورية أفريقيا الوسطى.
وتستمد تشاد قوتها من حالة الاستقرار السياسي والأمني، التي فرضها ديبي منذ وصوله إلى الحكم عام 1990، وأيضاً بفضل تحول البلد إلى مصدر للنفط في السنوات الأخيرة. كما أن انهيار نظام معمر القذافي، وشيوع الفوضى في ليبيا، والمصالحة مع الجار السوداني، عززا من موقع تشاد في المنطقة.
وتعول فرنسا كثيراً على الدور الإقليمي التشادي المتعاظم، الذي ظهر جلياً عام 2013، حين أرسل الرئيس التشادي نجله على رأس قوة من 20 ألف جندي لمساندة القوات الفرنسية في الحرب ضد الجماعات الجهادية شمال مالي، وكانت مشاركتهم حاسمة في طرد الجماعات من مدن الشمال.
كما أن القوات التشادية دخلت بقوة على خط المواجهة مع جماعة "بوكو حرام"، في عمق التراب النيجيري، وكبدت الجماعة لأول مرة خسائر كبيرة.
وكانت العلاقة بين باريس ونجامينا متوترة، في بداية عهد ديبي، بسبب الانتقادات الفرنسية، بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان وغياب الديمقراطية. غير أن فرنسا خففت من حدة انتقاداتها، بل وسحبتها بالمطلق في السنتين الأخيرتين، ووضعت مصالحها الاستراتيجية فوق أي اعتبار، بسبب الحاجة الماسة لديبي، في تطبيق سياسة فرنسا الأفريقية.
اقرأ أيضاً: هولاند في كوبا لمواكبة "عصر المصالحات"